موضوع: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 17:48
بسم الله الرحمن الرحيم
عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب
تأليف: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 هجرية
الطبعة الثانية 1380هـ - 1960م
عنى بتصحيحه محمد حسن آل الطالقاني منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف
ديباجة المؤلف: / صفحة 17 / بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ، ورفع بعض الانام على بعض فصيره أفخم قدرا ، وأعظم ذكرا ، وأحل نبيه محمدا المختار من شريف النسب في المجد الصراح ، واصطفاه للايثار بمنيف الحسب وسرة البطاح ، وأطلع شمس فخره في أفق العلى ساطعة الشعاع ، ووصل حسبه ونسبه يوم القيامة بعدم الانقطاع فهذا أكرم البرية نفسا وآلا ، وأفضلها حالا ومآلا وأتم العالم جمالا ، وأكمله تفصيلا واجمالا ، فصل اللهم عليه صلاة تجارى سابق فخره . وتبارى باسق قدره ، وعلى آله المتفرعين من دوحة نبوته ، المترفعين إلى ذروة الشرف بمنحة نبوته ، وعلى أصحابه المغترفين من شرب العناية ، المعترفين بنشر القبول من مهب الرعاية ، ما أضحك مدمع السحاب ثغور الروض ، واتصل حبلا العترة والكتاب حتى يردا على الحوض . أما بعد : فان علم النسب علم عظيم المقدار ، ساطع الانوار ، أشار الكتاب الآلهى إليه فقال سبحانه وتعالى : " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " . وحث النبي الامي عليه ، فقال : " تعلموا أنسابكم لتصلوا أرحامكم " ، لاسيما نسب آل الرسول عليه السلام ، لوجوب توخيهم بالاجلال والاعظام ، كما وضح فيه البرهان ، ودل عليه القرآن ، وكيف لاوهم خيرة الله التى اختارها ورفع في البلاد والعباد منارها ، ولم تزل أنسابهم التى إليها يعتزون على تطاول الايام مضبوطة ، وأحسابهم التى بها يتميزون على تداول الاقوام عن الخلل / صفحة 18 / محوطة " إلا أنى رأيت أوان تغربي في أكثر البلاد التى وطئتها تشابها عظيما بين الهجان والهجين . وتساويا شديدا بين اللجين واللجين . يكابر الدعى العلوى فلا ينكر عليه ، ويتنازعان الشرف فما من عارف بشأنهما يرجعان إليه وكثيرا يتعصب في الظاهر للدعى ، توصلا بذلك إلى الطعن في آل النبي ( ع ) وكم من قائل ، لو عرفت سيدا صحيح النسب لتبركت بترابه ، ووضعت خدى تواضعا على عتبة بابه ، هذا لعمر الله محض اللجاج ، والعناد الذى لا يطمع له في علاج ، هذه بيوتات العلوية العارية عن العار متوافرة ، وقبايل الفاطمية الطاهرة عن الغبار متكاثرة ، وقد قام بتصحيح اتصالهم في زمان علامون من الامة ، ونهض بتنقيح حالاتهم في كل أوان فهامون من الائمة . فحركتني العصبية وبعثتني النفس الابية . على أن أصنف في أنساب الطالبيين كتابا يجمع بين الفروع والاصول ، ويضم الاجذام إلى الذيول ، ويستوعب شعب هذا العلم ويستقصيها ولا يغادر من فوائده صغيرة ولا كبيرة إلا ويحصيها . والايام بذلك المطلب تماطل ، وتحول دون ما احاول ، حتى بعد ذلك الفن عهدي . ولم يبق منه غير أثارة عندي ، وكيف لا وأنا في زمان ظاهر الغباوة مجاهر العلم والشرف بالعداوة . قد ارتفعت فيه إرادة العلم من القلوب . وعد النسب الفاطمي من أعظم العيوب ، بحيث أشرفت أنوار الشرف أنوار الشرف على الانطماس . وآذنت آثار دروس العلم بالاندراس ، فالتمس منى أعز الناس على ، واكرمهم لدى وهو المولى الاعظم ، والماجد الاكرم . مرتضى ممالك الاسلام . مبين مناهج الحلال والحرام ، ناظم درر المواهب . في سلوك الرغايب ، ومقلد جيد الوجود بوشاح المناقب ، ملاذ قروم آل أبى طالب ، في المشارق والمغارب مفيض لجج الحقايق بجواهر المطالب ، على الاباعد والاقارب . الغنى / صفحة 19 / عن الاطناب في الالقاب ، بكمال النفس وعلو الجناب : تجاوز قدر المدح حتى كأنه بأحسن ما يثنى عليه يعاب المؤيد بكواكب العز والتمكين ، نور الحقيقة والدين ، جلال الدين الحسن بن على بن الحسن بن على بن الحسن بن محمد بن على بن أحمد ابن على بن على بن الحسن بن الحسن بن يحيى بن الحسين بن أحمد المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن على زين العابدين المعصوم بن الحسين بن على بن أبى طالب عليه السلام زيدت فضائله وإفضاله ، أن أهز صارم الصريمة وأوجه وجه العزيمة إلى جمع مختصر يجمع نسب الطالبية وقواعده ، ويحوى خفى أسراره ويضبط معاقده ، منبها على ما وقفت عليه من خلاف مشيرا إلى ما كان من نفى أو غمز بانصاف ، أنقل كلام الرواة كما وقع إلى ، وأتحرى نصوص الثقات كما يجب على ، لم أتعمد إثباتا لمنفى ولا نفيا لثابت ، ولم أقصد من عندي إيضاحا لخفى ولا طعنا في غير متهافت ، بل اعتمد على الحق الصريح ، وأتحرى الصدق في إبطال وتصحيح ، فجاء بحمد الله كتابا نفيس المطالب ، كما يفرح الطالب في أنساب آل أبى طالب . قرب إلى إيجاز الالفاظ إطناب المعاني واحتوى على مهمات الضوابط مع سهولة المباني . يحتاج المبتدى إلى مطالعته . ولا يستغنى المنتهى عن مراجعته ، وحيث وجب التوفيق بين المسمى واسمه انتخب له اسما علما منى بأنه نعم علما موافقا فسميته ( عمدة الطالب ) في نسب آل أبى طالب ثم أهديته إلى الحضرة العلية . علما منى بأنه نعم الهدية فانه لا ينبغى لاحد بعده و ( معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ) . وأنا أرجو أن يتلقاه من القبول قبائل وييسر منه إلى السؤل وسائل : / صفحة 20 / وما أنا بالباغى على الحب رشوة ضعيف هوى يبغى عليه ثواب وما شئت إلا أن أدل عواذلى على أن رأيى في هواك صواب وأعلم قوما خالفوني ويمموا سواك بأنى قد ظفرت وخابوا فما أجود ذلك المجلس الشريف بالاعجاب بهذا الكتاب ، وما أجدر هناك المحل المنيف بأن يحقق لديه الانتساب ، وقد رتبته على مقدمة وثلاثة أصول وجعلت كل أصل فصولا إعانة للسالك على الوصول ، وهذا أوان الشروع في المرام ، متوكلا على الملك العلام ، إنه باغاثة من توكل عليه كفيل وهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل ،
عدل سابقا من قبل الشريف في الجمعة 21 مارس - 18:19 عدل 1 مرات
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 17:49
أما : المقدمة ففى إسم أبى طالب ونسبه ، أما اسمه فقيل ، إنه عمران . وهى رواية ضعيفة رواها أبو بكر محمد بن عبد الله العبسى الطرطوسى النسابة . وقيل : اسمه كنيته ويروى ذلك عن أبى على محمد بن ابراهيم بن عبد الله بن جعفر الاعرج ابن عبد الله بن جعفر قتيل الحرة ابن أبى القاسم محمد بن على بن أبى طالب النسابة وله مبسوط في علم النسب ، وزعم ! انه رأى خط أمير المؤمنين على عليه السلام في آخره : ( وكتب على بن أبو طالب ) . ( مصحف بخط على عليه السلام احترق ) وقد كان بالمشهد الشريف الغروى مصحف في ثلاث مجلدات بخط / صفحة 21 / أمير المؤمنين على عليه السلام احترق حين احترق المشهد سنة خمس وخمسين وسبعمائة ، يقال انه كان في آخره : وكتب على بن أبو طالب . ولكن حدثنى السيد النقيب السعيد تاج الدين أبو عبد الله محمد بن القاسم بن معية الحسنى النسابة ، وجدى لامى المولى الشيخ العلامة فخر الدين أبو جعفر محمد بن الحسين ابن حديد الاسدي رحمه الله : أن الذى كان في آخر ذلك المصحف على بن أبى طالب ، ولكن الياء مشتبهة بالواو في الخط الكوفى الذى كان يكتبه على عليه السلام . وقد رأيت أنا مصحفا بالمذار في مشهد عبيد الله بن على بخط أمير المؤمنين عليه السلام في مجلد واحد في آخره بعد تمام كابة القرآن المجيد : " بسم الله الرحمن الرحيم كتبه على بن أبى طالب " . ولكن الواو تشتبه بالياء في ذلك الخط كما حكياه لى عن المصحف بالمشهد الغروى ، واتصل بى بعد ذلك أن مشهد عبيد الله احترق واحترق المصحف الذى فيه ، والصحيح أن اسم أبى طالب عبد مناف وبذلك نطقت وصية أبيه عبد المطلب حين أوصى إليه برسول الله صلى عليه وآله وسلم وقوله : أوصيك يا عبد مناف بعدى بواحد بعد أبيه فرد وقوله : وصيت من كنيته بطالب عبد مناف وهو ذو تجارب وكان أبو طالب مع شرفه وتقدمه جم المناقب غزير الفضائل ، ومن أعظم مناقبه كفالته رسول الله صلى الله عليه وآله قيامه دونه ومنعه إياه من كفار قريش حتى حصروه في الشعب ثلاث سنين مع بنى هاشم عدا أبى / صفحة 22 / لهب ، وكتبوا صحيفة أن لا يبايعوا بنى هاشم ولا يناكحوهم ولا يوادوهم وعلقوها في الكعبة والقصة مشهورة لا يليق ذكرها بهذا المختصر ، ومن أشعاره في ذلك : ألا أبلغا عنى على ذات رأيها قريشا ، وخصا من لوى بنى كعب ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا نبيا كموسى خط في أول الكتب وله من أخرى : تريدون أن نسخو بقتل محمد ولم تختضب سمر العوالي من الدم وترجون منا خطة دون نيلها ضراب وطعن بالوشيج المقوم كذبتم وبيت الله لا تقتلونه وأسيافنا في هامكم لم تحطم إلى غير ذلك ، ولما اجتمعت قريش على عداوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسألت أبا طالب أن يدفعه إليهم وتحالفوا على ذلك وخشى أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التى يعوذ فيها بحرم مكة الشريف ويذكر مكانه منها ، ويذكر فيها أشراف قريش وهو مع ذلك بخبرهم وغيرهم أنه غير مسلم رسول الله صلى عليه وآله وسلم ولا تاركه لشئ ابدا ، وهى طويلة جدا منها : كذبتم وبيت الله يبزى محمد ولما نطا عن دونه ونناضل / صفحة 23 / ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل فأيده رب العباد بنصره وأظهر دينا حقه غير باطل ومن قوله لابنيه على وجعفر : إن عليا وجعفرا ثقتى عند ملم الخطوب والكرب لا تخذلا وانصرا ابن عمكما أخى لامى من بينهم ، وأبى إلى غير ذلك ومن مناقبه : انه أستسقى بعد وفاة أبيه عبد المطلب فسقى وأم أبى طالب فاطمة بنت عمرو بن عايذ بن عمران بن مخزوم بن مرة بن كعب بن لوى بن غالب . وفاطمة هذه ايضا أم عبد الله بن عبد المطلب والد رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولم يشركهما في ولادتها غير الزبير بن عبد المطلب وقد انقرض الزبير ، وهذه فضيلة عظيمة إختص بها أبو طالب وولده دون باقى بنى عبد المطلب ، وأما نسبه : فهو ابن عبد المطلب ، واسمه شيبة ويقال ، شيبة الحمد ، وقد قيل : إن اسمه عامر ، والصحيح الاول ، ويقال : سمى شيبة لانه ولد وفى رأسه شعرة بيضاء . ويكنى أبا الحارث ، ويلقب الفياض لجوده ، وإنما سمى عبد المطلب لان أباه هاشما مر بيثرب في بعض أسفاره فنزل على عمرو بن زيد ، وقيل زيد بن عمرو بن خداش بن امية بن لبيد بن غنم بن عدى بن النجار وراوي الاول يقول : عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدى بن النجار وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمر بن الخزرج وهو المعتمد ، فرأى ابنته سلمى / صفحة 24 / فخطبها إليه فزوجه إياها وشرط عليه أنها إذا حملت أتى بها لتلد في دار قومها وبنى عليها هاشم بيثرب ومضى بها إلى مكة فلما أثقلت أتى بها إلى يثرب في السفرة التى مات فيها ، وذهب إلى الشام فمات هناك بغزة من أرض الشام . وولدت سلمى عبد المطلب وشب عند أمه فمر به رجل من بنى الحارث بن عبد مناف وهو مع صبيان يتناضلون فرآه أجملهم وأحسنهم إصابة وكلما رمى فأصاب قال : أنا ابن هاشم سيد البطحاء ، فاعجب الرجل ما رأى منه ودنا إليه وقال : من انت ؟ قال : أنا شيبة بن هاشم ، أنا ابن سيد البطحاء بن عبد مناف . قال : بارك الله فيك وكثر فينا مثلك . قال : ومن أنت يا عم ؟ قال : رجل من قومك . قال : حياك الله ومرحبا بك . وسأله عن أحواله وحاجته فرأى الرجل منه ما أعجبه فلما أتى مكة لم يبدأ بشئ حتى أتى عبد المطلب بن عبد مناف فأصابه جالسا في الحجر فخلا به وأخبره خبر الغلام وما رأى منه فقال المطلب : والله لقد أغفلته . ثم ركب قلوصا ولحق بالمدينة وقصد محلة بنى النجار فإذا هو بالغلام في غلمان منهم فلما رآه عرفه وأناخ قلوصه وقصد إليه فأخبره بنسبه ( بنفسه خ ل ) وانه قد جاء للذهاب به ، فما كذب ان جلس على عجز الرحل وركب المطلب القلوص ومضى به ، وقيل : بل كانت امه قد علمت بمجيئ المطلب ونازعته فيه فغلبها عليه ومضى به إلى مكة وهو خلفه ، فلما رأته قريش قامت إليه وسلمت عليه وقالوا : من أين أقبلت ؟ قال من يثرب . قالوا : ومن هذا الذى معك ؟ قال : عبد ابتعته . فلما اتى محله اشترى له حلة ألبسه إياها وأتى به مجلس بنى عبد مناف ، فقال : هذا ابن أخيكم هاشم . وأخبرهم خبره فغلب عليه المطلب لقول عمه إنه عبد ابتعته ، وساد عبد
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 17:50
المطلب قريشا وأذعنت له سائر العرب بالسيادة والرياسة وأخباره مشهورة مع أصحاب الفيل وفى حفر زمزم وفى سقياه حين استسقى مرتين مرة لقريش ومرة لقيس إلى غير ذلك من فضائله واخباره . / صفحة 25 / وأشعاره تدل على أنه كان يعلم أن سبطه محمدا نبى وهو ابن ( هاشم ) واسمه عمرو ويقال له عمرو العلى ، ويكنى أبا نضلة ، وإنما سمى هاشما لهشمه الثريد للحاج وكانت إليه الوفادة والرفادة ، وهو الذى سن الرحلتين رحلة الشتاء إلى اليمن والعراق ورحلة الصيف إلى الشام ، ومات بغزة من أرض الشام ، وفيه يقول مطرود بن كعب الخزاعى : عمرو العلى هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف وكان هاشم يدعى القمر ويسمى زاد الركب وقد سمى بهذا آخرون من قريش ايضا ، وهو ابن ( عبد مناف ) واسمه المغيرة ، وإنما سمته عبد مناف أمه : ومناف اسم صنم كان مستقبل الركن الاسود ، وكان يدعى القمر لجماله ويدعى السيد لشرفه وسؤدده ، وهو ابن ( قصى ) واسمه زيد ، وانما سمى قصيا لان امه فاطمة بنت سعد بن شبل الازدية من أزد شنؤه ، تزوجت بعد أبيه كلاب بن ربيعة بن حزام بن سعد بن زيد القضاعى ، فمضى بها إلى قومه ، وكان زهرة بن كلاب كبيرا فتركته عند قومه وحملت زيدا معها لانه كان فطيما فسمى قصيا ، لانه أقصى عن داره وشب في حجر ربيعة بن حزام بن سعد لا يرى إلا أنه أبوه إلى أن كبر فتنازع مع بعض بين عذرة فقال له العذري : الحق بقومك / صفحة 26 / فانك لست منا ! . قال : وممن انا ؟ قال : سل أمك تخبرك . فسألها فقالت : والله أنت أكرم منهم نفسا ووالدا ونسبا ، أنت ابن كلاب بن مرة وقومك آل الله في حرمه وعند بيته ، فكره قصى المقام دون مكة فاشارت عليه أمه أن يقيم حتى يدخل الشهر الحرام ثم يخرج مع حجاج قضاعة ففعل . ولما صار إلى مكة تزوج إلى حليل بن حبشة الخزاعى ابنته جى وكان حليل يلى أمر الكعبة ، وعظم أمر قصى حتى استخلص البيت من خزاعة وحاربهم وأجلاهم عن الحرم وصارت إليه السدانة والرفادة والسقاية ، وجمع قبائل قريش وكانت متفرقة في البوادى فاسكنها الحرم ولذلك سمى مجمعا قال الشاعر : أبوكم قصى كان يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر وبنى دار الندوة ، وهى أول دار بنيت بمكة فلم يكن يعقد أمرا تجتمع فيه قريش إلا فيها ، فصار له مع السدانة والرفادة والسقاية النداوة واللواء ، وهو ابن ( كلاب ) واسمه حكيم ، وانما سمى كلابا لانه كان يحب الصيد فجمع كلابا كثيرة يصطاد بها وكانت إذا مرت على قريش قالوا هذا كلاب بن مرة يعنون حكيما فغلبت عليه وفيه يقول الشاعر : حكيم بن مرة ساد الورى ببذل النوال وكف الاذى أباح العشيرة إفضا له وجنبها طارقات الردى وهو ابن ( مرة ) بن كعب بن ( لوى ) بن ( غالب ) بن ( فهر ) وهو في كثير من الاقوال جماع قريش فكل من ولده فهو قرشي ، وهو ابن ( مالك ) وهو جامع قريش في قول آخر ، وهو ابن ( النضر ) واسمه قيس ، وإنما سمى النضر لوضاءته وجماله ، وهو جامع قريش في أصح الاقوال ، وانما سميت هذه القبيلة قريشا لتجمعها والتجمع والتقرش بمعنى واحد وقيل : لابل لجمعها لانهم كانوا تجارا . وقيل : بل التقرش التفحص والتفتيش ، وكان النضر أو ابنه مالك أو فهر يتفحص عن الرجال المحتاجين والمضطرين ليعينهم ، وقيل : بل كان دليلهم إلى الشام رجل / صفحة 27 / منهم يقال له قريش بن يخلد ، وكانت قافلتهم إذا قدمت قيل قدم قريش ثم غلبت على القبيلة ، والقول الاشهر : أنهم سموا باسم دابة في البحر عظيمة لا تذر شيئا الا أتت عليه يسميها أهل الحجاز القرش وتصغر وذلك لشدة هذه القبيلة وشوكتها ، وفى ذلك يقول الشاعر: وقريش هي التى تكسن البحر بها سميت قريش قريشا سلطت بالعلو في لجة البحر على ساكنى البحور جيوشا يأكل الغث والسمين ولايتر ك فيها لذى الجناحين ريشا هكذا في الانام حى قريش يأكلون الانام أكلا كشيشا ولهم آخر الزمان نبى يكثر القتل فيهم والخموشا تملا الارض خيله برجال يحشرون المطى حشرا كميشا وهو ابن ( كنانة ) ويكنى أبا قيس ، وهو ابن ( خزيمة ) بن ( مدركة ) واسمه عمرو ، وإنما سمى مدركة لان إبلا لهم نفرت فتفرقت فذهب عمرو في إثرها فأدركها فسمى مدركة ، وصاد أخوه عامر أرنبا فطبخه فسمى طابخة وانقمع أخوهما عمير في البيت فسمى قمعة ، وخرجت أمهم خلف ابنيها تسعى فقال لها ابوهم : مالك تخندفين ؟ فسميت خندف ، والخندفة نوع من المشى ، وكان مدركة يكنى أبا الهذيل ، وقيل : أبا حزيمة . وهو ابن ( الياس ) بن ( مضر ) ويقال لعقبه : مضر الحمراء وربما قيل له ذلك أيضا ، بل هو الاصل في هذه التسمية ولها قصة عجيبة مشهورة تركناها خوف الاطالة ، وهو ابن ( نزار ) / صفحة 28 / ابن ( معد ) بن ( عدنان ) إليه انتهى النبي صلوات الله وسلامه عليه في الانتساب ثم قال صلى الله عليه وآله : كذب النسابون . وفيما بعد عدنان وابراهيم عليه السلام إختلاف كثير ، وقد اشتهر فيما بين النساب : أنه ابن أد بن أدد بن اليسع ابن الهميسع بن سلامان بن النبت بن حمل بن قيذار بن اسماعيل بن ابراهيم . وروى الكلبى : أنه ابن ادد بن هميذع بن سلامان بن عوض ين ثور بن قوال بن أبى بن العوام بن ناشد بن حذار بن تدلاس بن تدلاف بن صالح بن حاجم بن ناخش بن ماحى بن عبقى بن عبقر ابن عبيد بن الدعا بن احمد بن سنتين بن تيرز بن بحرز بن ملحس بن أرغون ابن عبق بن ريسان بن عبصر بن اقتاد بن ابهامى بن مقصر بن ناحث بن رازخ ابن شما بن مزى بن عوض بن عرام بن قيذار . وعن بعض أهل الكتاب ان بورخ بن باريا كاتب أرميا قال : قال عدنان بن أدد بن هميذع بن هميسع بن سلامان بن عوض بن لوارى بن شوخى بن نعماني بن كدانى بن قلدسانى بن يدلافى بن طهبى بن بحش بن معحاكى بن عاوني بن عافادى بن ابداعى بن همداني بن بشنانى بن بترانى بن عرانى بن ملحانى بن رعوانى بن عاقاني بن ديشانى بن عاصارى بن ميادى ابن ثامانى بن مقصارى بن فاحث بن رازخ بن شما بن يزى بن صفا بن جعم ابن قيذار . وقد روى غير ذلك ، ففى هاتين الروايتين قد بلغ ما بين عدنان وابراهيم / صفحة 29 / على نبينا وعليه الصلوة والسلام أربعين رجلا ، وفى الرواية الاولى تسعة رجال وربما روى ستة رجال إلى أكثر من ذلك ، فربما وصل إلى خمسة عشر والى عشرين ، ويشبه أن تكون الروايات التى دلت على ما قل عن الاربعين مختصرة أو مصنوعة ، فان بين رسول الله صلى عليه وآله وسلم وبين عدنان عشرين ابا وبضعا ، فروايات المقلين تقتضي أن يكون بين رسول الله صلى عليه وآله وسلم وبين ابراهيم " ع " أقل من أربعين ابا ، وبعضها يوجب أقل من ثلاثين ، وبين وفاة اسماعيل عليه السلام ومولد رسول الله صلى عليه وآله وسلم ألفان وستمائة وبضع عشرة سنة ، وتناسق هذه الولادات في مقدار هذه المدة مستنكر فان أحالوا على طول الاعمار اعتبرنا من ضبط نسبه من بنى اسرائيل وهم رؤوس رجالاتهم الذين تنتهى أنسابهم إلى سليمان بن داود عليهما السلام ، فان تلك الانساب محفوظة مدونة رواية وكتابة متواترا ، فقد وجدنا بين من لحق عصر رسول الله صلى الله عليه وآله منهم وبين ابراهيم عليه السلام بضعا وستين أبا ، وهذا الاعتبار يوجب أن يكون بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين ابراهيم ( ع ) هذا القدر أو ما يقاربه لان الطرافة والعقود - وإن كانا يتفقان بقدر العادة - فيهما مضبوطة ، وانما يقع مثل ذلك ايضا في الواحد من القبيلة وفى القبيلة من الامة كما وقع لعبد الصمد بن عبد الله بن عباس ، فانه أدرك أولاد الرشيد وهو هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس ، ومتى روى في نسب عدنان روايات يوجب بعضها إتفاق ولادات بنى اسماعيل واسحاق وأوجبت الاخرى بعد التفاوت الخارج عن العادة ، فالموافق لا محالة أولى بالتقديم ولعل الاختلاف الواقع في الاسماء الواقعة في الروايتين اللتين توجبان أن بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإبراهيم عليه السلام وبين عدنان أربعين ابا لاختلاف اللغتين ، ويقوى هذا ايضا اعتبارات أخر تركناها للاختصار / صفحة 30 / نسب ابراهيم الخليل عليه السلام وأما نسب ابراهيم خليل الرحمن على نبينا وعليه السلام إلى نوح " ع " ففيه ثلاث روايات أشهرها : أنه ابن ( تارخ ) بن ناحور بن شروغ بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح صاحب السفينة . ثم اختلف فيما بين نوح وآدم على نبينا وعليه السلام على خمسة أقوال أشهرها أنه نوح بن مشخد ابن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن اليارذ بن مهلائيل ابن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم على نبينا وعليه السلام . فهذا ما أردنا ذكره في هذه المقدمة . وقد كان أبو طالب أولد أربعة بنين طالبا وعقيلا وجعفرا وعليا رضوان الله عليهم أجمعين ، وكان كل منهم أكبر من الآخر بعشر سنين فيكون طالب أسن من على بثلاثين سنة . وبه كان يكنى أبوه وأمهم أجمع فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف بن قصى ، وهى أول هاشمية ولدت لهاشمي وكانت جليلة القدر كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوها امى ، ولما توفيت صلى عليها ودخل قبرها وترحم عليها . أما طالب فأكرهته قريش على الخروج إلى بدر ففقد فلم يعرف له خبر ، ويقال إنه أكره فرسه بالبحر حتى غرق وهو القائل حين أخرجته قريش كرها : يا رب إما خرجوا بطالب في مقنب من هذه المقانب فليكن المطلوب غير الطالب والرجل المغلوب غير الغالب إلى آخره ، وليس لطالب عقب ولكل من إخوته عقب متصل ذكرناه في أصل فصارت الاصول ثلاثة :
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 17:51
الاصل الاول في ذكر عقب عقيل بن أبى طالب: / صفحة 31 / الاصل الاول في ذكر عقب ( عقيل ) بن أبى طالب ، ويكنى أبا يزيد ، وكان أبو طالب يحبه حبا شديدا ولذا قال له رسول الله صلى عليه وآله وسلم : إنى لاحبك حبين حبا لك ، وحبا لحب أبى طالب . وكان عقيل نسابة عالما بأنساب العرب وقريش ، وكان أعور يكاد يخفى ذلك على متأمله ، وخرح إلى بدر فأسر وفداه عمه العباس ، وفارق أخاه عليا أمير المؤمنين في أيام خلافته وهرب إلى معاوية وشهد صفين معه غير أنه لم يقاتل ولم يترك نصح أخيه والتعصب له . فروى أن معاوية قال يوم صفين : لا نبالي وأبو يزيد معنا . فقال عقيل : / صفحة 32 / وقد كنت معكم يوم بدر فلم أغن عنكم من الله شيئا ، وكان عقيل حاضر الجواب وله في ذلك أخبار كثيرة وأضر في آخر عمره . ( والعقب ) منه ليس إلا في محمد بن عقيل ، فأما مسلم بن عقيل قتيل الكوفة فمنقرض ( والعقب ) من محمد بن عقيل في رجل واحد وهو أبو محمد عبد الله كان فقيها محدثا جليلا وأمه زينب الصغرى بنت أمير المؤمنين على عليه السلام وأمها أم ولد ، وكان لمحمد بن عقيل ولدان آخران هما القاسم وعبد الرحمن أعقبا ثم انقرضا ( وأعقب ) عبد الله بن محمد من رجلين محمد ، وأمه حميدة بنت مسلم بن عقيل ، وأمها أم كلثوم بنت على بن أبى طالب " ع " ومسلم أمه أم ولد ( أما ) محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل فأعقب من خمسة رجال القاسم وعقيل وعلى وطاهر وابراهيم ( أما ) القاسم بن محمد فكان عالما فاضلا ويقال له القاسم الجيزى ( وأعقب ) من ولديه عبد الرحمن بن القاسم وعقيل وعلى وطاهر وابراهيم ( أما ) القاسم بن محمد فكان عالما فاضلا ويقال له القاسم الجيزى ( وأعقب ) من ولديه عبد الرحمن بن القاسم وعقيل بن القاسم ( فمن ) ولد عبد الرحمن بن القاسم محمد المرقوع بن عبد الرحمن ، له عقب يقال لهم بنو المرقوع بطبرستان و ( أما ) عقيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل وكان صاحب حديث ثقة جليلا فولد القاسم وأحمد وعبد الله ومسلما ( فولد ) القاسم بن عقيل بن محمد محمدا ابن الانصارية كان له أربعة ذكور منهم على بن محمد بن القاسم بن عقيل بن محمد ، يقال له ابن القرشية ( أعقب ) بمصر ولدين أحدهما أبو عبد الله الحسين كان صبيا عفيفا وخلف أربعة ذكور والآخر أبو الحسن محمد ترك ولدا بمصر اسمه عبد الله ويكنى أبا الحسين مات بها سنة احدى وأربعين وثلاثمائة . / صفحة 33 / كان له أربعة ذكور . منهم على بن محمد بن القاسم بن عقيل بن محمد ، يقال له ابن القرشية ( أعقب ) بمصر ولدين أحدهما أبو عبد الله الحسين كان صبيا عفيفا وخلف أربعة ذكور والآخر أبو الحسن محمد ترك ولدا بمصر اسمه عبد الله ويكنى أبا الحسين مات بها سنة احدى وأربعين وثلاثمائة . ( ومن ) ولد احمد بن عقيل بن محمد وجعفر إبنا عبد الله بن جعفر بن احمد ابن عقيل المذكور كانا باليمن ( وولد ) عبد الله بن عقيل بن محمد إبنا وكان نسابة ويكنى أبا جعفر ( ولد ) خمسة ذكور وهو على ومحمد والحسن وأحمد وعقيل ( أما ) الثلاثة الاول فلم يذكر لهم عقب وعسى هم درجوا أو انقرضوا ( وخلف ) أحمد بن عبد الله بن عقيل - وكان نسابة ايضا بنصيبين - ثلاثة ذكور عليا وحسينا وابراهيم ( وأما ) عقيل بن عبد الله بن عقيل ، وكان نسابة مشجرا فاضلا يكنى أبا القاسم ( فولد ) ولدين أحدهما محمد وقع إلى قم والآخر عبد الله الاصفهانى كان له ولدان أحدهما القاسم ، ويكنى أبا أحمد مات بفسا عن ولدين هما محمد وعبد الله ابنا القاسم بن عبد الله الاصفهانى ، والآخر أبو محمد جعفر العالم النسابة شيخ شبل بن تكين النسابة ، مات سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة ، وله عقب كانوا بحلب وبيروت ومصر . ( وولد ) مسلم بن عقيل بن محمد ، محمدا كان أمير المدينة ويعرف بابن المزنية قتله ابن أبى الساج ( وله عقب ) منهم أبو القاسم مسلم بن أحمد بن محمد أمير المدينة المذكور ، كان متأدبا حسن الصورة ، مات سنة ثلاثين وثلاثمائة وله عقب ( وأما ) على بن محمد بن عبد الله فأعقب من عبد الله والحسن لهما عقب ( وأما ) طاهر بن محمد بن عبد الله فاعقب من محمد وعلى كان لهما اولاد بمصر ( وأما ) ابراهيم بن / صفحة 34 / محمد بن عبد الله فكان له عقب بفارس ( وأما ) مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل ابن أبى طالب فأعقب من ثلاثة رجال عبد الرحمن ومحمد وعبد الله ، يعرف بابن الجمحية ، وقد كان سليمان بن مسلم أعقب أيضا ولكنه انقرض ( فمن ولده ) عبد الرحمن بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن جعفر بن عبد الرحمن بن مسلم المذكور ، وقع إلى طبرستان ( ومنهم ) أبو العباس أحمد بن محمد بن ابراهيم ابن عبد الرحمن بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عمر مائة سنة ومات عن ولد اسمه على ويكنى أبا القاسم ( ومن ) ولد محمد بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل عبد الله بن الحسين بن محمد بن مسلم كانت له بقية بالكوفة ( ومن ) ولد عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل ، الامير همام بن جعفر بن اسماعيل ابن احمد بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل ، كان له بقية بنصيبين يقال لهم بنو همام . ( ومن ) بنى عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد ، ابراهيم الملقب دخنة بن عبد الله بن مسلم المذكور ، له أعقاب ( منهم ) بنو الغلق وهو ابراهيم بن على بن ابراهيم دخنة ، كانوا بنصيبين ، وقد قال الشيخ أبو الحسن على بن محمد العلوى العمرى النسابة أن شيخ الشرف العبيدلى النسابة ذكر في ابراهيم دخنة غمز أو لم يثبته ( ومنهم ) عيسى الاوقص ، وسليمان إبنا عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد لهما عقب ( منهم ) محمد بن على بن محمد بن على بن محمد بن احمد بن سليمان بن عبد الله بن مسلم يلقب بقمرية مات بمصر عن ولد ، وكذا أخوه عقيل بن على بن محمد ، كان له ولد بمصر ( ومنهم ) الحسن بن عقيل بن محمد بن الحسين بن احمد بن سليمان المذكور له بقية بالمدينة ( ومنهم ) يحيى بن الحسين بن احمد بن سليمان المذكور كان له ايضا بقية بالمدينة ( ومنهم ) عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن مسلم له بقية بالكوفة يقال لهم بنو جعفر كانت منهم فاطمة النائحة بالحلة معروفة ببنت الهريش ، رآها شيخي النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسنى النسابة رحمه الله ( ومن ) بنى / صفحة 35 / عيسى الاوقص بن عبد الله بن مسلم العباس بن عيسى الاوقص ، ولى القضاء للداعى الكبير الحسن بن زيد الحسنى على جرجان ، وكان قد أولد بكرمان ، قال الشيخ العمرى ومن بنى الاوقص قوم بطبرستان وخراسان ، وهذا آخر ولد عقيل بن أبى طالب وهم قليلون .
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 17:52
الاصل الثالث في ذكر عقب أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام: / صفحة 58 / الاصل الثالث في ذكر عقب أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام . وكان أصغر اخوته وبينه وبين أخيه طالب ثلاثون سنة كاملة ، كان كل واحد من بنى أبى طالب الاربعة أصغر من الآخر بعشر سنين ، طالب أكبرهم ، ثم عقيل ، ثم جعفر ، ثم على ، ولد بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه إكراما له وتعظيما من الله تعالى واجلالا لمحله في التعظيم ، وأمه فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف رضى الله عنها ، وكان قد ولد وأبوه غائب فسمته / صفحة 59 / فاطمة بنت أسد باسم أبيها فلما قدم أبو طالب سماه عليا ، ومن هاهنا يسمى أمير المؤمنين على حيدر لان حيدرة من أسماء الاسد ، وقد ذكر ذلك في شعره يوم خيبر فقال عليه السلام : انا الذى سمتنى أمي حيدرة . ويكنى أبا الحسن وأبا تراب وكانت أحب كنيته إليه لان رسول الله صلى الله عليه وآله كناه بها ، وسبب ذلك أنه صلى الله عليه وآله دخل على ابنته فاطمة الزهراء " ع " فقال لها : أين ابن عمك ؟ فقالت : رأيته غضبانا وخرج . فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المسجد يطلبه فوجده نائما قد الصقت الحصى بجبينه فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله ينفض الحصى عنه ويقول : قم أبا تراب قم أبا تراب . رباه رسول الله صلى الله عليه وآله فجمع الله له أسباب الخير في ذلك ، وذلك أن قريشا أجدبت ذات سنة وكان أبو طالب فقيرا لا مال له فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للعباس عمه : ألا نذهب إلى أبى طالب لنخفف عنه بعض عياله فقال : نعم فذهبا إليه فقالا : جئنا لنخفف عنك فقال : إذا تركتما لى عقيلا فاصنعا ما شئتما وكان يحب عقيلا حبا شديدا فأخذ العباس جعفرا وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عليا " ع " فلم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه ولم يزل على ( ع ) عند رسول الله صلى الله عليه وآله حتى هاجر . وقد روى كثير من أئمة الحديث أنه لا خلاف في أن أول من أسلم على بن ابى طالب " ع " وانما الخلاف / صفحة 60 / في سنة يوم أسلم ، وفضائله أشهر من أن نحصى وقد أفرد فيها المصنفات ، ومضى شهيدا ضربه عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله سحر ليلة التاسع عشر من رمضان سنة أربعين ، وتوفى ليلة الحادى والعشرين منه وشرح ذلك مذكور في المطولات. ولقد كان أمير المؤمنين " ع " في ذلك الشهر يفطر ليلة عند الحسن " ع " وليلة عند الحسين " ع " وليلة عند عبد الله بن جعفر " رض " لا يزيد على ثلاث لقم ويقول : أحب ان ألقى الله وأنا خميص . فلما كانت الليلة التى ضرب فيها أكثر الخروج والنظر إلى السماء ويقول : والله ما كذبت ولا كذبت وانها الليلة التى / صفحة 61 / وعد الله فلما كان وقت السحر وأذن المؤذن بالصلاة خرج فصاح به أوز كان للصبيان في صحن الدار ، فأقبل بعض الخدم يطردهن فقال : دعوهن فانهن نوائح فقالت ابنته زينب : مر جعدة فليصل بالناس فقال : مروا جعدة فليصل بالناس . ثم قال : لا مفر من القدر ، وأقبل يشد ميزره ويقول : أشدد حيازيمك للموت فان الموت لاقيكا ولا تجزع من الموت إذا حل بواديكا وخرج فلما دخل المسجد أقبل ينادى : الصلاة الصلاة فشد عليه ابن ملجم لعنة الله عليه فضربه على رأسه بالسيف فوقعت ضربته في موضع الضربة التى ضربه إياها عمرو بن عبد ود يوم الخندق ، وقبض على عبد الرحمن المغيرة ابن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب ضربه على وجهه فصرعه وأقبل به إلى الحسنين ( ع ) فامر أمير المؤمين بحبسه وقال : أطعموه واسقوه فان أعش فأنا ولى دمى وأن أمت فاقتلوه ضربة بضربة . وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : قاتل على أشقى هذه الامة وقبض ليلة الاحد ليلة أحد وعشرين من رمضان وله يومئذ ثلاث وستون سنة ، وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن العباس ودفن في ليلته قبل انصراف الناس من صلاة الصبح ( وقد اختلف الناس في موضع قبرة والصحيح أنه في الموضع المشهور الذى يزار فيه اليوم . / صفحة 62 / فقد روى : أن عبد لله بن جعفر سئل : أين دفنتم أمير المؤمنين ؟ قال : خرجنا به حتى إذا كنا بظهر النجف دفناه هناك . وقد ثبت أن زين العابدين وجعفر الصادق وابنه موسى عليهم السلام زاروه في هذا المكان ، ولم يزل القبر مستورا لا يعرفه إلا خواص أولاده ومن يثقون به بوصية كانت منه " ع " لما عمله من دولة بنى أمية من بعده واعتقاداته وما ينتهون إليه فيه من قبح الفعال والمقال بما تمكنوا من ذلك : فلم يزل قبره عليه السلام مخفيا حتى كان زمن الرشيد هارون بن محمد بن عبد الله العباسي فانه خرج ذات يوم إلى ظاهر الكوفة يتصيد وهناك حمر وحشية وغزلان ، فكان كلما ألقى الصقور والكلاب عليها لجات إلى إلى كثيب رمل هناك فترجع عنها الصقور ، فتعجب الرشيد من ذلك ورجع إلى الكوفة وطلب من له علم بذلك فأخبره بعض شيوخ الكوفة أنه قبر أمير المؤمين على عليه السلام . فيحكى أنه خرج ليلا إلى هناك ومعه على بن عيسى الهاشمي ، وأبعد أصحابه عنه وقام يصلى عند الكثيب ويبكى ويقول : والله يا ابن عم انى لاعرف حقك ، ولا أنكر فضلك . ولكن ولدك يخرجون على ويقصدون قتلى وسلب ملكى . إلى أن قرب الفجر وعلى بن عيسى نائم فلما قرب الفجر أيقظه هارون وقال : قم فصل عند قبر ابن عمك . قال : وأى ابن عم هو ؟ قال : امير المؤمنين على بن ابى طالب ، فقام على بن عيسى فتوضأ وصلى وزار القبر ، ثم إن هارون / صفحة 63 / أمر فبنى عليه قبة وأخذ الناس في زيارته والدفن لموتاهم حوله ، إلى ان كان زمن عضد الدولة فنا خسرو بن بويه الديلمى فعمره عمارة عظيمة وأخرح على ذلك أموالا جزيلة وعين له أوقافأ ، ولم تزل عمارته باقية إلى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة ، وكان قد ستر الحيطان بخشب الساج المنقوش ، فاحترقت تلك العمارة وجددت عمارة المشهد على ماهى عليه الآن ، وقد بقى من عمارة عضد الدولة قليل ، وقبور آل بويه هناك ظاهرة مشهورة لم تحترق ، وكان لامير المؤمنين ( ع ) في اكثر الروايات ستة وثلاثون ولدا ثمانية عشر ذكرا وثماني عشرة أنثى وروى : خمسة وثلاثون . / صفحة 64 / وحكى الشيخ العمرى : أنه وجد بخط شيخ الشرف العبيدلى النسابة ما صورته قال محمد بن محمد - يعنى نفسه - مات من أولاد على " ع " الذكور وهم تسعة عشر ستة في حياته وورثه منهم ثلاثة عشر قتل منهم بالطف ستة والله اعلم . ( والعقب ) من أمير المؤمنين على " ع " في خمسة رجال الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس شهيد الطف ، وعمر الاطرف فلنذكر أعقابهم في خمسة فصول .
