العقَّر هي القبيلة التي تكونت من أبناء الشريف حسين لمي (اللميُ سمرة في الشفاه)، وهم ذرية ولديه عبد الرحمن ومحمود، وعنهما تكونت فروع القبيلة.
واشتهر الشريف حسين لمي بلقب (العقّار) وذلك لمهارته في عقر الصيد واشتغاله بذلك، وهو ابن الشريف محمد بن الحسين الحسيني الذي هاجر من مكة المكرمة إلى سواكن وتزوج بها، وفيها انجب جميع أبنائه الأربعة وأختهم وهم عبد الله وابوبكر ويونس وحسين.
ومعلوم أن الهجرة هي سنة السادة الأشراف ورثوها منذ عهد أبيهم إبراهيم وإبنه إسماعيل عليهم السلام، ثم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بنيه الطاهرين الذين تفرقوا في بلاد الدنيا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وضربوا في أرض الله نشرا لدينه ودعوة له، أو بحثا عن الأمن في الدين وحفظا وصيانة للحرمات، من ظلم الظالمين وجور الجائرين، وجريا على هذه السنة، خرج الأشراف من وطنهم الأصلي (الحجاز) إلى عدد من البلدان ومنها السودان وخاصة شرق السودان ومنطقة سواكن التي كانت جزءا من إمارة الحجاز. ثم كان الأمر بعد ذلك قابلا لتعدد المنازل والديار طلبا للمعاش الكريم والرزق الحلال وسائر أهداف الترحال والسفر الأخرى.
ومن ذلك كان تحرك الشريف حسين لمي ومفارقته لمنطقة سواكن التي ظل بها بقية إخوانه، مرتحلا جنوبا إلى مناطق قبائل بني عامر، ليحل بمنطقة قبيلة البلو الذين كانت لهم مملكة عربية مسلمة معروفة في تاريخ هذه المنطقة، ثم ليواصل رحلته بصحبة أحد أصدقائه من أبناء الكميلاب وهو حامد بن محمد بن كميل الدين، وهو جد فرع كبير من الكميلاب يمسون بـ(المعقبو). حتى وصلا سويا إلى جبال أروتا.
ثم عاد الشريف حسين لمي، إلى منطقة قبيلة (البلو)، ومن هذه القبيلة تزوج الشريف حسين إبنة الشيخ عامر رييم (طويل)، وأنجب منها إبنيه عبد الرحمن ومحمود، وهما إثنان لا ثالث لهما.
وكل من إبنيه تزوج وأنجب، فأما الشريف محمود بن الشريف حسين لمي، فقد تزوج من قبيلة الألمدا (الطارقيل)، ومنها أنجب ذريته وهم فرع كبير.
وأما الشريف عبد الرحمن بن الشريف حسين لمي، فقد تزوج من قبيلة (البيت لعاليت)، ومنها أنجب ذريته وهم أيضا فرع كبير من فروع العقّر.
وعن هذين الرجلين تفرع ابناء الشريف حسين لمي بن الشريف محمد بن الحسين.
وقد بارك الله فيهم وكثرت أعدادهم وانتشروا في رقعة جغرافية واسعة، امتدت من تخوم نهر عطبرة وحتى سواحل البحر الأحمر.
وبرغم هذه المصاهرات لتلك القبائل، فقد ظل ابناء الشريف حسين لمي على امتداد تاريخهم يحافظون على تلقي نسبهم الشريف وحفظه كابرا عن كابر وأباً عن جد، إلى يومنا هذا، حيث تحتفظ كل الأسر بشجرة نسبها إلى الشريف محمد بن الحسين المتسلسلة إلى الإمام الحسين بن الإمام علي بن ابي طالب عليهم السلام.
وقد حملت رحلات الهجرة المختلفة عبرالعصور العقّر أبناء الشريف حسين لمي إلى مناطق شتى متباعدة في هذا الإقليم من الأرض، وذلك بسبب طبيعة حياتهم المعتمدة على الرعي والترحال المرتبط به، وخلال ذلك فقد صاهروا وعايشوا العديد من القبائل فالعقّر ربطتهم صلات طيبة عبر المناسبات المختلفة وعلاقات رحم عبر التزاوج، ومن تلك القبائل التي ساكنوها وصاهروها: قبائل البني عامر، والهدندوة، والحباب، والشكرية.