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 17:53
الفصل الاول في ذكر عقب الامام الحسن بن على بن أبى طالب (عليه السلام): الفصل الاول في ذكر عقب السبط الشهيد أبى محمد الحسن بن على بن أبى طالب " ع " وأمه وأم اخيه الحسين " ع " فاطمة الزهراء البتول عليها السلام ، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب ، قال أبو الحسن على بن محمد العمرى النسابة : حدثنى أبو على عمر بن على بن الحسين بن عبد الله بن محمد الصوفى بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب " ع " الملقب بالموضح - وكان ثقة جليلا - أن الحسن بن على " ع " ولد لثلاث من الهجرة وتوفى سنة اثنتين وخمسين وعمره ثمان وأربعون سنة . وقال الشريف النسابة أبو جعفر محمد بن على بن الحسن بن الحسن بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن ابن الحسن بن على بن طالب " ع " المعرف بن معية صاحب ( المبسوط ) : / صفحة 65 / ولد الحسن بن على بالمدينة قبل وقعة بدر بتسعة عشر يوما ، ومات بالمدينة سنة تسع وأربعين من الهجرة . وذكر أبو الغنائم الحسن البصري : أن مولد الحسن بن على في شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة وقبض سنة خمسين ، وكان عمره إذا ذاك سبعا وأربعين سنة . وروى الشيخ المفيد رحمه الله قال : ولد الحسن ( ع ) ليلة النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وجاءت به فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنة كان جبرئيل عليه السلام ، نزل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسماه حسنا وعق عنه كبشا . وروى ذلك أيضا جماعة منهم : أحمد بن صالح التميمي عن عبد الله بن عيسى عن جعفر بن محمد عليه السلام ، وسقته جعدة السم فبقى مريضا أربعين يومأ ومضى لسبيله في صفر سنة خمسين من الهجرة وله يومئذ ثمان وأربعون سنة ، وكانت خلافته عشر سنين وتولى أخوه ووصيه الحسين عليه السلام غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف - رض - بالبقيع . وروى عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله أحاديث ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحبه وأخاه حبا شديدا ويحملهما على عاتقه ، وكان يشبه جده في نصفه الاعلى وكان جوادا وله في ذلك أخبار مشهورة ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال له : ابني هذا سيد ويصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ، وهو أحد اصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، رآه أبوه في بعض / صفحة 66 / أيام صفين وهو يتسرع إلى الحرب ، فقال : أيها الناس املكوا عنى هاذين الغلامين فانى أنفس بهما عن القتل وأخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله صلى الله عليه وآله . وبويع بعد وفاة أبيه بيومين ووجه عماله إلى السواد والجبل ثم خرج إلى معاوية في نيف وأربعين ألفا ، وسير على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في عشرة آلاف وأخذ على الفرات يريد الشام ، وسار الحسن ( ع ) حتى أتى ساباط المدائن فأقام بها أياما وأحس في أصحابه فشلا وغدرا فقام فيهم خطيبا فقال : تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت ؟ . فقطعوا عليه كلامه وانتهبوا رحله حتى أخذوا رداءه من على عاتقه " فقال " لا حول ولاقوة الا بالله ثم دعا بفرسه فركب حتى إذا كان في مظلم سابط طعنه رجل من بنى أسد يقال له سنان بن الجراح بمعول فجرحه جراحة كادت أن تأتى على نفسيه ، فصاح الحسن صيحة وخر مغشيا عليه وابتدر الناس إلى الاسدي فقتلوه فأفاق الحسن من غشيته وقد نزف وضعف / صفحة 67 / فعصبوا جراحته وأقبلوا به إلى المدائن فأقام يداوى جراحته وخاف أن يسلمه أصحابه إلى معاوية لما رأى من فشلهم وقلة نصرتهم ، فأرسل إلى معوية وشرط عليه شروطا إن هو إجابة إليها سلم إليه الامر ، منها : أن له ولاية الامر بعده فان حدث به حدث فللحسين . ومنها : أن له خراج دار الحرب من أرض فارس وله في كل سنة خمسين ألف ألف . ومنها : ان لا يهيج احدا من أصحاب على ، ولا يعرض لهم بسوء . ومنها : أن لا يذكر عليا إلا بخير . ويروى أن معاوية كتب كتابا شرط فيه للحسن شروطا ، وكتب الحسن كتابا يشترط فيه شروطا فختم عليه معاوية فلما رأى الحسن كتاب معاوية وجد شروطه له اكثر مما اشترطها لنفسه ، فطالبه بذلك فقال : قد رضيت بما اشترطته فليس لك غيره ثم لم يف بشئ من الشروط ، ومضى الحسن مسموما . يقال من زوجته جعدة بنت الاشعث بن قيس ويذكرون لذلك سببا الله أعلم به ، ولما ثقل مرضه قام إلى الخلاء ثم رجع فقال : لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة ، ولقد لفظت قطعة من كبدي في الطست فجعلت أقلبها بعود كان معى . فقال الحسين : ومن سقاك هو فقال : وما تريد منه ؟ قال : أقتله . قال : إن يكن هو الذى أظن فالله حسبه وإن يكن غيره فما أحب أن يؤخذ برئ . وقد كان أوصى إلى أخيه أن يدفنه مع جده رسول الله صلى الله عليه وآله فان خاف أن يراق في ذلك ولو محجمة دم دفنه بالبقيع ، فلما أراد دفنه مع جده منع من ذلك حتى / صفحة 68 / خفيف أن تكون فتنة فدفنه بالبقيع ، وشرح ذلك مذكور في التواريخ المبسوطة ( وولد ) أبو محمد الحسن - في رواية شيخ الشرف العبيدلى - ستة عشر ولدا منهم خمس بنات واحد عشر ذكرا ، هم زيد والحسن المثنى والحسين وطلحة واسماعيل وعبد الله وحمزة ويعقوب وعبد الرحمان وأبو بكر وعمر . وقال الموضح النسابة : عبد الله هو أبو بكر . وزاد ( القاسم ) وهى زيادة صحيحة ( وأما ) البنات فهن أم الحسين ( الخير خ ل ) رملة ، وام الحسن وفاطمة وام سلمة وام عبد الله ، وزاد الموضح رقية فهن في روايته ست بنات ، وجملة أولاده في روايته سبعة عشر وقال أبو نصر البخاري : أولد الحسن بن على ثلاثة عشر ذكرا وست بنات . ( أعقب ) من ولد الحسن أربعة زيد ، والحسن ، والحسين الاثرم ، وعمر إلا أن الحسين الاثرم وعمر انقرضا سريعا وبقى عقب الحسن من رجلين لاغير زيد والحسن المثنى ( فعقب ) الحسنين اثنا عشر سبطا ستة من ولد الحسن ( ع ) وستة من ولد الحسين ( ع ) وقد روى عن رسول الله صلوات الله عليه أنه قال : سيكون من ولدى عدد نقباء بنى اسرائيل ونظم ذلك بعض الشعراء فقال : / صفحة 69 / فموسى بلا عقب وأحمد معقب وناهيك بالعقب الكرام الاعاظم فستة أسباط الحسين ، وستة من الحسن الهادى ، وكل لفاطم ففى ذكر عقب الحسن بن على عليه السلام مقصدان :
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:03
المقصد الاول في ذكر عقب زيد بن الامام الحسن (عليه السلام):المقصد الاول في ذكر عقب أبى الحسين بن زيد بن الحسن ( ع ) وهو سبط واحد ، وكان زيد يكنى أبالحسين ، وقال الموضح النسابة : أبا الحسن وكان يتولى صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله وتخلف عن عمه الحسين فلم يخرج معه إلى العراق ، وبايع بعد قتل عمه الحسين عبد الله بن الزبير لان اخته الامه وأبيه كانت تحت عبد الله ابن الزبير . قاله أبو النصر البخاري . فلما قتل عبد الله أخذ زيد بيد أخته ورجع إلى الدينة وله في ذلك مع الحجاج قصة ، وكان زيد بن الحسن جوادا ممدوحا عاش مائة سنة ، وقيل خمسا وتسعين ، وقيل تسعين ، ومات بين مكة والمدينة بموضع يقال له حاجر وأم زيد فاطمة بنت أبى مسعود بن عقبة بن عمرو بن / صفحة 70 / ثعلبة الخزرجي الانصاري ( والعقب ) منه في ابنه الحسن بن زيد ، ويكنى أبا محمد ، كان أمير المدينة من قبل المنصور الدوانيقي وعمل له على غير المدينة ايضا وكان مظاهرا لبنى العباس على بنى عمه الحسن المثنى ، وهو أول من لبس السواد من العلويين وبلغ من السن ثمانين سنة ، وتوفى - على ما قال ابن الخداع - بالحجاز سنة ثمان وستين ومائة وأدرك زمن الرشيد ، ولا عقب لزيد إلا منه وكان لزيد ابنة اسمها نفيسة خرجت إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان فولدت منه ماتت بمصر ولها هناك قبر يزار " وهى التى تسميها أهل مصر ( الست نفيسة ) ويعظمون شأنها ويقسمون بها ، وقد قيل : انما خرجت إلى عبد الملك بن مروان وإنها ماتت حاملا منه ، والاصح الاول ، وكان زيد يفد على الوليد بن عبد اللمك ويقعده على سريره ويكرمه لمكان ابنته ، ووهب له ثلاثين الف دينار دفعة واحدة وقد قيل إن صاحبة القبر بمصر نفيسة بنت الحسن بن زيد ، وإنها كانت تحت اسحاق بن جعفر الصادق ، والاول هو الثبت المروى عن ثقات النسابين ، وأم الحسن بن زيد أم ولد يقال لها زجاجة وتقلب رقرقا ( أعقب ) أبو محمد الحسن ابن زيد بن الحسن من سبعة رجال القاسم وهو اكبر أولاده ويكنى أبا محمد وأمه أم سلمة بنت الحسين الاثرم بن الحسن بن على بن ابى طالب ( ع ) وكان زاهدا عابدا ورعا إلا أنه كان مظاهرا لبنى العباس على بنى عمه الحسن المثنى وعلى ويكنى أبا الحسن أمه ام ولد ، مات في حبس المنصور ويلقب بالسديد " قال / صفحة 71 / ابن خداع النسابة : كان يتظاهر بالنصب . وزيد يكنى أبا طاهر ، أمه ام ولد نوبية ، وابراهيم يكنى أبا اسحاق أمه أم ولد وعبد الله يكنى أبا زيد وأبا محمد ايضا أمه أم ولد تدعى جريدة كذا قال أبو نصر البخاري . ثم قال في موضع آخر من كتابه : أمه أم الرباب بنت بسطام والله أعلم ، واسحاق يكنى أبا الحسن كان أعور يلقب الكوكبى ، وأمه أم ولد بحرانية وكان مع الرشيد ، قيل : إنه كان يسعى بآل أبى طالب إليه ، وكان عينا للرشيد عليهم ، وسعى بجماعة من العلويين إليه وقتلوا برأيه وغضب الرشيد عليه آخر الامر وحبسه ومات في حبسه وكان لا يفارقه السواد ليلا ولا نهارا ، واسماعيل يكنى أبا محمد ، وأمه أم ولد وهو أصغر أولاد الحسن بن زيد قال أبو نصر البخاري . ومن الناس من يثبت العقب لخمسة منهم وهم القاسم وعلى وزيد واسحاق واسماعيل ، فهؤلاء الخمسة معقبون بلا خلاف ، والخلاف في ابراهيم هل بقى عقبه ، وفى عبد الله هل أعقب أم لا ثم ذكر في بعض من نفى الخلاف عنه خلافا كما سيأتي ، وقال الشيخ تاج الدين : أعقب الحسن بن زيد من سبعة رجال ، ثلاثة منهم مكثرون ، وهم القاسم وفيه العدد والبيت ، واسماعيل ، وعلى السديد واربعة مقلون ، وهم اسماعيل وزيد وعبد الله وابراهيم . ( أما ) أبو محمد القاسم بن الحسن بن زيد فأعقب من ثلاثة عبد الرحمان الشجرى ومحمد البطحانى وحمزة ، هكذا قال شيخ الشرف العبيدلى ثم قال : وعقب حمزة في ( صح ) وقال العمرى : وبقزوين والديلم قوم ينسبون إلى على ومحمد ابن حمزة بن القاسم ، وعقب حمزة في ( صح ) وانما أعقب القاسم ابن محمد البطحانى وعبد الرحمان الشجرى ، وقال تاج الدين النقيب : عقب القاسم يرجع إلى رجلين محمد البطحانى وعبد الرحمان الشجرى ، وهو الصحيح وسيجئ ان شاء الله تعالى فان عقب حمزة إذا كانوا في ( صح ) في زمن شيخ الشرف العبيدلى والعمرى فمن اين لهم البينة الصريحة بالثبوت اليوم هيهات ؟ فالعقب من محمد البطحانى بن القاسم بن الحسن بن زيد ، ويروى بفتح الباء / صفحة 72 / منسوبا إلى البطحاء وبضمها منسوبا إلى بطحان واد بالمدينة . قال العمرى : وأحسب أنهم نسبوه إلى أحد هاذين الموضعين لادمانه الجلوس فيه ، وكان محمد البطحانى فقيها وأمه ثقفية ( وأعقب ) من سبعة رجال القاسم الرئيس بالمدينة وابراهيم وموسى وعيسى وهارون وعلى وعبد الرحمان " أما " عبد الرحمان بن محمد البطحانى فقال الشيخ أبو الحسن العمرى : قال أبو جعفر شيخنا - يعنى شيخ الشرف العبيدلى - ما ذكر له الكوفيون عقبا . وقال أبى - يعنى أبا الغنائم محمد بن الصوفى العمرى النسابة - وجدت في مشجرة بن عدى الدارع البصري أولد عبد الرحمان بن محمد البطحانى ولدين هما جعفر وعلى " فأما " على فأعقب محمدا لا غير " وأما " جعفر فأعقب أحمد وحده وأعقب أحمد ثلاثة طاهرا بطبرستان وعيسى بالرى ، وكوچك بآمل . قال أبو الحسن العمرى : وما يعلم لعبد الرحمان البطحانى إلى يومنا هذا ولد فإذا كان ذلك كذلك في زمانه ففى هذا الزمان أولى . وقد وجدت ممن انتسب إليه ناصر الدين عليا بن المهدى بن محمد بن الحسين ابن زيد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن عبد الرحمان بن محمد البطحانى المدفون بسوق قم في المدرسة الواقعة بمحلة سورانيك ومحمد بن احمد بن جعفر بن عبد الرحمان ابن محمد البطحانى لم يذكره واحد من النسابين وإنما ذكروا ما ذكرت لك والله / صفحة 73 / أعلم . وأما على البطحانى فكان له خمسة بنين القاسم قال أبو الغنائم العمرى : أولد بالكوفة وقال غيره : أولد بطبرستان . والحسن الاطروش ، وعلى أولد بجرجان ومحمد أولد بطبرستان ، والحسين أعقب ، قال ابن طباطبا : ولده على بن الجندي كوفى ، له ذكور وأناث ، منهم بدمشق ومنهم بآذربايجان . وأما هارون بن البطحانى فولده خمسة رجال هم محمد وعلى والحسن والحسين والقاسم . أما محمد ابن هارون فكان سيدا متوجها بالمدينة من ولده داود الاصغر بن محمد بن هارون أولد بالدينور ، والحسن بن محمد له أولد بالمدينة ، وحمزة بن محمد أولد بالرى وطبرستان وعيسى بن محمد له ولد اسمه حمزة ، والحسين ابن محمد ، ولده أبو عيسى على يعرف بابن عزيزة ويقال لولده بنو عزيزة كانوا بالكوفة ، وقال ابن طباطبا : أبو عيسى على بن عزيزة هو ابن الحسين بن هارون . ومن ولد الحسين بن محمد ، هارون الاقطع بن الحسين بن محمد ، له عقب بالرى ، منهم الشريفان الجليلان أبو الحسين احمد بن الحسين بن هارون المذكور كثير / صفحة 74 / العلم له مصنفات في الفقه والكلام بويع له بالديلم ولقب بالسيد المؤيد ، وأخوه أبو طالب يحيى بن الحسين كان عالما فاضلا له مصنفات في الكلام ، بويع له أيضا ولقب السيد الناطق بالحق ، ويعرفان بابنى الهاروني ولهما أعقاب ( وأما ) على والحسن والحسين والقاسم اولاد هارون البطحانى فما وقفت لهم على عقب ( وأما ) عيسى بن البطحانى فكان رئيسا بالكوفة متوجها ( والعقب ) من ولده في رواية البصريين أربعة رجال حمزة الاصغر ، وأبو تراب على النقيب . وأبو عبد الله الحسين ، وأبو تراب محمد ( أما ) حمزة بن عيسى بن البطحانى ، لولده القاسم ميمون الاعرج ، وعلى وولدهما بالرى وطبرستان ( وأما ) أبو تراب على النقيب ابن عيسى بن البطحانى " فعقبه من داود ابى على ، لم يعقب من اولاد ابى تراب غيره ، وأعقب داود من اربعة رجال : حمزة بخجند ، ومحمد ، وأحمد ، وأبى عبد الله الحسين المحدث . قال الشيخ أبو الحسن العمرى : طعن فيه أهل نيسابور وقال أبى الغنائم النسابة ، إنه ثبت نسبه عندي وله عقب بنيسابور سادات علماء نقباء متوجهون . وأعقب من أبى الحسن محمد المحدث بنيسابور كان رئيسا جليلا ، ومن أبى على محمد وأبى الحسين محمد بمرو ، وأما أبو الحسن محمد المحدث ، فولده أبو محمد الحسن النقيب ، كان رئيسا عظيم القدر بنيسابور . وكانت إليه نقابة النقباء بخراسان ، وأبو عبد الله الحسين ، وأبو البركات إسحاق ، وهو هبة الله ، ولد له بعد أن جاوز تسعين سنة ، وأما أبو الحسن النقيب ، فولده / صفحة 75 / أبو القاسم زيد كان إليه النقابة بعد أبيه ، وأبو المعالى اسماعيل النقيب بعد أخيه ولكل منهما ولد . فمن ولد أبى القاسم زيد ذخر الدين أبو القاسم زيد بن تاج الدين أبى محمد الحسن بن أبى القاسم زيد بن الحسن بن زيد المذكور ، كان نقيب نيسابور ، وله عقب ، وأما أبو عبد الله الحسين بن محمد فابنه يكنى بأبى الفتوح يعرف بالرضى وأما أبو البركات اسحاق هبة الله ، فله ولد ، وأما أبو على محمد بن أبى عبد الله الحسين ابن داود فله أبو الفضل أحمد الفقيه الحنفي المدرس بنيسابور ، له ولد " وأما أبو الحسين محمد بن أبى عبد الله الحسين بن داود فله ولد وأما أحمد بن داود ابن أبى تراب على النقيب ، فولده زيد ، وعلى وأبو علي ، أما أبو على بطبرستان فله أبو هاشم محمد ، له ولد ، وأما على بن احمد بن داود فله عدة أولاد ، منهم أبو زيد ، وأبو حرب ، وأبو القاسم مهدى ، وأما أبو زيد بن على بن احمد بن داود فولده محمد كباكى بن ابى زيد له ولد ، وسراهنك له ولد ، وعلى له ولد . وأما أبو عبد الله محمد بن داود بن أبى تراب ، فله الحسن له أولاد ، والحسين له أولاد ، وأما حمزة بن داود بن أبى تراب فولده بخجند . وأما أبو تراب محمد ابن عيسى بن البطحانى ، فله احمد ، ولده ببلخ زيد بن أحمد ، والحسن ببلخ ، وعيسى بن أبى تراب محمد ، والقاسم بن ابى تراب ، ولكل عقب . وأما أبو عبد الله الحسين بن عيسى بن البطحانى ، فله ثلاثة أولاد وهم محمد المعروف بشيشديو ، والقاسم ، وعلى . أما محمد شيشديو ، فله عدد من الاولاد متفرقون في البلاد ، منهم على الاكبر المكارى يعرف بخربندة ، وعلى الرويانى وحمزة ، والحسين ، وسراهنك ، وأحمد ، وعلى ، ولكل منهم عدد من الاولاد ولهم أعقاب كثيرة ، وكان أبو نصر البخاري يذكر بنى شيشديو بغمز والله اعلم وأما القاسم بن الحسين بن عيسى بن البطحانى فله عقب بآمل ، وأما على بن الحسين ابن عيسى بن البطحانى فاولد ثلاثة ، أحدهم بقم ، والآخر بالرى ، والثالث / صفحة 76 / براوند ، ولم يذكر منهم ابن طباطبا سوى الحسن بن على براوند - هذا آخر ولد عيسى بن محمد البطحانى - . وأما موسى بن البطحانى وكان أحد سادات المدينة وكان له عشرة بنين الحسن بن موسى " مات في الحبس بالمدينة قال أبو الغنائم العمرى : ولم يترك غير بنت . وقال أبو المنذر على بن الحسين النسابة ، ولد الحسن بن موسى ابنا اسمه احمد ، وابراهيم بن موسى له ولد ، وزيد بن موسى له ايضا ولد ، ويحيى بن موسى له ولد ، وأحمد بن موسى أولد بطبرستان . ومحمد الاصغر بن موسى أولد بخراسان وغيرها ، وعلى بن موسى مات بالحبس ، وله ولد بمكة اسمه محمد أعقب والحسين بن موسى أولد بالمدينة ، ومحمد بن موسى قيل أعقب ، وحمزة بن موسى كان سيدا متوجها بالمدينة وعقبه من ابنه أبى زيد الحسن بن حمزة المعروف بابن الزبيرية ، له عدة أولاد بمصر وغيرها من البلاد . ومن ولده محمد بن الحسن ابن داود بن الحسن بن حمزة الملقب بعمر ، كان أنكره أبوه وقتا ثم اعترف به وله ولد مكشوط والله اعلم بحاله . قال ابن طباطبا : لموسى بن البطحانى بقية بالحجاز يعرفون بالزبيريين ولم يبق من ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن على بالحجاز غيرهم . أما ابراهيم بن البطحانى ويعرف على ما قيل بالشجرى وكان رئيسا بالمدينة قال شيخ الشرف العبيدلى : أعقب في بلدان شتى وفيهم مجانين عدة وبله ونقص وسفهاء ، ومنهم قد يدان أبو محمد الحسن بن حمزة بن محمد بن ابراهيم بن البطحانى بالكوفي ، تزوج يهودية وهو ميناث . ومنهم محمد الاطروش بن حمزة بن محمد ابن ابراهيم بن البطحانى ، له ولد وأخوه أبو الحسن على يدعى بطاجان ( 1 ) معتوه له أولاد ، ومنهم محمد المجنون بطبرستان بن محمد بن ابراهيم البطحانى ، ومنهم زيد بن حمزة بن محمد بن جعفر بن محمد بن ابراهيم بن البطحانى ، من ولده الوزير / صفحة 77 / أبو الحسن ناصر بن مهدى بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مهدى بن الناصر ابن زيد المذكور ، الرازي المنشأ المازندرانى المولد . ورد بغداد بعد قتل السيد النقيب عز الدين يحيى بن محمد الذى كان نقيب الرى وقم وآمل ، وهو من بنى عبد الله الباهر ، وكان محمد ابن النقيب يحيى المذكور معه ، وكان الوزير ناصر الدين فاضلا محتشما حسن الصورة مهيبا فوضت إليه النقابة الطاهرية ، ثم فوضث إليه نيابة الوزارة فاستناب في النقابة محمد بن يحيى النقيب المذكور ثم كملت له الوزارة ، وهو أحد الاربعة الذين كملت لهم الوزارة في زمن الخليفة الناصر لدين الله ، ولم يزل على جلالته في الوزارة ونفاذ أمره وتسلطه على السادة بالعراق ، إلى أن أحيط بداره ذات ليلة فجزع لذلك وكتب كتابا ثبتا يحتوى على جميع ما يملكه من جميع الاشياء حتى خلى ثيابه وكتب في ظهره : إن العبد ورد هذا البلد وليس له شئ يلبسه ويركبه ، وهذا المثبث في هذا الثبت انما استفدته من الصدقات الامامية . والتمس أن يصان في نفسه وأهله ، فورد الجواب عليه . إنا لم ننقم عليك بما سترده وقد علمنا ما صار اليك من مالنا وتربيتنا وهو موفر عليك ، وذكر له أن امرا اقتضى له أن يعزل . فسأل أن ينقل إلى دار الخلافة ليأمن من سعى الاعداء وتطرقهم إليه بشئ من الباطل فنقل هناك وبقى مصونا إلى وفاته ، وقد قيل في سبب عزله أقوال منها : أن الخليفة الناصر ألقى إليه رقعة ولم يعلم صاحبها وفيها هذه الابيات ، ألا مبلغ عنى الخليفة أحمدا توق وقيت الشر ما أنت صانع / صفحة 78 / وزيرك هذا بين شيئين فيهما فعالك ، يا خير البرية ضائع فان كان حقا من سلالة أحمد فهذا وزير في الخلافة طامع وان كان فيما يدعى غير صادق فأضيع ما كانت لديه الصنائع ومنها : أنه كان لا يوفى الملك صلاح الدين بن أيوب ماله من الالقاب وكان صلاح الدين هو الذى أزال الدولة العبيدلية من مصر وخطب للخليفة الناصر بالخلافة هناك . فيقال : إن بعض رسله إلى دار الخلافة لما أنهى ما جاء لاجله قال عندي رسالة أمرت لا أوديها إلا مشافهة في خلوة فلما خلا به قال : العبد يوسف بن أيوب يقبل الارض ويقول : تعزل الوزير ، ابن مهدى وإلا فعندي باب مقفل خلفه قريب من أربعين رجلا أخرج واحدا منهم وأدعو له بالخلافة في ديار مصر والشام . فكان هذا سبب عزل الوزير ، وكان جبارا مهيبا وجد ذات يوم رقعة في دواته فاستعبرها ولم يعلم من طرحها فإذا فيها شعر : لا قاتل الله يزيدا ولا مدت يد السوء إلى نعله فانه قد كان ذا قدرة على اجتثاث العود من أصله لكنه أبقى لنا مثلكم أحياء كى يعذر في فعله فقامت عليه القيامة فاجتهد فلم بعرف من ألقاها ، وقد كان الوزير أعقب ولكن انقرض وأما القاسم بن البطحانى الفقيه الرئيس فأعقب ولكن انقرض وأما القاسم بن البطحانى الفقيه الرئيس فأعقب من خمسة رجال عبد الرحمان والحسن البصري ، ومحمد ، واحمد ، وحمزة . ولم يذكر الشيخ تاج الدين حمزه من من المعقبين ، ونص أبو عبد الله بن طباطبا على أن عقب القاسم من أربعة ولم يذكر حمزة قال : فمن هؤلاء انتشر ولد القاسم بن محمد وليس نلقى احدا من ولده أما احمد ابن القاسم ، فعقبه من طاهر الذى قتله صاحب الزنج ذكر على بن ابراهيم الجونى / صفحة 79 /
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:04
المحدث الناسب أنه معقب وله بقية ، منهم القاسم بن طاهر ، ومحمد بن طاهر ، وابراهيم وزيد قال أبو عبد الله بن طباطبا : وذكر أبو الفضل ناصر بن ابراهيم بن حمزة ابن الداعي أنه ولد القاسم بن طاهر ، وشهد بذلك علوى ، وأثبت نسبه عندي لذلك وله خبر فيه طول ، والقاسم بن أحمد بن القاسم ولده الحسين وللحسين هذا أولاد ، قال ابن طباطبا : ذكره بعض النساب وأثبته . وقال أبو نصر البخاري : أحسبه انقرض والله اعلم . وأما محمد بن القاسم فأعقب من ثلاثة ، وهم ابراهيم ، وعبد العظيم ، وأبو علي الحسين الخطيب . أعقب ابراهيم ابن محمد بن القاسم من ثلاثة أبى العباس أحمد بالكوفة ، وأبى الحسين زيد قال ابن طباطبا : ولده اليوم بالموصل . وأبى الحسن على ولده بالرى وطبرستان فمن ولد أبى العباس احمد ، أبو عبد الله محمد المعتزلي الاديب الفاضل صاحب أبى عبد الله البصري كان له ولدان ، أحدهما أبو الحسين على يلقب أنيس الدولة مات بمصر وله ابن ببغداد ، وهو أبو عبد الله محمد الاديب ، قال ابن طباطبا : كان له ولد مات ولا ولد له إلى الآن . والآخر أبو الحسن محمد له بقية من ابنه بالكوفة قاله ابن طباطبا . ومنهم ابراهيم بن أبى العباس أحمد ويعرف بمبارك ، له ابنان أحدهما أبو القاسم الحسين ، له ولد بالموصل ، والآخر أبو الفوارس على له ولد ببغداد ، ومن ولد أبى الحسين ، زيد بن ابراهيم بن محمد بن حمزة الطويل الطرافى بالموصل له أولاد ، وأبو علي بن عبيدالله بن زيد له بالموصل أولاد ومن ولد على بن إبراهيم بن محمد ، أبو عبد الله محمد بن على له عقب بطبرستان وأعقب عبد العظيم بن محمد بن القاسم من محمد يعرف بتقية ، له أولاد بسمرقند / صفحة 80 / وأعقب أبو على الحسين الخطيب بن محمد بن القاسم من أبى على أحمد الخطيب بما مطير . وأما الحسن البصري بن القاسم بن البطحانى فعقبه من أبى جعفر محمد ، والحسين أبى عبد الله ، أما الحسين بن الحسن البصري فعقبه من أبى الحسن على الرئيس بهمدان ، وأبى إسماعيل على الشهيد بهمدان بن الحسن البصري المذكور . أما أبو الحسن على بن الحسين بن الحسن البصري ، فولده أبو عبد الله الحسين وأبو جعفر محمد ، والحسن . أما أبو عبد الله الحسين فمن ولده أبو الحسين على ابن الحسين الاطروش الرئيس بهمدان من أهل العلم والفضل والادب ، صاهر الصاحب الجليل كافى الكفاة أبا القاسم إسماعيل بن عباد على ابنته ، وكان الصاحب يفتخر بهده الوصلة ويباهى بها ، ولما ولدت ابنته من أبى الحسين ابنه عبادا ووصلت البشارة إلى الصاحب قال : أحمد الله لبشر جاءنا عند العشى إذ حبانى الله سبطا هو سبط للنبى مرجبا ثمت أهلا بغلام هاشمى وقال في ذلك قصيدة أولها : الحمد لله حمدا دائما أبدا قد صار سبط رسول الله لى ولدا ولما توفى الصاحب رثاه أبو الحسين صهره ، فقال : ألا إنها أيدى المكارم شلت ونفس المعالى إثر فقدك سلت حرام على الظلماء إن هي قوضت * وحجر على شمس الضحى إن تجلت / صفحة 81 / ودرج عباد المذكور ، وعقب أبى الحسن على بن الحسين بن الحسن البصري من ولده الامير أبى الفضل الحسين بن على ، ويلقب الراضي وأمه ايضا بنت الصاحب اسماعيل بن عباد . أعقب أبو الفضل الحسين من تسعة رجال ولهم ذيل طويل ، منهم شرف شاه بن عباد بن أبى الفتوح محمد بن أبى الفضل الحسين هذا ، يعرف بكلستانه له عقب باصفهان ذوو جلالة ورياسة وتقدم ، منهم السيد الجليل شرف الدين حيدر بن محمد بن حيدر بن اسماعيل بن على بن الحسن بن على بن شرف شاه المذكور ، رأيته باصفهان وتوفى بها في ربيع الاول سنة تسع وسبعين وسبع مائة . وله أولاد وعقب ، ومنهم السيد العالم الفاضل المصنف الجليل مجد الدين عباد بن أحمد بن إسماعيل بن على بن الحسن بن شرف شاه المذكور ، تولى قضاء إصفهان على عهد السلطان أولجايتو محمد بن أرغون ، وله ابن اسمه يحيى ، وليحيى ابن هو السيد العالم الفاضل مجد الدين عباد ، توفى السيد مجد الدين عباد بن يحيى بعد سنة التسعين وسبعمائة وترك ولدين ، ابنا هو نظام الدين أبو الفتح ، وبنتا إسمها همايون ، أمها فاطمة بنت محمد بن محمد ، اصفهانية رذلة ، من بيت خامل ، ولا يخلو هاذان الولدان من غمز . لا أقول غير هذا . وأما أبو إسماعيل على بن الحسين بن الحسن البصري ، فمن ولده أبو الحسين محمد الصوفى الواعظ ببخارا . له ولد . وأما أبو جعفر محمد ابن الحسن البصري فأعقب أيضا . وأما عبد الرحمان بن القاسم البطحانى وكان سيدا متوجها بالمدينة فأعقب من خمسة رجال الحسن أعقب ببخارا والسند وهمدان ، وجعفر / صفحة 82 / أعقب ببغداد وقزوين ، ومحمد الاكبر ويكنى أبا جعفر أعقب بقزوين وطبرستان والحسين ويكنى أبا عبد الله ويلقب البرسى أعقب بالكوفة ونصيبين والدينور وعلى . فمن ولد الحسين البرسى أبو الحسن البرسى ، له أولاد بالموصل ، وحمزة ابن الحسين . قال ابن طباطبا : له ولد ببرس من سواد الكوفة ، وعبد الرحمان بن الحسين له ولد بالموصل . من ولده محمد بن الحسين بن ابراهيم بن الحسين البرسى . أولد بنصيبين جماعة تفرقوا بالشام . وأقام بعضهم بنصيبين . قال الشيخ أبو الحسن على بن محمد العمرى النسابة : رأيت بآمد سنة ثلاثين وأربع مائة شيخا ستيرا مقبول الشهادة يكتب الشروط . زعم انه أبو الحسن على ويعرف بسعادة ابن أبى محمد الحسن بن أبى الحسين أحمد بن محمد بن الحسين البرسى . فسألته عن صحة ما ادعاه فاخرج لى خطوط الشهود والقضاة بنصيبين وديار بكر وشهادات العلويين وغيرهم وسألت بعض العدول من خطة بها . فقال : صح نسبه . فاثبته في مشجرتى وكتبت له حجة في يده . ونسبا مشجرا بخطى . وكان سعادة هذا يلقب بالقبع مات سنة أربعين وأربعمائة وخلف عدة من الاولاد . ثم إنى اجتمعت مع الشريف القاضى أبى السرايا أحمد بن محمد بن زيد بن على بن عبيدالله بن على بن جعفر بن أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد زيد الشهيد وهو إذ ذاك نقيب العلويين بالرملة فسألني عن نسب سعادة فاخبرته أنه ثبت عندي فقال : على هذا كنا ثم فسد نسبه ولم يثبت . وحكى حكايات في بابه / صفحة 83 /
وأبطل نسبه . ( 1 ) ومن ولد الحسين البرسى بن عبد الرحمان بن القاسم بن البطحانى . مرجا ابن احمد بن محمد بن على العالم بن الحسن بن محمد بن على بن الحسين البرسى المذكور وأخوته الحسن . ومفضل . ومحمد . بنو أحمد بن محمد بن على العالم فمن بنى مرجا بن أحمد بنو نتيشة ، وهو محمد بن أبى الحسن محمد بن احمد بن مرجا المذكور وهم جماعة بالمشهد الغروى ، وبنو فضائل بن أحمد بن مرجا المذكور وهم جماعة كثيرة بالغرى ايضا ، ومن بنى مفضل بن أحمد بنو الحداد بمشهد الكاظم " ع " ببغداد ، وهو أبو طالب محمد الحداد بن مهدى بن القاسم بن مفضل المذكور . وأما على بن عبد الرحمان بن القاسم بن البطحانى فولد ثلاثة عيسى وعبد الله أعقبا في رواية أبى المنذر النسابة ، والقاسم أعقب من ولده الداعي الجليل أبو محمد الحسن بن القاسم المذكور ملك الديلم وكان أحد أئمة الزيدية ، وقد قيل : إن الداعي هذا شجري وأنه الحسن بن على بن عبد الرحمان الشجرى ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبن طالب " ع " / صفحة 84 / وعليه أبو نصر البخاري ، والناصر الكبير الطبرستانى ، والاول هو الذى صححه أبو الحسن العمرى ، وكان النقيب تاج الدين بن معية يقوى القول الثاني ويقول إن العجم أخبر بحاله والله اعلم . وكان له أخ يلقب ثروان ( عثروان خ ل ) كان أبوه القاسم ينفيه . ذكر ذلك الناصر الكبير الطبرستانى : وأعقب الداعي أبو محمد الحسن بن القاسم من ثمانية رجال منهم أبو عبد الله محمد ولى نقابة النقباء ببغداد في زمن معز الدولة بن بويه الديلمى وحسنت سيرته ، وكان قد ورد من بلده إلى معز الدولة وهو إذ ذاك بالاهواز قبل دخوله بغداد . وقصد لتعلم العلم والفقه والكلام فبلغ من ذلك طرفا ، وبايعه بعد دهر قوم من الديلم فبلغ معز الدولة الخبر فقبض عليه وقيده زمانا طويلا وقبض على اولئك الديلم ومن كان دخل في البيعة فنفاهم وشردهم ، ثم أنفذا أبا عبد الله إلى فارس إلى اخيه عماد الدولة على بن بويه إلى أبى طالب النوبند جانى فحبسه في قلعة أكوسان مدة سنة وشهرين ، وجعل معه من الديلم ثمانية أنفس يحفظونه فشفع فيه ابراهيم بن كاسك الديلمى فأطلق على ان يلبس القبا والد شتى ويخرج به ابراهيم إلى كرمان فعفل وخرج إلى كرمان ، وكان مع ابراهيم إلى أن أسره أمير كرمان أبو على بن الياس فأفلت أبو عبد الله من الحرب ومضى إلى منوجان إلى مكران فبايعته الزيدية هناك فعلم به ابن معدان صاحب تلك الناحية فقبض عليه وأنفذه إلى عمان فأقام بها وبايعته الزيدية سرا هناك فبلغ ذلك صاحب عمان فقبض عليه ونفاه إلى البصرة ، فقام بها مختفيا في أيام أبى يوسف الزيدى وبايعه من كان هناك من الجبل والديلم فبلغ ذلك الزيدى فطلبه وأخذه وأقطعه بخمسة الآف درهم ضياعا وأسكنه داره ، وأقام بالبصرة سنين . ثم استأذن للحج وخرج إلى الاهواز ومنها إلى بغداد ومنها إلى الحج . وعاد فأقام ببغداد ولزم أبا الحسن الكرخي وتفقه عليه وبلغ في الفقه مبلغا عظيما . ودرس الكلام قبل / صفحة 85 / ذلك وبعده على أبى عبد الله الحسين بن على البصري . والفقه ايضا فبرع فيهما حتى أصاب منزلة يصلح أن يعلم ويفقه ويدرس . وكان يستفتى دائما ببغداد في الحوادث فيجيب بخطه أحسن جواب بأجواد عبارة إلا انه إذا تكلم بانت العجمة في كلامه للمنشأ والتربية بطبرستان . ولما كانت سنة ثمانى واربعين وثلثمائة راسله معز الدولة في الدخول عليه فأبى ذلك واعتذر بانقطاعه إلى العلم . فلم يرض ذلك مته وألخ عليه فاشترط أن يدخل عليه بطيلسان فاذن له فلبس الطيلسان فدخل عليه فأكرمه وطرح له مخدة وسأله أن يتقلد النقابة على أهله فأبى ، فما فارقه إلى ان أجاب وخرج منه حضرته متقلدا لها فما توفرت على الطالبيين أموالهم وأرزاقهم وبساتينهم كما توفرت عليهم أيام نقابته . وعلت حاله عند معز الدولة حتى أنه باكره يوما وهو نائم فقال له الحجاب الامير نائم فاجلس في زبير تك حتى ينتبه وتدخل عليه . وانتبه الامير ولبس ثيابه وأراد الركوب في الماء فوجد أبا عبد الله فقال : من أي وقت انت هاهنا ؟ فأعلمه فشتم الحجاب وجزت عليهم منه المكاره وأمر أن لا يحجب عنه أي وقت جاء وعلى أي حال كان ، فكان بعد ذلك يجيئ والامير نائم فلا يجرأ أحد أن يجبه فيدخل حتى يبلغ موضع منامه ، فإذا عرف ذلك رجع فجلس بعيدا حتى ينتبه فيكون أول داخل . ومرض معز الدولة فاستدعى أبا عبد الله بن الداعي وسأله أن يقرأ عليه فجاء ومعه جماعة من الطالبيين فقرأوا عليه وأبو عبد الله من بينهم يقرأ ويمسح يده على وجهه ، فلما فرغ من قراءته أخذ معز الدولة يده التى كان يمرها على وجهه وهى اليمنى فقبلها إستشفاء بها ، وكان معز الدولة قد أقطعه أقطاعا من السواد بخمسة الآف درهم في كل سنة ، وكان يتأول في أخذه أنه يحقهم من بيت المال . وكان أبو عبد الله شبيه الخلقة بامير المؤمنين " ع " ، كان أسمر رقيق اللون كبير العينين أكحلهما جعد اللحية وافرها واسع الجبهة ربعة من الرجال . كثير / صفحة 86 / التبسم في جبهته غضون غليظ الحاجبين أصلع لطيف الاطراف أسيل الخدين حسن الوجه . قال التنوحى وأظني سمعت منه أن مولده سنة أربع وثلاثمائة . وكانت الكتب من بلاد الديلم تأتيه دائما يستنهضونه في اللحاق ليبايعوه ويعطوه ويطيعوه فيخاف أن يستأذن معز الدولة فلا يأذن له أو يعلم غرضه فيحبسه . فلما خرج معز الدولة لقتال ناصر الدولة بن حمدان واستخلف ببغداد ابنه عز الدولة باختيار . ركب أبو عبد الله يوما إلى عز الدولة فخوطب في مجلسه بسبب خلاف بين قوم من الطالبين خطابا ظاهرا استقصارا لفعله .
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:05
فامتعض من ذلك وأزرى على المخاطب له وخرج مغضبا وقد تحرك بذلك على ما كان يعمل الحيلة فيه من الخروج وعاد إلى منزله ورتب قوما بدواب خاج بغداد من الجانب الشرقي وكان ينزل في باب الشعير على شاطئ دجلة من الجانب الغربي . وأظهر أنه متشك ( متنسك خ ل ) وحجب الناس عنه . فلما كان لليلتين بقيتا من شوال سنة 393 ه ثلاث وخمسين وثلاثمائة خرج متخفيا . واستصحب ابنه الاكبر وخلف عياله ومن بقى من ولده وزوجته وكلما تحويه داره وتشتمل عليه نعمته ، وعليه جبة صوف بيضاء وفى صدره مصحف منشور وقد علقه وسيف قد علق حمائله في عنقه حتى لحق بهوسم من بلاد الديلم ، وهذا زى الطالبيين إذا ظهروا دعاة إلى الله تعالى ، وأطاعته الديلم وبايعوه بالامامة وأقام فيهم يدعو إلى سبيل ربه ، ويقيم الحدود بنفسه ، ويتقشف التقشف التام لا يأكل إلا خبز الارز والسمك وما يجرى مجراهما بعد أن خرج إلى هذا من العيش الرغيد والنعمة العظيمة . ويلقب بالمهدي لدين الله القائم بحق الله ، وكان قد عمل على تجهيز العساكر إلى طرسوس من ذلك الطريق ليستخلصها من الروم ، وأجابته الديلم على ذلك فعاجله بالافساد رجل من العلويين يقال له ميركا بن أبى الفضل الثاير ، وكان طمع في الامر فاسر أبا عبد الله وحبسه في قلعة فغضبت الديلم وأغتضب من ذلك حتى الحنبلية من الديلم . وهم فرقة عظيمة نحو من خمسين ألفا يعرفون بأصحاب أبى / صفحة 87 / جعفر الئومى الحنبلى ، فانهم امتعضوا لابي عبد الله لما شاهدوا من فضله وإن كانوا لا يرون رأيه ، وسارت الجيوش لقتال ميركا فلما رأى أنه لا قبل له بهم أنزل أبا عبد الله من القلعة واعتذر إليه ولم يعرف سبب ذلك ، وسأله أن يصاهره ويهاديه فأجابه أبو عبد الله إلى ذلك فزوجه ميركا بأخته وأطلقه فعاد إلى هو سم ورجع أمره إلى ما كان عليه وأقام بهوسم شهورا ثم اعتل ومات ، ويقال : إن ميركا أنفذ إلى اخته سما فسقته إياه وكانت وفاته سنة 359 تسع وخمسين وثلاثمائة . وكان لابي عبد الله من الولد أبو الحسن على وأبو الحسين أحمد ، مات قبل ابيه ، وخلف إبنا صغيرا وأم أولاده سيدة بنت على بن العباس بن إبراهيم بن على بن عبد الرحمان بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " ، وكان على بن العباس هذا قاضيا بطبرستان زمن الداعي الصغير وله تصانيف كثيره في الفقه . وأما أبو جعفر محمد الاكبر بن عبد الرحمان بن القاسم بن البطحانى فأعقب بقزوين وطبرستان ، ومن ولده محمد دراز كيسو بن حمزة بن محمد المذكور له عقب منتشر كثيرهم بآمل ، وأما جعفر بن عبد الرحمان بن القاسم فأعقب ببغداد وقزوين ، من ولده أبو محمد عبد الله ، وأبو منصور محمد إبنا على بن عبد الله الاطروش بن عبد الله بن جعفر المذكور ، قال ابن طباطبا : لهما بقية ببغداد ، وأما الحسن بن عبد الرحمان بن القاسم البطحانى فولده ببخارا والسند والمولتان ، أعقب من محمد وعلى والحسين - آخر ولد القاسم بن البطحانى ، وهو آخر ولد محمد البطحانى بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " - . / صفحة 88 / وأما عبد الرحمان الشجرى فأعقب من خمسة رجال - ونسبته إلى الشجرة قريبة من المدينة ويكنى أبا جعفر وأمه أم ولد - أحدهم الحسن وأمه أم ولد ، وكان عقبه بما وراء النهر ، والحسين السيد بالمدينة وأمه حسينية ، وله عقب ولم يكثر . ومحمد الشريف بالمدينة أمه سكينة بنت عبد الله بن الحسين الاصغر بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب " ع " وعلى السيد المتوجه بالمدينة وأمه أم الحسن بنت الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " وجعفر كان شريفا سيدا بالمدينة وأمه أم ولد ، ولم يعده شيخ الشرف العبيدلى من المعقبين ولا ذكر الشيخ أبو الحسن العمرى له عقبا ، وكذا أبو عبد الله بن طباطبا ، أما محمد الشريف بن عبد الرحمان الشجرى فأعقب من حمزة في قول الشيخ العمرى ، ولم يعده شيخ الشرف العبيدلى ، ولا الشريف ابن طباطبا في المعقبين ، ونص بعضهم على أنه لم يعقب ، وعبيدالله وله عدد ، والحسن والحسين . هذا ما قاله السيد أبو عبد الله الحسين بن طباطبا الحسنى ، ثم قال : وقيل : وعبد الرحمان واحمد وقيل : وجعفر . هذا كلامه . أما عبيدالله بن محمد بن الشجرى وكان سيدا متوجها بالمدنة فأولد وأكثر وعقبه من أحمد ، والحسن ومحمد الاعلم ، أما أحمد بن عبيدالله ، فولده جماعة لهم أعقاب منهم اسماعيل بن أحمد له أعقاب بآمل منهم . أبو جعفر النقيب الناسب كان بآمل ، وعلى الزاهد أخوه ، والحسين أخوهما ، ولا بقية لهم ، وأبو عبد الله محمد بن اسماعيل له بقية . والحسن بن اسماعيل له ولد ، وعلى بن اسماعيل / صفحة 89 / يقال لابنه زيد الاعرج ، وفيه شك نسأل عنه إن شاء الله تعالى ، كذا قال ابن طباطبا . وجعفر بن احمد بن عبيدالله ، له أولاد أعقب منهم أحمد . وأبو القاسم على ، ومحمد ، ويحيى ، أما أحمد بن جعفر بن أحمد بن عبيدالله فبقية ولده في أبى الحسن على بن أبى طالب بن أحمد بن القاسم بن أحمد بن جعفر المذكور قال ابن طباطبا وهو كثير الفضائل والعلوم له قدم ثابت في كل علم ، حفظ وتصرف وله معرفة جيدة بالنسب . كان نقيبا بطبرستان وآمل حرسه الله تعالى وكثر في العشيرة أمثاله وله أولاد ، وأخوه محمد له ولد ، هذا كلامه . وأما أبو القاسم على بن جعفر بن أحمد فأعقب من أبى طالب محمد ولده بجيلان ، وأما محمد بن جعفر بن أحمد بن عبيدالله ، فولده زيد إمام المسجد بطبرستان ، وأما يحيى بن جعفر بن أحمد بن عبيدالله فله ولد ، وحمزة بن أحمد بن عبيدالله بن محمد بن الشجرى ، من ولده أبو الحسن محمد الرازي الملقب بشهدانق ، له عقب بقزوين والرى ، وزيد بن أحمد بن عبيدالله ولده بهوسم ، وهو محمد بن زيد له عقب ، والحسين وأحمد وأبو علي عبيدالله وقيل عبد الله بن أحمد بن عبيد الله ولده ببخارا منهم أبو القاسم محمد بن عبيد الله ومهدى وعلى وزيد لهم أولاد وأعقاب ببخارا ، وأما محمد الاعلم بن عبيدالله ابن الشجرى فأعقب من يحيى ، والحسين ، وصالح ، أما يحيى فمن ولده اسماعيل بن أبى على الحسن كوجك بن يحيى ، له عدة أولاد لهم أعقاب ، ومنهم الحسن الملقب زرين كمر ، وأبو محمد القاسم الملقب مانكديم إبنا على بن محمد بن جعفر ابن يحيى بن محمد الاعلم لهما عقب ومنهم الحسين بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد الاعلم ، له عقب ، وزيد بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد الاعلم ، له عقب . وزيد ابن محمد بن يحيى بن محمد الاعلم ، له ولد ، وأما الحسين بن محمد الاعلم فمن ولده محمد بن الحسين بن محمد الاعلم ، قال ابن طباطبا : رأيته ببغداد يتفقه على مذهب / صفحة 90 / أبى حنيفة في مجلس أبى الحسين القدورى . وله اخوة ، وأما صالح بن محمد الاعلم فمن ولده أبو القاسم زيد بن أبى طالب الحسن بن زيد بن صالح ، يلقب المسدد بالله بويع له بالديلم وله ولد بقزوين . وأما الحسن بن عبيدالله بن محمد الشجرى فعقبه من أبى جعفر محمد وحده وأعقب أبو جعفر محمد من ثلاثة الحسن والقاسم واسماعيل - انقضى ولد عبيدالله ابن محمد بن الشجرى - وأما الحسن بن محمد بن الشجرى ويلقب شعر ألف فولده أبو القاسم محمد ، وأبو محمد جعفر ، ولده بالنوبة ، وأبو الحسن محمد ولده ببخارا ، وله أولاد غير هؤلاء ، قال البخاري ، وغيره : منهم بالنوبة وخراسان وغير ذلك . فمن ولده أبو هاشم المجدور وفيه خير وصلاح ، وأبو طالب حمزة إبنا على بن يحيى صاحب الزواريق بن هارون بن محمد بن الحسن بن أبى القاسم محمد بن الحسن بن محمد بن الشجرى ، لكل منهما ولد ، وأكثرهم بالرى وطبرستان ومنهم حمزة بن محمد بن صاحب الزواريق يحيى بن هارون . له بقية كانت بالكوفة ومنهم أبو محمد جعفر بن الحسن بن محمد بن الشجرى ، ولده بالنوبة ، ومنهم أبو جعفر عبد الرحمان بن أبى القاسم محمد بن الحسن بن محمد ، له أولاد ببخارا وغيرها ، وله غير هؤلاء ايضا . وأما الحسين بن محمد الشجرى فعقبه في يحيى وأبى محمد على ، وأبى الحسن محمد ، وعبد الله ، وابراهيم ، وجعفر ، وأبى الغيث محمد . مات في الحبس بسر / صفحة 91 / من رأى ، منهم أحمد بن على بن الحسين بن أبى الغيث محمد ، له ولد ببخارا يعرفون ببنى كاسكين ، ومن ولد يحيى بن الحسين بن محمد بن الشجرى أبو نقشة سعد الله ابن مفضل بن محسن المناخلى بن زيد بن محمد المزرزر بن زيد الملقب كشكه بن يحيى بن الحسين المذكور ، له عقب يقال لهم : ( بنو أبى نقشة ) . وأخوه الحسين المناخلى بن مفضل المذكور ، من ولده ( بنو شكر ) بالمشهد الغروى ، وابن ابنه الود ، وهو الود بن محمد بن سعد الله المذكور ، يقال لولده بنو الود - آخر ولد محمد الشجرى - . وأما على السيد بن عبد الرحمان الشجرى وكان سيدا متوجها بالمدينة فأعقب من جماعة انتشر عقبه من ثلاثه . وهم ابراهيم العطار ، والحسن ، وزيد أما ابراهيم العطار فعقبه بطبرستان منهم أبو الحسين أحمد بن محمد بن ابراهيم ختن الحسن بن زيد الداعي الكبير . وكان قد استولى على الامر بعده بطبرستان حتى زحف إليه محمد بن زيد فقتله وملكها ، ومن ولده على بن العباس بن ابراهيم قاضى طبرستان له أولاد ولاخويه عقب منتشر ، وهما أبو القاسم الحسين وأبو علي محمد . وأما الحسن بن على السيد بن عبد الرحمان الشجرى فأعقب بالرى والكوفة وغيرها واليه نسب الداعي الصغير من قال إنه شجري ، ومنهم الشيخ أبو عبد الله الحسين بن طباطبا الحسنى قال : هو أبو محمد الحسن بن القاسم بن الحسن ابن على بن عبد الرحمان الشجرى وأعقب من أبى عبد الله محمد النقيب الخليفة بالديلم ، وأبى الفضل يحيى ، كان عظيم القدر والمحل بآمل وطبرستان . وابراهيم أعقب أبو عبد الله النقيب الخليفة من ولده أحمد ، وأعقب أحمد اسماعيل وكان لاسماعيل ابنا ناقصا ببغداد ، وولده على كان بمصر في جملة الديلم ، وأعقب / صفحة 92 / أبو الفضل يحيى بن الداعي الصغير أبا محمد الحسن له ولد ، وأبا عبد الله محمدا وأبا الحسن عليا ، وأبا زيد صالحا ، له أبو حرب محمد بن صالح ، ومهدى والحسين وعلى ، وأعقب ابراهيم بن الداعي الصغير ، أبا طالب حمزة له أولاد لهم عقب وأبا حرب مهديا له بنت . وأما زيد بن على السيد بن الشجرى فله أعقاب فيهم عدد وانتشار ، فمن ولده أبو الحسن على المعروف بابن المقعدة بن زيد المذكور ، أعقب من ثمانية رجال وعقبه كثير ، وأما جعفر بن الشجرى فأعقب رجلين هما أبو جعفر محمد كان سيدا بالمدينة ، وأحمد الرئيس الاصغر ، فمن ولد أبى جعفر محمد كركورة وهو احمد بن محمد المذكور له عقب يقال لهم ( بنو كركورة ) أكثرهم بالرى ونواحيها ، ومنهم عبد الله بن محمد ، من ولده أبو عبد الله مهدى بن الحسن بن محمد بن زيد بن أحمد ابن على بن عبد الله بن محمد المذكور ، له ولد بطبرستان ، ومنهم الحسين ( الحسن خ ل ) بن محمد كان بسمرقند وأعقب ، ومنهم المظلوم ( المظلوم خ ل ) صاحب الشامة ، وهو جعفر بن محمد بن الحسن بن الحسين بن الحسين بن على بن محمد بن جعفر بن الشجرى . منهم ، قوم بصنعاء اليمن شهد لهم بنو الناصر أحمد بن يحيى الهادى بنسبهم - آخر ولد جعفر بن الشجرى ، وهم آخر ولد القاسم بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " - . وأما اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب ، ويكنى أبا محمد ، ويلقب بحالب الحجارة بالحاء المهملة وهو أصغر أولاد الحسن ابن زيد بن الحسن المعقبين ، وأمه أو ولد ، أعقب من رجلين محمد ، وعلى النازوكى أما محمد بن اسماعيل فعقبه يرجع إلى ولده الداعي محمد بن زيد بن محمد المذكور وبقية في المهدى الحسن بن زيد بن محمد الداعي ، وكان الداعي محمد بن زيد وأخوه الحسن قد ملكا طبرستان ، ملكها أولا الحسن ، ولقب بالداعى الكبير / صفحة 93 / والداعى الاول ، وأمه بنت عبد الله بن عبيد الله الاعرج بن الحسين الاصغر بن على ابن الحسين بن على بن أبى طالب " ع " وكان ظهوره بطبرستان سنة خمسين ومائتين وتوفى سنة سبعين ومائتين ، ولم يعقب ، واستولى على الامر بعده ختنه على أخته أبو الحسين أحمد بن محمد بن ابراهيم بن على بن عبد الرحمان الشجرى بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " وكان أخ الداعي محمد بن زيد بجرجان ، فلما وصل إليه الخبر زحف إلى أبى الحسين من جرجان سنة إحدى وسبعين ومائتين فقتله ، وملك طبرستان وأقام بها سبع عشرة سنة وسبعة أشهر ، واستولى على تلك الديار حتى خطب له رافع بن هرثمة بنيسابور ثم حاربه محمد بن هارون السرخسى صاحب اسماعيل بن احمد السامانى فقتله وحمل رأسه وابنه زيد بن محمد إلى بخارا ودفن بدنه بجرجان عند قبر الديباج محمد بن الصادق " ع " وكان أبو مسلم محمد بن بحر الاصفهانى الكاتب المصنف المعتزلي يكتب له ويتولى أمره . وأما على بن اسماعيل بن الحسن بن زيد ويعرف بالنازوكى فله عقب كثير منهم بنو طيرخوار وهو أبو العباس الحسن بن على بن أحمد الافقه بن على النازوكى ، ومنهم محمد المعروف بابن علية النازوكى ، من ولده على بن الحسين أميركا القمى الملقب بشكنبة بن على بن محمد المذكور ، له عقب بالشام وطرابلس ودمشق ، وأما على السديد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب ( ع ) ويكنى أبالحسن وأمه أم ولد وعقبه من ابنه عبد الله على . أمه ام ولد ، قال أبو نصر سهل بن داود البخاري : يقال إن عبد الله بن على استلحقه الحسن بن على / صفحة 94 / زيد وهو جده بعد موت ابنه على بالقيافة ، ذلك أن أباه عليا هلك في حياة أبيه الحسن بن زيد ، وأم عبد الله جارية بيعت ولم يعلم أنها حامل ، فلما توفى على بن الحسن بن زيد ردها المشترى إلى أبيه الحسن بن زيد فولدت عبد الله فشك فيه فدعا بالقافة فألحقوه به ، واسم الجارية هيفاء . فولد عبد الله بن على السديد عبد العظيم السيد الزاهد المدفون في مسجد الشجرة بالرى وقبره يزار ، وأولد عبد العظيم محمد بن عبد العظيم كان زاهدا كبيرا وانقرض محمد بن عبد العظيم ولا عقب له . وأما أحمد بن عبد الله بن السديد فقال العمرى الكبير النسابة : أعقب . وقال أبو اليقظان : ما أعقب . وقال شيخنا أبو الحسن العمرى : والذى عليه العمل أنه أعقب من ولده السبيعى . وهو أبو محمد القاسم بن الحسين نقيب الكوفة بن القاسم بن أحمد بن عبد الله بن على السديد ، نسب إلى محلة بالكوفة يقال لها السبيعية ، وله عقب بها يقال لهم : ( السبيعيون ) . وكان القاسم السبيعى من أعيان العلويين ، ومن ولده يحيى بمصر ، ولى قضاء بعض تلك البلاد ، ومن ولد القاسم بن أحمد بن عبد الله ، الحسن بن على بن القاسم بن احمد قال أبو نصر البخاري : له عقب بالحجاز . ومن ولده أحمد بن عبد الله دردار بن احمد وولده محمد الابهري ، له عقب كثير بأبهر وغيرها ، لهم جلالة ورياسة ، ومن ولد أحمد بن عبد الله ، محمد بن أحمد وله بأبهر ولد ، وهو أبو على عبد الله شاطورة له أعقاب كثيرة بأبهر وزنجان وطبرستان وهمدان ، وعقبه من ابنه أبى عبد الله محمد ، والمنتسبون إليه من رؤساء أبهر وغيرها ينتسبون إلى محمد بن عبد الله الدردار والاصح المعتمد أنهم من ولد شاطورة ، منهم السيد رضى الدين أبو عبد الله محمد بن على بن عرب شاه ، وهو حمزة بن أحمد بن عبد العظيم ابن عبد الله فقوم ينسبون عبد الله هذا أنه ابن محمد الابهري بن احمد بن عبد الله دردار ، وقوم يقولون هو ابن محمد بن عيسى بن محمد عبد الله شاطورة ، وقد / صفحة 95 / نسبهم بعض الناس - أعنى رؤساء أبهر - إلى محمد بن زيد بن عبد الله الاصغر ابن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " ولا يصح نسبهم هناك . وكان رضى الدين المذكور نقيب أبهر وله فضل ، وابنه ناصر الدين مطهر ابن رضى الدين محمد المذكور تولى نقابة المشهدين والحلة والكوفة أشهرا ، والحسن ابن عبد الله بن على السديد ، قال الشيخ أبو الحسن العمرى : عقبه في ( صح ) . وقال أبو عبد الله بن طباطبا : والحسن بن عبد الله يعرف المهفهف ولى أموال فدك للمعتضد وانقرض ولا بقية له ، وبالرى وما والاها قوم ينتسبون إليه وهو غلط عظيم منهم في أنسابهم قال : وسأبين ذلك إن شاء الله تعالى في غير هذا الموضع وأخرج أنسابهم على صحتها . هذا كلامه ، ومحمد بن عبد الله بن على السديد ، قال أبو الحسن العمرى : يقال له المهفهف ولا يعرف له بقية . قال ابن طباطبا : وقال قوم وولده بأبهر وزنجان . وأما اسحاق بن الحسن بن زيد بن
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:05
الحسن بن على بن أبى طالب " ع " وهو الكوكبى فيما قال أبو نصر البخاري وغيره ، لبياض كان على عينيه ، ويكنى ابا الحسن وامه ام ولد بخارية ، لم يذكر له شيخ الشرف العبيدلى عقبا . وقال أبو نصر البخاري : ولد حسنا وحسينا وهارونا . وذكر له الشيخ أبو الحسن العمرى : اسماعيل واخا له هارون قال : وولد هارون ابنا قتله ابن الليث الصفار أمه قمية . هذا كلام أبى الحسن العمرى ، وقال ابن طباطبا : ولد هارون والحسن ، أما هارون فله جعفر ولجعفر أولاد ثلاثة لهم عقب في كتب النسب وهم محمد ولده بآمل وطبرستان ، وأحمد له ولد اسمه محمد وهو الخطيب ولده يعرفون بالخطيبيين ، والحسن له ولد هو أحمد ، له عقب ، هذا كلامه . وقال أبو نصر البخاري : ولد الحسن بن اسحاق بن الحسن بالمغرب ابنا وامرأتين وقتل الحسن بن اسحاق ، وولد هارون بن اسحاق ، جعفر ابن هارون بن اسحاق ، ومحمد بن جعفر بن هارون بن اسحاق ، هو الذى قتله رافع ابن الليث بآمل ومشهده ظاهر بتبرك به وبزيارته . ثم قال : لا يخرج ولده جملة . / صفحة 96 / من النساب ويقولون اسحاق ليس له ولد . قال الناصر الكبير : ما أقول في ولد اسحاق خيرا ولا شرا . وأما زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " ويكنى أبا طاهر فلم يذكر له الشيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبى جعفر العبيدلى عقبا وقال ابن طباطبا : ولده طاهر ولطاهر محمد ، وهما في ( صح ) قال أبو الحسن العمرى : ولد زيد طاهرا ، أمه أسماء بنت ابراهيم المخزومية ، وعليا أمه أم ولد فولد طاهر بن زيد بن الحسن عليا ومحمدا ، فولد محمد بن طاهر حسنا بصنعاء اليمن أمه منها ، وله بها ولد . هذا كلامه ، ووافقه على ذلك السيد أبو الغنائم الزيدى النسابة : وقال أبو نثر البخاري : يقال انه - يعنى طاهر بن زيد - أعقب من محمد بن طاهر وهو من أم ولد بالحجاز . ومنهم خلق كثر بالبصرة . ثم قال بعد ذلك : لا يصح لطاهر بن زيد ولد ذكر ، قال : وذكر أحمد بن عيسى بن الحسين بن على وهو أحد علماء العلوية بالنسب : أنه سمع طاهر بن زيد عند موته يقول : لا عقب لى . والمنتمون إلى طاهر يقولون نحن بنو طاهر بن الحسن ابن محمد بن طاهر بن زيد والله بحالهم أعلم . وأما عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " ويكنى أبا زيد وأبا محمد ايضا ، وأمه أم ولد تدعى خريدة ، ولم يذكره شيخ الشرف العبيدلى له ولدا ، قال شيخنا العمرى : ولد عبد الله خمسة عليا ، والحسن ، ومحمدا وزيدا ، واسحاق . وقال : إن زيدا ولد وكذا اسحاق قالوا وقد أولد الحسن ، هذا كلامه ، وقال الشيخ أبو نصر البخاري : كان زيد بن عبد الله أشجع أهل زمانه وكان مع أبى السرايا الخارج بالكوفة فهرب إلى الاهواز فأخذه النار عيسى فضرب عنقه صبرا ، ولم يذكر البخاري من ولد عبد الله غيره ، وقال فولد زيد ابن عبد الله محمدا ، وعليا ، وحسنا ، وعبد الله ، أمهم علوية ، وولد العمرى يعنى النسابة الكبير ولا غيره أولاد محمد بن زيد بن عبد الله / صفحة 97 / ولم يثبتوا له نسبا . وقال ايضا : فأما أبو زيد عبد الله بن الحسن بن زيد ابن الحسن السبط بن على بن أبى طالب " ع " فما أعرف حاله ولا أشهد بصحة نسبه - يعنى محمد بن زيد بن عبد الله - والله أعلم بحاله . وأما ابراهيم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " ويكنى أبا اسحاق وأمه أم ولد ، فلم يذكر له شيخ الشرف العبيدلى عقبا غير القاسم ابن محمد بن داود بن محمد بن الحسن بن ابراهيم المذكور ، وقال أبو عبد الله بن طباطبا : إن ابراهيم بن الحسن بن زيد عقبه من ابراهيم بن ابراهيم ، ولابراهيم ابن ابراهيم الحسن ومحمد ، أما الحسن فولد محمدا بنصيبين ، ولمحمد ابن اسمه طاهر ، ولطاهر داود ولداود محمد وأحمد لهما عقب ، وأما محمد بن ابراهيم فولده الحسن وعلى إبنا محمد بن ابراهيم ولكل منهما عقب ، وقال أبو الحسن العمرى : ولد محمد بن ابراهيم بنصيبين . ومن ولد محمد بن ابراهيم بن الحسن ابن زيد ، محمد بن الحسن بن محمد المذكور ، مات في الحبس بمكة ، وقال أبو نصر البخاري ولد ابراهيم بن ابراهيم محمدا والحسن . أما محمد فولد حسنا ، وعبد الله ، وأحمد ، أمهم سلمة بنت عبد العظيم بن عبد الله بن على بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب ثم قال : فأولاد عبد الله بن محمد بن ابراهيم بخراسان ، ثم قال العمرى في كتابه : لا يصح لعبد الله بن محمد بن ابراهيم عقب ولا نسب والله اعلم . آخر ولد ابراهيم بن الحسن بن زيد . وهم آخر ولد الحسن بن زيد . وهم / صفحة 98 / آخر ولد زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:06
المقصد الثاني في عقب الحسن المثنى بن الامام الحسن (عليه السلام):
المقصد الثاني في عقب أبى محمد الحسن المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنين على بن أبى طالب " ع " ويكنى أبا محمد وأمه خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو ابن جابر بن عقيل بن سمى بن مازن بن فزارة بن ذبيان ، وكانت تحت محمد بن طلحة بن عبيد الله فقتل عنها يوم الجمل ولها منه أولاد فتزوجها الحسن بن على بن أبى طالب " ع " فسمع بذلك أبوها منظور بن زبان فدخل المدينة وركز رايته على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يبق في المدينة قيسى إلا دخل تحتها ، ثم قال : أمثلى يغتال عليه في ابنته ؟ فقالوا : لا . فلما رأى الحسن ( ع ) ذلك سلم إليه إبنته فحملها في هودج وخرج بها من المدينة فلما صار بالبقيع قالت له : يا أبه اين تذهب إنه الحسن بن أمير المؤمنين على " ع " وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! فقال : إن كان له فيك حاجة فسيلحقنا ، فلما صاروا في نخل المدينة إذا أبا لحسن والحسين وعبد الله بن جعفر قد لحقوا بهم فأعطاه إياها فردها إلى المدينة : وكان قد خطب إلى عمه الحسين ( ع ) إحدى بناته فأبرز إليه فاطمة وسكينة وقال : يا ابن أخى اختر أيهما شئت . فاستحى الحسن وسكت / صفحة 99 / فقال الحسين : قد زوجتك فاطمة فانها أشبه الناس بأمى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله . وقال البخاري : بل اختار الحسن فاطمة بنت عمه الحسين " ع " وكان الحسن بن الحسن يتولى صدقات أمير المؤمنين على " ع " ونازعه فيها زين العابدين على بن الحسين " ع " ثم سلمها له . فلما كان زمن الحجاج سأله عمه عمر بن على أن يشركه فيها فأبى عليه فاستشفع عمر بالحجاج فبينا الحسن يساير الحجاج ذات يوم قال : يا أبا محمد إن عمر بن على عمك وبقية ولد أبيك فأشركه معك في صدقات أبيه . فقال الحسن : والله لا أغير ما شرط على فيها ولا أدخل فيها من لم يدخله وكان أمير المؤمنين " ع " قد شرط أن يتولى صدقاته ولده من فاطمة دون غيرهم من أولاده . فقال الحجاج : إذن أدخله معك . فنكص عنه الحسن حين سمع كلامه وذهب من فوره إلى الشام فمكث بباب عبد الملك بن مروان شهرا لا يؤذن له فذكر ذلك ليجى ابن أم الحكم وهى بنت مروان وأبوه ثقفي فقال : له سأستأذن لك عليه وأرفدك عنده . وكان يحيى قد خرج من عند عبد الملك فكر راجعا فلما رآه عبد الملك قال : يا يحيى لم زجعت وقد خرجت آنفا ؟ فقال : لامر لم يسعنى تأخيره دون أن أخبر به أمير المؤمنين . قال : وما هو ؟ قال هذا الحسن بن الحسن بن على بالباب له مدة شهر لا يؤذن له ، وإن له ولابيه وجده شيعة يرون أن يموتوا عن آخرهم ولا ينال أحدا منهم ضر ولا أذى . فامر عبد الملك بادخاله ودخل فأعظمه وأكرمه وأجلسه معه على سريره ثم قال : لقد أسرع اليك الشيب يا أبا محمد . فقال يحيى : وما يمنعه من ذلك أمانى أهل العراق يرد عليه الوفد بعد الوفد يمنونه الخلافة . فغضب الحسن من هذا / صفحة 100 / الكلام وقال له : بئس الرفد رفدت ، ليس كما زعمت ، ولكنا قوم تقبل علينا نساؤنا فيسرع الينا الشيب . فقال له عبد الملك ما الذى جاء بك يا أبا محمد ؟ فذكر له حكاية عمه عمرو أن الحجاج يريد أن يدخله معه في صدقات جده . فكتب عبد الملك إلى الحجاج كتابا أن لا يعارض الحسن بن الحسن في صدقات جده ولا يدخل معه من لم يدخله على ، وكتب في آخر الكتاب : إنا إذا مالت دواعى الهوى وأنصت السامع للقائل واضطرب القوم بأحلامهم نقضى بحكم فاصل عادل لا نجعل الباطل حقا ولا نلفظ دون الحق بالباطل نخاف أن تسقه أحلامنا فنخمل الدهر مع الخامل وختم الكتاب وسلمه إليه وأمر له بجائزة وصرفه مكرما ، فلما خرج من عند عبد الملك لحقه يحيى ابن أم الحكم فقال له الحسن : بئس والله الرفد رفدت ما زدت على أن أغريته بى فقال له يحيى : والله ما عدوتك نصيحة ولا يزال يهابك بعدها ابدا . ولولا هيبتك ما قضى لك حاجة . وكان الحسن بن الحسن شهد الطف مع عمه الحسين " ع " وأثخن بالجراح فلما أرادوا أخد الرؤوس وجدوا به رمقا فقال أسماء بن خارجة بن عيينة بن خضر بن حذيفة بن بدر الفزارى : دعوه لى فان وهبة الامير عبيد الله بن زياد " لع " لى وإلا رأى رأيه فيه . فتركوه له فحمله إلى الكوفة ، وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد . فقال : دعوا لابي حسان بن اخته . وعالجه أسماء حتى برئ ثم لحق بالمدينة . وكان عبد الرحمان بن الاشعث قد دعا إليه وبايعه ، فلما قتل عبد الرحمان توارى الحسن حتى دس إليه الوليد[1]بن عبد الملك من سقاه سما فمات / صفحة 101 / وعمره إذا ذلك خمس وثلاثون سنة وكان يشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعقب الحسن بن الحسن من خمسة رجال عبد الله المحض ، وابراهيم الغمر والحسن المثلث ، وأمهم فاطمة بنت الحسين بن على " ع " ومن داود ، وجعفر وأمهما أم ولد رومية تدعى جيبة فعقبه خمسة أسباط تذكر في خمسة معالم :
الهامش:
[1] الصحيح : سليمان بن عبد الملك . لان الحسن هذا قد دس إليه السم سنة سبع وتسعين والوليد مات سنة ست وتسعين وبويع بعده أخوه سليمان ، فالذي دس إليه السم هو سليمان دون الوليد ، ثم إن ما ذكره من أنه كان عمر الحسن عند موته خمسا وثلاثين سنة لا يصح لانه مات بعد والده بثمان وأربعين سنة فكيف يكون عند موته ابن خمس وثلاثين ؟ فالذي يغلب على الظن أن في العبارة تقديما وتأخيرا وأن الصحيح ( أن عمره كان عند موته ثلاثا وخمسين سنة ) لا خمسا وثلاثين . م ص
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:07
المعلم الاول في ذكر عبد الله المحض بن الحسن المثنى: المعلم الاول في ذكر عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " وانما سمى المحض لان أباه الحسن بن الحسن " ع " وأمه فاطمة بنت الحسين " ع " وكان يشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وكان شيخ بنى هاشم في زمانه . وقيل له : بما صرتم أفضل الناس ؟ قال : لان الناس كلهم يتمنون أن يكونوا منا ولا نتمنى أن نكون من أحد ، وكان قوى النفس شجاعا وربما قال من الشعر شيئا فمن شعره : بيض غرائر ما هممن بريبة * كظباء مكه صيدهن حرام يحسبن من لين الكلام زوانيا * ويصدهن عن الخنا الاسلام ولما قدم أبو العباس السفاح وأهله سرا على أبى سلمة الخلال الكوفة ستر أمرهم وعزم أن يجعلها شورى بن ولد على والعباس حتى يختاروا هم من أرادوا / صفحة 102 / ثم قال : أخاف أن لا يتفقوا . فعزم على أن يعزل بالامر إلى ولد على من الحسن والحسين ، فكتب إلى ثلاثة نفر ، منهم جعفر بن محمد على بن الحسين " ع " وعمر بن على بن الحسين ، وعبد الله بن الحسن ، ووجه بالكتب مع رجل من مواليهم من ساكنى الكوفة فبدأ بجعفر بن محمد " ع " فلقيه ليلا وأعلمه أنه رسول أبى سلمة وأن معه كتابا إليه منه ، فقال : وما انا وأبو سلمة وهو شيعة لغيري ؟ فقال الرسول : تقرأ الكتاب وتجيب عليه بما رأيت . فقال جعفر " ع " لخادمه : قدم منى السراج . فقدمه فوضع عليه كتاب أبى سلمة فأحرقه ، فقال : ألا تجيبه ؟ فقال : قد رأيت الجواب . فخرج من عنده وأتى عبد الله بن الحسن بن الحسن فقبل كتابه وركب إلى جعفر بن محمد " ع " فقال له : أي أمر جاء بك يا أبا محمد لو اعلمتني لجئتك ؟ فقال : أمر يجل عن الوصف ، قال : وما هو يا أبا محمد ؟ قال : هذا كتاب أبى سلمة يدعوني لامر يجل عن الوصف ، قال : وما هو يا أبا محمد ؟ قال : هذا كتاب أبى سلمة يدعوني لامر ويرانى أحق الناس به ، وقد جاءته شيعتنا من خراسان . فقال له جعفر الصادق " ع " : ومتى صاروا شيعتك ؟ أنت وجهت أبا سلمة إلى خراسان وأمرته بلبس الواد ؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه ونسبه ؟ كيف يكونون من شيعتك وأنت لا تعرفهم ولا يعرفونك ؟ فقال : عبد الله أن كان هذا الكلام منك لشئ . فقال جعفر " ع " : قد علم إلله أنى أوجب على نفسي النصح لكل مسلم فكيف أدخره عنك ؟ فلا تمنين نفسك الاباطيل ، فان هذه الدولة ستتم لهؤلاء القوم ولا تتم لاحد من آل أبى طالب ، وقد جاءني مثل ما جاءك . فانصرف غير راض بما قاله وأما عمر بن على بن الحسين فرد الكتاب وقال ما أعرف كاتبه فاجيبة ، ومات عبد الله المحض في حبس أبى جعفر الدوانيقي مخنوقا . وروى أبو الفرج الاصفهانى في كتاب ( مقاتل الطالبيين ) عمن لم يحضرني اسمه الآن ، قال : كنا جلوسا مع فلان وذكر اسم الذى كان يتولى / صفحة 103 / حبس عبد الله - فإذا برسول قد قدم من عند أبى جعفر المنصور ومعه رقعة فأعطاها ذلك الرجل كان يتولى الحبس لعبدالله واخوته وبنى أخيه ، فقرأها وتغير لونه وقام متغير اللون مضطربا وسقطت الرقعة منه لاضطرابه ، فقرأناها فإذا فيها : إذا أتاك كتابي هذا فأنفذ في مذله ما آمرك به وكان المنصور يسمى عبد الله المذله ، وغاب الرجل ساعة ثم جاء متغيرا مضطربا منكرا فجلس مفكرا لا يتكلم ثم قال : ما تعدون عبد الله بن الحسن فيكم ؟ فقلنا هو والله خير من أظلت هذه وأقلت هذه . فضرب احد يديه على الاخرى وقال : قد والله مات . وتوفى عبد الله وهو ابن خمس وسبعين سنة وكان يتولى صدقات أمير المؤمنين على " ع " بعد أبيه الحسن ، ونازعه في ذلك زيد بن على بن الحسين " ع " ولهما في ذلك حكايات لا تليق بهذا المختصر . وأعقب عبد الله المحض من ستة رجال ، محمد ذى النفس الزكية ، وابراهيم قتيل باخمرى ، وموسى الجون ، وأمهم هند بنت أبى عبيدة بن عبد الله بن ربيعة بن الاسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب ، ومن يحيى صاحب الديلم وأمه قريبة ( فرثية خ ل ) بنت ركيح بن أبى عبيدة ، بنت أخى هند بنت أبى عبيدة ، ومن سليمان ، وادريس وأمهما عاتكة بنت عبد الملك المخزومية ،
فالعقب من محمد ذى النفس الزكية ، ويكنى أبا عبد الله ، وقيل أبا القاسم ، ويلقب المهدى وهو المقتول بأحجار الزيت ، وقال أبو نصر البخاري : حملت به أمه أربع سنين . ونقل ذلك الدندانى النسابة عن جده وكان يرى رأى الاعتزال ، وحكى أبو الحسن العمرى : أنه كان تمتاما بين كتفيه خال أسود كالبيضة . وولد سنة / صفحة 104 / مائة بلا خلاف ، وقيل : مات سنة خمس وأربعين في رمضان ، وقيل : في الخامس والعشرين من رجب . وقال البخاري : وهو ابن خمس وأربعين سنة وأشهرا . وانما لقب المهدى للحديث المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وآله : إن المهدى من ولدى اسمه اسمى واسم ابيه اسم أبى . وتطلعت إليه نفوس بنى هاشم وعظموه ، وكان جم الفضائل كثير المناقب ، وحكى الشيخ أبو الفرج الاصفهانى : أن الصادق " ع " أخذ بركابه ذات يوم حتى ركب . فقيل له في ذلك فقال : ويحك هذا مهدينا أهل البيت ! . وكان المنصور قد بايع له ولاخيه ابراهيم مع جماعة من بنى هاشم ، فلما بويع لبنى العباس اختفى محمد وابراهيم مدة خلافة السفاح ، فلما ملك المنصور وعلم أنهما على عزم الخروج جد في طلبهما وقبض على أبيهما وجماعة من أهلهما فيحكى : أنهما أتيا أباهما وهو في السجن فقالا له : يقتل رجلان من آل محمد خير من أن يقتل ثمانية . فقال لهما : إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما أن تمونا كريمين . ولما عزم محمد على الخروج واعد أخاه ابراهيم على الظهور في في يوم واحد ، وذهب محمد إلى المدينة وإبراهيم إلى البصرة ، فاتفق أن ابراهيم مرض فحرج أخوه بالمدينة وهو مريض بالبصرة ، ولما خلص من مرضه وظهر أتاه خبر أخيه أنه قتل وهو على المنبر يخطب . ويقال : بل أتاه وهو قد توجه إلى الكوفة لحرب المنصور فقال : سأبكيك بالبيض الصفاح وبالقنا فان بها ما يدرك الطالب الوترا إلى آخره ولما بلغ أبا جعفر المنصور خروج محمد بن عبد الله خلا ببعض / صفحة 105 / أصحابه فقال له : ويحك قد ظهر محمد فماذا ترى ؟ فقال : وأين ظهر ؟ قال : بالمدينة . فقال : غلبت عليه ورب الكعبة . قال : وكيف ؟ قال : لانه خرج بحيث لا مال ولا رجال فعاجله بالحرب فأرسل إليه عيسى بن موسى بن على بن عبد الله ابن العباس في جيش كثيف فحاربهم محمد خارج المدينة وتفرق أصحابه عنه حتى بقى وحده ، فلما أحس بالخذلان دخل داره وأمر بالتنور فسجر ثم عمد إلى الدفتر الذى أثبت فيه أسماء الذين بايعوه فألقاه في التنور فاحتراق ، ثم خرج فقاتل حتى قتل بأحجار الزيت ، وكان ذلك مصداق تلقيبه النفس الزكية لانه روى عن رسول الله صلى الله وآله وسلم أنه قال : تقتل بأحجار الزيت من ولدى نفس الزكية . وكان مالك بن أنس الفقيه قد أفتى الناس بالخروج مع محمد وبايعه ولذلك تغير المنصور عليه فقال إنه خلع أكتافه .
وأعقب محمد النفس الزكية من إبنه أبى محمد عبد الله الاشتر الكابلي وحده ، وكان قد هرب بعد قتل أبيه إلى السند فقتل بكابل في جبل يقال له علج وحمل رأسه إلى المنصور فأخذه الحسن بن زيد بن الحسن بن على " ع " فصعد به المنبر وجعل يشهره للناس . وقال أبو نصر البخاري : بالموصل قوم ينتسبون / صفحة 106 / إلى طاهر بن محمد ذى النفس الزكية وهم أدعياء ولا عقب له من طاهر . وقال الاشنانى أبو الحسن نسابة البصرة ومشجرها : أولد طاهر بن محمد محمدا وعليا يعرفان ببنى الضائع ( الصايغ خ ل ) وليس لهما في الشرف حظ . وذكر أن أحدهما أشهد على نفسه أنه عامى . وأما ابراهيم بن محمد ذى النفس الزكية فأعقب من محمد ابراهيم وانقرض بعد أن خلف عدة أولاد ، قال أبو نصر البخاري : لم نجد أحدا انتسب إلى ابراهيم بن النفس الزكية . قال شيخنا أبو الحسن العمرى : فعلى هذا يبطل نسب الطبلى وهو الفاتك بن حمزة بن الحسن بن الحسين بن ابراهيم بن محمد ذى النفس الزكية ، وكان الطبلى ببخارا وجرت له خطوب ولاحظ له في النسب . والعقب من محمد النفس الزكية في عبد الله الاشتر الكابلي لا غير ، كما ذكرنا ومنه في محمد الكابلي بن عبد الله بن محمد ، مولده كابل وانتقل عنها بعد قتل أبيه وقال الشيخ أبو نصر البخاري ، قتل عبد الله الاشتر بالسند وحملت جاريته وصبى معها يقال له محمد بعد قتله وكتب أبو جعفر المنصور إلى المدينة بصحة نسبه . وقال : كتب إلى حفص بن عمر المعروف بهزار مرد أمير السند بذلك . ثم قال الشيخ أبو نصر البخاري : وروى عن جعفر الصادق " ع " أنه قال : كيف يثبت النسب بكتابة رجل إلى رجل وهماهما ؟ ذكر ذلك أبو اليقظان ويحيى بن الحسن العقيقى وغيرهما والله أعلم ثم قال أبو نصر البخاري : وقال آخرون أعقب وصح نسبه . فولد محمد بن عبد الله الاشتر خمسة بنين . طاهرا وعليا وأحمد وابراهيم والحسن الاعور الجواد ( أما ) طاهر فانقرض وأما على فقال الشيخ أبو الحسن العمرى : انقرض وقال أبو نصر البخاري : الاشترية من أولاد على والحسن / صفحة 107 / ابني محمد بن عبد الله ، فأولاد الحسن قد كثروا وأولاد على دون ذلك . ثم قال : قال أبو اليقظان انقرضوا يعنى أولاد على بن محمد الاشتر والله اعلم . وأما أحمد فدرج وأما ابراهيم فقال شيخنا العمرى : أولد بطبرستان وجرجان . وعقب محمد بن عبد الله الاشتر الذى لا خلاف فيه من الحسن الاعور الجواد ، كان أحد أجواد بنى هاشم الممدوحين المعدودين . ويكنى أبا محمد ، قيل قتلته طى في ذى الحجة سنة 251 ه . وقال ابن الشعرانى النسابة المعروف بابن سلطين : قتل الحسن ايام المعتز وعقب الحسن الاعور الجواد بن محمد بن عبد الله الاشتر من أربعة رجال وهم أبو جعفر محمد نقيب الكوفة ، وأبو عبد الله الحسين نقيب الكوفة أيضا ، وأبو محمد عبد الله ، والقاسم . وذكر ابن طباطبا أبا العباس أحمد بن الحسن الاعور أيضا ، أما أبو جعفر محمد نقيب الكوفة إبن الحسن الاعور فكان سيدا نقيبا وقتل بفيد وله بقية بواسط ، منهم أبو العلى عبد الله ، وأبو السرايا الحسن ، وأبو البركات محمد بنو أبى جعفر محمد بن احمد بن أبى جعفر محمد النقيب المذكور ، ومنهم السيد العالم المحدث بهمدان أبو طالب على بن الحسين بن الحسن بن على بن الحسين بن على بن أبى جعفر محمد المذكور ، وأما أبو عبد الله الحسين نقيب الكوفة بعد أخيه ابن الحسن الاعور ، فكان له عقب بالكوفة يعرفون ببنى الاشتر انقرضوا بعد أن بقيت بقيتهم إلى المائة السادسة ، وأما بنو أبى محمد عبد الله بن الحسن الاعور فهم بخراسان وآمل واستراباد ، وقد كثر فيهم الادعياء ، وكان من ولده بجرجان ناصر بن على بن محمد بن على بن عبد الله / صفحة 108 / المذكور ، وله بها ولد ، وكان عبد الله بن الاعور قد أعقب من ثلاثة رجال على والقاسم وأحمد . أما على فله ولدان الحسن وأبو جعفر محمد ، ولدهما بجرجان ونيسابور وطبرستان ، منهم أبو الفضل على بن أبى هاشم محمد بن أبى الفضل عبد الله بن أبى جعفر محمد بن على بن عبد الله بن الاعور ، مولده نيسابور في آخرين من اخوته وبنى عمه وبنى إخوته . وأما القاسم بن الحسن الاعور ، فذكر أن ولده بطبرستان ، وأولاده محمد وعلى وعبد الله والحسن والحسين ، قال ابن طباطبا : وما وقع إلى نبأ من أخبارهم ولا عرفني أحد عقبا لهم والله بحالهم أعلم . فمن ذكر أنه من ولد القاسم احتاج إلى بينة عادلة تقوم له بصحة دعواه ، وأما أبو العباس أحمد بن الحسن الاعور فولده أبو جعفر محمد بن أحمد والحسن والحسين ولابي جعفر محمد وأحمد وعلى وقيل هما بجرجان ، قال أبو عبد الله بن طباطبا : ولم يقع إلى أحد من ولد أحمد ولا عرفني أحد لهم عقبا باقيا . فمن ذكر أنه من ولده احتاج إلى بينة عادلة تقوم له بصحة دعواة . قلت : والظاهر أنه انقرض ، ولهذا لم يعده الشيخ النقيب تاج الدين بن معية في المعقبين - ( آخر ولد محمد النفس الزكية ) - والعقب من ابراهيم قتيل باخمرى بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن ابن على بن أبى طالب " ع " يكنى أبا الحسن ، وكان يرى مذهب الاعتزال وكان شديد الايد ، فيحكى : أنه كان واقفا مع أخيه محمد وأبيه وإبل لهم تورد وفيها ناقة شرود لا تملك فأقبلت مع الابل ترد ، فقال محمد لابراهيم وهو ملتف في شملة : إن رددتها فلك كذا وكذا : فوثب ابراهيم فقبض على ذنبها فشردت وتبعها إبراهيم ممسكا بذنبها حتى غابا عن أعينهم . فقال عبد الله لابنه : بئس ما صنعت / صفحة 109 / عرضت أخاك للتلف . فلما كان بعد ساعة أقبل ابراهيم متلفا بشملته ، فقال له محمد : ألم أقل لك إنك لا تقدر على ردها ؟ فأخرج ذنب الناقة فألقاه وقال : أما يعذر من جاء بهذا ؟ وكان ابراهيم من كبار العلماء في فنون كثيرة : يقال إنه كان أيام اختفائه بالبصرة قد اختفى عند المفضل بن محمد الضبى فطلب منه دواوين العرب ليطالعها فأتاه بما قدر عليه فأعلم ابراهيم على ثمانين قصيدة ، فلما قتل ابراهيم استخرجها المفضل وسماها ( المفضليات ) وقرئت بعده على الاصمعي فزاد فيها ، وظهر ابراهيم ليلة الاثنين غرة شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة بالبصرة وبايعه وجوه الناس ، منهم بشير الرحال ، والاعمش سليمان بن مهران ، وعباد بن منصور القاضى صاحب مسجد عباد بالبصرة ، والمفضل بن محمد ، وسعيد بن الحافظ في نظرائهم ويقال إن أبا حنيفة الفقية بايعه أيضا وكان قد أفتى الناس بالخروج معه ، فيحكى أن امرأة أتته فقالت : إنك أفتيت ابني بالخروج مع ابراهيم فخرج فقتل فقال لها . ليتنى كنت مكان ابنك وكتب إليه أبو حنيفة . أما بعد فانى قد جهزت اليك أربعة الآف درهم ولم يكن عندي غيرها ، ولولا أمانات للناس عندي للحقت بك ، فإذا لقيت القوم وظفرت بهم فافعل كما فعل أبوك في أهل صفين ، أقتل مدبرهم وأجهز على جريحهم ولا تفعل كما فعل أبوك في أهل الجمل فان القوم لهم فئه . ويقال أن هذا الكتاب وقع إلى الدوانيقي وكان سبب تغيره على أبى حنيفة . وكان ابراهيم قد يلقب بأمير المؤمنين وعظم شأنه وأحب الناس ولايته وارتضوا سيرته ، فقلق الدوانيقي لذلك قلقا عظيما ، وندب إليه عيسى بن موسى من المدينة إلى قتاله وسار ابراهيم من البصرة حتى التقيا بباخمرى - قرية قريبة من الكوفة - وانهزم عسكر عيسى بن موسى ، فيحكى أن ابراهيم نادى : لا يتبعن أحد منهزما ، فعاد أصحابه فظن أصحاب موسى أنهم انهزموا فكروا عليهم فقتلوه وقتلوا / صفحة 110 / أصحابه إلا قليلا . وقيل بل انهزم بعض عسكر عيسى على مسناة ملتوية فلما صاروا في عكسها ظن أصحاب ابراهيم أنهم كمين قد خرج ؟ عليهم ، ورفع ابراهيم البرقع عن وجهه فجاءه سهم غائر فوقع على جبهته فقال : الحمدلله أردنا أمرا وأراد الله غيره أنزلوني وكان آخر امره ، ولما اتصل بالمنصور أنهزام عسكره وهو بالكوفة اضطرب اضطرابا شديدا وجعل يقول : فاين قول صادقهم أين لعب الغلمان والصبيان ؟ ثم جاءه بعد ذلك خبر الظفر ، وجيئ برأس ابراهيم فوضعه في طشت بين يديه والحسن بن زيد بن الحسن بن على " ع " واقف على رأسه عليه السواد فخنقته العبرة ، والتفت إليه المنصور وقال : أتعرف رأس من هذا ؟ فقال : نعم : فتى كان تحميه من الضيم نفسه * وينجيه من دار الهوان اجتنابها فقال المنصور : صدقت ولكن أراد رأسي فكان رأسه أهون على ولوددت انه فاء إلى طاعتي . وكان قتل ابراهيم - على ما قال أبو نصر البخاري - لخمس بقين من ذى القعدة سنة خمس وأربعين ومائة وهو ابن ثمانى وأربعين سنة ، وقال أبو الحسن العمرى : قتل في ذى الحجة من السنة المذكورة ، وحمل بن أبى الكرام الجعفري رأسه إلى مصر . وعقب ابراهيم من ابنه الحسن لا عقب له من غيره وباقى أولاده بين دراج ومنقرض ، وأم الحسن أمامة بنت عصمة العامرية من بنى جعفر بن كلاب وكان وجيها مقدما طلبت له زوجته أمانا من المهدى لما حج فأعطاها إياه ، وكان المنصور الدوانيقي قد بالغ في طلبه وطلب عيسى بن زيد بعد قتل ابراهيم فلم يقدر عليهما وأعقب الحسن بن ابراهيم من عبد الله وحده ، وأمه مليكة بنت عبد الله ابن أشيم تميمية من بنى مالك بن حنظلة ، فأعقب عبد الله بن الحسن بن ابراهيم من رجلين ، ابراهيم الازرق ، ومحمد الاعرابي وأمهما أم ولد ،
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:08
أما ابراهيم الازرق ابن عبد الله بن الحسن بن ابراهيم فولده بينبع يقال لهم : بنو الازرق وأعقب / صفحة 111 / من رجلين أبى على أحمد ، وأبى حنظلة داود لهما عقب منتشر ، وعقب أحمد بن الازرق يرجع إلى أبى الحسين أحمد النسابة صاحب الخاتم ، وأبى عبد الله سليمان ابني أبى حنظلة محمد بن أحمد المذكور ، وعقب داود يرجع إلى أبى سليمان محمد الملقب حزيمات ( جويمات خ ل ) والحسن إبنى داود ، فمن ولد الحسن بن داود رزق الله الملقب بخندريس بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن محمدد ابن عبد الله بن الحسن المذكور ، له عقب وله عم اسمه الحسن أعقب من الحسين الملقب زينخا ، له أيضا عقب ، ومن بنى محمد حزيمات سليمان بن سليمان بن محمد حزيمات المذكور له عقب ، ومن بنى ابراهيم بن عبد الله بقية بينبع والعراق وخراسان وما وراء النهر . وأما محمد الاعرابي بن عبد الله بن الحسن بن ابراهيم ، فعقبه من ابراهيم قال الشيخ النقيب تاج الدين محمد بن معية الحسنى رحمه الله : وعقب ابراهيم بن محمد قليل . وعد أحمد صاحب الخاتم من بى ابراهيم الازرق ، وهو قول شيخ الشرف العبيدلى ، وأما ابن طباطبا وأبو الحسن العمرى فقالا : إن أحمد صاحب الخاتم ابن محمد بن أحمد بن ابراهيم بن محمد الحجازى المعروف بالاعرابي فعقب ابراهيم قتيل باخمرى متفرق من ابراهيم الازرق ، الحجازى ، وقيل : إن لعبدالله بن الحسن بن ابراهيم قتيل باخمرى ولدا اسمه على أعقب وهو باطل قال أبو نصر البخاري : المنتسبون إلى عبد الله بن الحسن بن ابراهيم قتيل باخمرى من جهة على بن عبد الله لا يصح لهم نسب . قال : وذكر أحمد بن عيسى في أنسابه أن عبد الله بن الحسن كتب في وصيته : ( ولا عقب لى إلا من محمد وابراهيم وأما على فلا أعرفه ولا رأيت أمه ) - آخر بنى ابراهيم قتيل باخمرى - والعقب من موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن على ابن أبى طالب " ع " ويكنى أبا الحسن ، وقيل أبا عبد الله ، وكان أسود اللون فلقبته أمه هند الجون ، وكانت ترقصه وهو طفل وتقول . / صفحة 112 / إنك أن تكون جونا أفرعا يوشك أن تسودهم وتبرعا وكان موسى شاعرا ولما قبض المنصور على أبيه وأهله أخذه فضربه ألف سوط ثم قال له : أتعلم ما هذا ؟ هذا سجل قاض عليك منى . ثم قال له : انى مرسلك إلى الحجاز لتأتينى بخبر أخويك محمد وابراهيم . فقال موسى : إنك ترسلني إلى الحجاز والعيون ترصدني فلا يظهران لى . فكتب إلى والى الحجاز أن لا يتعرض له ، فخرج إلى الحجاز وهرب إلى مكة فلما قتل أخوه حج المهدى محمد بن المنصور في تلك السنة فقال له في الطواف قائل : أيها الامير لى الامان وأدلك على موسى الجون بن عبد الله ؟ فقال المهدى : لك الامان إن دللتني عليه . فقال : الله أكبر أنا موسى بن عبد الله . فقال المهدى : من يعرفك ممن حولك من الطالبية ؟ فقال : هذا الحسن بن زيد ، وهذا موسى بن جعفر ، وهذا الحسن بن عبيدالله بن العباس ابن على ، فقالوا جميعا . صدق هذا موسى بن عبد الله بن الحسن . فخلى سبيله ، وعاش موسى إلى أيام الرشيد ، ودخل ذات يوم فلما قام من عنده عثر بطرف البساط فسقط ، فضحك الرشيد ، فالتفت إليه موسى وقال : يا أمير المؤمنين انه ضعف صوم لا ضعف سكر . ومات بسويقة ، وفى ولده العدد والامرة بالحجاز وعقبه من رجلين ، عبد الله الشيخ الصالح ، ويلقب بالرضا أيضا وكان المأمون قد / صفحة 113 / عين عليه وعلى على بن موسى بن جعفر " ع " فخرج عبد الله على وجهه هاربا من بنى العباس إلى البادية ومات بها ، وله شعر وقد روى الحديث ، ومن ابراهيم بن الجون ، وأمهما أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمان بن أبى بكر وأم طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمان عائشة بنت طلحة بن عبيدالله ، وأمها أم كلثوم بنت أبى بكر الصديق . أما ابراهيم بن الجون فأعقب من يوسف الاخيضر وحده أمه قطبية بنت عامر من بنى الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب ، وأعقب يوسف الاخيضر ابن ابراهيم بن موسى الجون من ثلاثة الامير أبو عبد الله صاحب اليمامة يعرف بالاخيضر الصغير ، وأبو الحسن ابراهيم ، وأبو جعفر أحمد ، وكان له أولاد أخر منهم الحسن بن يوسف ظهر بالحجاز وقتله بنو العباس بمكة . ومنهم اسماعيل ابن يوسف ظهر بالحجاز وغلب على مكة أيام المستعين وغور العيون واعترض الحاج فقتل منهم جمعا كثيرا ، ونهبهم ونال الناس بسببه بالحجاز جهد كثير ، ثم مات على فراشه فجأة في ربيع الاول سنة اثنتين وخمسين ومائتين ولا عقب له ، وقام أخوه محمد بن يوسف بعد وفاته وأزرى على فعله في السفك والنهب والفساد فأرسل المعتز بالسفاح الاسروشى في عسكر ضحم فهرب محمد منهم وسار إلى اليمامة فملكها وملكها أولاده بعده فهم هناك يقال لهم الاخيضريون ، وبنو يوسف أيضا . وولد الامير أبو عبد الله محمد بن يوسف صاحب اليمامة اثنى عشر ابنا أعقب منهم ثلاثة ، وهم يوسف الامير وفيه البيت والعدد ، وابراهيم . وأبو عبد الله محمد بن محمد قتيل القرامطة ، قتل هو وبنو أخيه اسماعيل وابراهيم وادريس الاكبر والحسين بنو يوسف الاخيضر سنة ست عشرة وثلاثمائة في موضع واحد حامى بعضهم عن بعض ، وقد كان صالح بن يوسف أعقب وانتشر عقبه ولكنه انقرض . أما يوسف الامير بن محمد بن يوسف الاخيضر بن ابراهيم بن الجون / صفحة 114 / فأعقب من ثلاثة رجال اسماعيل قتيل القرامطة ويكنى أبا ابراهيم ، وأبو محمد الحسن ، وأبو عبد الله محمد يدعى زغيبا أما أبو عبد الله محمد زغيب بن يوسف ابن محمد فنقبه كثير منتشر ، وأما أبو محمد الحسن بن يوسف بن محمد فأعقب من رجلين ، وهما أبو جعفر أحمد أمير اليمامة ، وعبد الله الملقب فروخا أعقب أبو جعفر أحمد أمير اليمامة من رجلين وهما أبو عبد الله محمد الامير ، وأبو المقلد جعفر يلقب عبرية ، له عقب كثير ، أما أبو عبد الله محمد الامير بن أبى جعفر أحمد بن الحسن بن يوسف فأعقب من ولديه أحمد وعبد الله لكل منهما ولد ، وأما أبو المقلد جعفر بن أبى جعفر أحمد بن الحسن بن يوسف فأعقب من خمسة رجال محمد الامير وعلى والحسن ، ومقلد ، وجعفر بن جعفر " وأعقب " عبد الله الملقب فروخا من رجلين ابراهيم الملقب بعيثار وعيسى ، لهما أولاد وأولاد أولاد ، فمن ولد ابراهيم بن عبد الله فروخ عيثار بن المنفقية ( المنتفقية خ ل ) وهو ابن الحسن ابن ابراهيم بن فروخ ، ونقل الشيخ أبو الحسن العمرى عن أبى الحسن الاشنانى النسابة في الحسن بن ابراهيم غمزا والله أعلم . وأما أبو ابراهيم اسماعيل قتيل القرامطة ابن يوسف بن محمد بن يوسف الاخيضر وقد ولى اسماعيل أمر اليمامة ، قال الشيخ أبو الحسن العمرى : ووجوه الاخيضريين اليوم من ولد اسماعيل . وأعقب من رجلين صالح أمير اليمامة ، وأحمد الملقب حميدان يكنى أبا جعفر ، وقال ابن طباطبا : أبا الضحاك . أما صالح بن اسماعيل فله محمد أبو صالح ، ولمحمد بن صالح عبد الله يعرف بالجوهرة ، وله ولد وإخوه وأما / صفحة 115 / أبو جعفر أحمد الملقب حميدان ، فله عقب كثير يقال لهم : بنو حميدان . ومنهم بنو الدكين وهو أبو الفضل بن حميدان ، وبنو الالف وهو أبو العسكر بن حميدان ومنهم الحسن بن حميدان أعقب من ولده معيد بن الحسن ، وذو الوقار الفقيه العالم المتكلم الضرير المكنى بأبى الصمصام في قول من يصح نسبه بن محمد بن المعيد هذا والله أعلم . ومنهم محمد بن حميدان له بقية بالعراق - آخر ولد يوسف الامير ابن محمد بن يوسف الاخيضر بن ابراهيم بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " - . أما ابراهيم بن محمد بن يوسف الاخيضر فأعقب - على ما قال ابن طباطبا - من أربعة رجال وهم صالح أعقب من رجلين محمد له أولاد وأولاد أولاد وابراهيم له ولدان محمد وأحمد ولهما أولاد ، وحميدان اسمه احمد ، ومحمد . فمن بنى أحمد حميدان صالح الدندانى القصير ابن نعمة بن محمد بن أحمد المذكور ، لقيه أبو نصر البخاري ، ورآه العمرى سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ومنهم سليمان ويسمى سالما بن اسماعيل بن احمد المذكور ، أولد وأنكره ولده بنو الاخيضر . وأما أبو عبد الله محمد بن محمد بن يوسف قتيل القرامطة فأعقب من ولديه يوسف ورحمة أبو يوسف ، لهما أولاد ، أما رحمة بن محمد بن محمد فولده أحمد بن رحمة له أولاد باليمامة وخرج إلى خراسان ، وأما أبو الحسن ابراهيم بن يوسف الاخيضر بن ابراهيم فأعقب من رجل واحد وهو رحمة أمه فاطمة بنت اسحاق ابن سليمان بن عبد الله بن الجون ، وأعقب رحمة من أحمد بن رحمة ومحمد بن رحمة لهما أولاد وانتشار ، ومن الحسين بن رحمة له أولاد ولاؤلاده أولاد ، ومن اسماعيل بن رحمة ، له أولاد ولاؤلاده أولاد . أما أبو جعفر أحمد بن يوسف الاخيضر بن ابراهيم فأعقب رجلين يوسف وعبد الله ، أما عبد الله فعقبه بالحجاز ، وأعقب من رجل واحد هو / صفحة 116 / محمد بن عبد الله ، وعقب يوسف باليمامة كان من ابراهيم ومحمد وهو الذى يقال له الفرقانى نودى عليه ببغداد وتبرأ من النسب فوجه إليه أخوه ابراهيم بن يوسف رسولا قاصدا فحمله إلى اليمامة ، قال الشيخ العمرى : وهذا يدل على صحة نسبه وله عقب هناك وقال الشيخ أبو عبد الله بن طباطبا الحسنى : سألت أهل اليمامة من العلويين عن هذا البيت فلم يعرفه أحد منهم ولا ذكروا بقية لهم . حدثنى الشيخ المولى السعيد العلامة النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسنى أن ابراهيم بن شعيب اليوسفي حدثه أن بنى يوسف الاخيضر مع عامر وعايد نحو من ألف فارس يحفظون شرفهم ولا يدخلون فيهم غيرهم ، ولكنهم يجهلون أنسابهم ويقال لهم بنو يوسف - آخر ولد يوسف الاخيضر وهم آخر ولد ابراهيم ابن الجون والله اعلم - . أما عبد الشيخ الصالح ابن الجون وعقبه أكثر بنى الحسن عددا وأشدهم باسا وأحماهم ذماما ، فأعقب من خمسة رجال وهم موسى الثاني ، وسليمان ، وأحمد المسور ويحيى السويقى ، وصالح . أما صالح بن عبد الله بن الجون فهو أقل اخوته عقبا أعقب من ولده ابى عبد الله محمد الشاعر ، ويقال له الشهيد كان قد خرج على الحاج ايام المتوكل وأخذ وحبس بسر من رأى وطال حبسه ، ومدح المتوكل بعدة قصائد وعمل في السجن شعرا كثيرا منه القطعة السائرة وهى: طرب الفؤاد وعاودت أحزانه وتلعب شغفا به أشجانه وبدا له من بعد ما اندمل الهوى برق تألق موهنا لمعانه / صفحة 117 / يبدو كحاشية الرداء ودونه صعب الذرى متمنع اركانه فدنا لينظر كيف لاح فلم يطق نظرا إليه ورده سبحانه فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه والماء ما سحت به أجفانه إلى آخرها ، وكانت هذه القطعة سبب خلاصه من السجن ، وذلك إن ابراهيم ابن المدبر أحد وزراء المتوكل توصل بأن أمر بعض المغنين أن يغنى بها في مجلس المتوكل فلما سمعها المتوكل سأل عن قائلها فاخبره ابراهيم الوزير أنها لمحمد بن صالح وتكفل به فاخرجه المتوكل من السجن ولم يمكنه من الرجوع إلى الحجاز فبقى بسر من رأى إلى أن مات ، وحكى الشيخ تاج الدين في كتابه ( هداية الطالب ) مسندا عن محمد بن صالح أنه قال : خرجنا على القافلة قاقلة الحاج التى جمع عليها قال فقتلنا من كان فيها من المقاتلة وغلبنا عليها فدخل أصحابي القافلة يغنمون ما فيها ووقفت أبا على تل هناك فكلمتني امرأة في هودج وقالت : من رئيس هؤلاء القوم ؟ فقلت لها : وما تريدين منه ؟ قالت : إنى قد سمعت أنه رجل من اولاد رسول الله صلى الله عليه وآله ولى إليه حاجة . فقلت لها : هو هذا يكلمك . فقالت أيها الشريف اعلم أنى ابنة ابراهيم بن المدبر ولى في هذه القافلة من الابل والمال والاقمشة ما يجل وصفه معى في هذا الهودج من الجواهر ما لا يحصى قيمة وأنا اسألك بحق جدك رسول الله وأمك فاطمة الزهراء أن تأخذ جميع ما معى حلالا لك وأضمن لك ايضا مهما شئت من المال أقترضه من التجار بمكة وأسلمه إلى من أردت ولا تمكن أحدا من أصحابك أن يعرض لى ولا يقرب من هودجي هذا ، قال : فلما سمعت كلامها ناديت في أصحابي : ألا من أخذ شيئا يرده . فتركوا ما أخذوا وخرجوا إلى فقلت لها : جميع ما معك من المال والجواهر وجميع ما في هذه القافلة هبة منى لك . ثم ذهبت انا واصحابي ولم نأخذ من تلك القافلة قليلا ولا كثيرا ، قال : فلما قبض على وحملت إلى سر من رأى وحبست دخل على السجان ذات ليلة فقال بباب السجن نساء يستأذن في الدخول عليك ، فقلت في نفسي لعلهن بعض نساء اهلي / صفحة 118 / المقيمين بسر من رأى فأذنت لهن فدخلن إلى وتلطفن بى وحملن معهن شيئا من أطيب الطعام وغيره وبذلن للسجان شيئا من المال وسألته في التخفيف عنى وفيهن امرأة تفوقهن هي تولت ذلك ، فسألتها من هي ؟ فقالت : أو ما تعرفني ؟ فقلت : لا . فقالت ! انا ابنة ابراهيم ابن المدبر التى وهبت لها القافلة ، ثم خرجن ولم تزل تلك المرأة تتفقدنى وتتعهدني في مدة مقامي في السجن وكانت هي السبب في توصل ابيها إلى خلاصى وتكلم الناس في حال هذه المرأة وحال الشريف محمد بن صالح بعد خلاصة من السجن وأراد الشريف أن يتزوجها فخطبها إلى ابيها ابراهيم فقال للرسول والله انى لاعلم أن لى في هذا شرفا ومنزلة وما كنت أطمع في مثله ولكن الناس قد تكلموا فيهما وانا اكره القالة فلما بلغ ذلك الشريف قال : رمونى وأياها بشنعاءهم بها أحق ، أدال الله منهم فعجلا بأمر تركناه وحق محمد عيانا ، فاما عفة أو تجملا ثم إن ابراهيم بن المدبر زوجها له ، وكان الشيخ تاج الدين رحمه الله يقول : إن قبره ببغداد وهو المشهور بمحمد الفضل صاحب المشهد وقبره يزار . قال : وما يقال من أنه قبر محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق ( ع ) فغير صحيح . وما كان الله ليرزقه شيئا من الفضل مع ما فعل مع عمه موسى الكاظم " ع " وكان قد سعى به إلى الرشيد حتى قتل قلت : هكذا يقول رحمه الله ، ولكني وجدت أن محمد بن صالح توفى بسر من رأى ولم ينقله احد إلى بغداد قطعا والله سبحانه أعلم ، وأعقب أبو عبد الله محمد بن صالح من ابنه عبد الله ليس له عقب من غيره ، فأعقب عبد الله بن محمد من ابنه الحسن الشهيد قتيل جهينة وحده فاعقب الحسن الشهيد من ثلاثة رجال هم أبو الضحاك عبد الله ، وأحمد وسليمان يقال لبنى عبد الله آل ابى الضحاك ، منهم آل حسن وهو حسن بن زيد بن أبى الضحاك ، وآل هذيم وهو هذيم بن مسلم بن زيد بن ابى الضحاك وأما يحيى بن عبد الله بن موسى الجون ، ويلقب السويقى ويقال لولده السويقيون فاعقب / صفحة 119 / من رجلين ابى حنظلة ابراهيم ، وابى داود محمد السويقى ، أما أبو حنظلة ابراهيم فاعقب من رجلين سليمان ، والحسن كذا قال الشيخ العمرى ، واكثر عقبه بالحجاز ، وقال ابن طباطبا : العقب من ابى حنظلة ابراهيم بن يحيى ، في الحسن وسليمان ، له اولاد باليمامة ( منهم ) صالح بن موسى بن الحسين بن سليمان بن ابراهيم بن يحيى المذكور ، كان نازلآ على ابن مزيد الاسدي ، وكان شيخا ذا عقل ودين وله ولدان ابراهيم ويحيى ولكل منهما اولاد ، وادعى انسان كان من المتفقهة بالاردن قاضيا بزعر من بيت المقدس نسبه وكتبوا إلى يسألون عنه فاجبت بانه في دعواه قد تمرض وأن هذا شيخ من شيوخ بنى حسن من البادية ولا أعلم بعد ذلك من أمر المدعى شيئا ، وأما أبو داود محمد بن يحيى السويقى فقال الشيخ تاج الدين أعقب من ثمانية رجال وقال أبو عبد الله بن طباطبا : أعقب من سبعة هم يحيى ويوسف الخيل والعباس وعبد الله وداود وعلى والقاسم ( وزاد ) النقيب تاج الدين ابا جعفر احمد ، وقد عده الشيخ أبو الحسن العمرى معقبا فمن بنى القاسم بن محمد بن يحيى ويكنى بابى محمد ، أبو جعفر احمد وابو عبد الله محمد ، ولهما عقب ، ومن بنى العباس بن محمد بن يحيى ، يحيى بن العباس ، وله عقب كثير وهو فارس من فرسان بنى حسن قال شيخ الشرف : أبو الحسن محمد بن ابى جعفر العبيدلى : رأيت يحيى هذا طويلا اسود قوى القلب قتل في البطائح بنشابة رماه بها الا ادليلا وأولد بالعراق عدة أولاد منهم : أبو الغنائم يحيى بن يحيى ، له جعفر بن ابى الغنائم ومنهم محمد بن يحيى له يحيى بن محمد بن يحيى ، ومن بنى على وهو أبو الحسن الشاعر بن محمد بن يحيى ، أبو طالب محمد والحسين وأحمد لهم اولاد وأعقاب ، وكان لعلى الشاعر ، الحسن ايضا لم أعرف له عقبا ، ومن بنى داود بن محمد بن يحيى ويكنى أبا الحمد ، على الملقب كزرا ، وكثير ، وداود ابن سليمان ابن ابى الحمد لهم أعقاب يقال له آل ابى الحمد ، ومنهم الحسن بن محمد بن داود بن سليمان بن ابى الحمد ، له عقب بينبع ومن ولد عبد الله بن محمد / صفحة 120 / ابن يحيى ويكنى ابا محمد ، ويلقب الغلق ، وله عقب يقال لهم بنو الغلق ، أبو الحسين عبد الله يقال له الكوسج بن ابى الحسين بن يحيى النسابة بن عبد الله هذا وجه من وجوه بنى حسن وفرسانهم ، قال ابن طباطبا : وهو الغلق ، ومن ولد يحيى ابن محمد بن يحيى ويلقب الكلح أبو الحريش ، نعمة بن يحيى ، بطل شجاع وميمون وسبظم بنو يحيى بن محمد بن يحيى قال العمرى وانقرض يحيى ومن ولد يوسف الخيل ابن محمد بن يحيى ، أحمد وعبد الله ويوسف المكنى أبا السفاح بنو يوسف الخيل فمن بنى احمد بن يوسف الخيل الفدكى يقال لولده آل الفدكى واخوه محمد المبعوج بن احمد بن يوسف يقال لولده آل المبعوج ، وداود بن يوسف بن احمد بن يوسف الخيل ، ولده يقال لهم آل داود الاعمى وهم بالحجاز واليمن ، وأما احمد بن المسور بن عبد الله بن موسى الجون وإنما
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:09
لقب المسور لانه كان يعلم في الحرب بسوار يلبسه ، ويقال لولده الاحمديون وهم عدد كثير أهل رياسة وسيادة فاعقب من ثلاثة محمد الاصغر وصالح وداود فاعقب محمد الاصغر بن أحمد المسور من ثلاثة على الغمقى وجعفر الكشيش ويحيى السراج ، أما على الغمقى وهو منسوب إلى الغمق منزل بالبادية كان ينزله وولده يعرفون بالغميقيين ويقال لهم الغموق ايضا وهم عدد كثير بالحجاز والعراق ، فاعقب رجلين الحسن وعقبه من اسحاق المطر في بن الحسن يقال لولده آل المطر في ، منهم مسلم بن اسحاق ، يقال له ابن المعلمية ومن أحمد على الغمقى أعقب من عبد الله الامير ظهر أيام الراضي وله عقب منتشر ، فمن ولده على بن ادريس بن عبد الله المذكور ، قتله القصرى الحائري وخلق أربعة أولاد منهم موسى بن القاسم ابن عبد الله المذكور مات ( بميا فارقين ) سنة احدى وثلاثين وأربعمائة ، ومن بنى الغمقى آل عرفة وآل جماز بن ادريس وآل سلمة ، والسيد فضل بن المطر في / صفحة 121 / كان شاعرا خليعا سافر وغاب خبره ، أما جعفر الكشيش وعقبه يعرفون ببنى كشيش اكثرهم بينبع ونواحيها وفيهم عدد ، وأما يحيى السراج ابن محمد الاصغر بن احمد المسور فعقبه يعرفون ببنى السراج فله عدة اولاد منهم على بن احمد بن يحيى السراج ، وعبد الله وموسى ابنا الحسين بن احمد بن يحيى السراج ، وأما صالح بن احمد المسور بن عبد الله بن موسى الجون فأعقب من ابنه موسى وأعقب موسى بن صالح من أربعة رجال هم أحمد وميمون وصالح ونافع بنو موسى المذكور ، منهم الحسن بن موسى بن صالح وعبد الله بن ميمون بن صالح ، وأعقب داود بن احمد المسور بن عبد الله بن موسى الجون من ستة رجال الحسين وعلى الازرق وادريس الامير وأبو الكرام عبد الله وجعفر والحسن الاصغر المترف ، فمن ولد على الازرق بن داود الحسن بن على يكنى ابا القاسم . ويقال لولده آل الفنيد ، وذكر ابن طباطبا أن الفنيد هو احمد بن على الازرق ، ومن بنى ادريس الامير ، الحسن البيتح والحسين النسابة ابنا ادريس لهما عقب وداود بن ادريس أعقب من عشرة رجال ، وعبد الله بن ادريس من ولده الحسين والحسن وسالم ورشيد وراشد بنو حمزة بن عبد الله هذا يقال لهم آل حمزة والقاسم بن ادريس له عقب ومن بنى أبى الكرام عبد الله بن داود بن احمد المسور وولده يقال لهم الكراميون ، وكان له عدة أولاد ، منهم يحيى وعلى وأحمد ومحمد وموسى : ومن بنى جعفر بن داود بن أحمد المسور ، أحمد الشاعر الشجاع الجواد ، وأخوه أبو محمد القاسم الامير أعقب القاسم بن جعفر من ثمانية رجال ، ومن ولده كيثم بن مالك بن القاسم أعقب من ستة عشر ولدا ومن بنى الحسن المترف بن داود بن احمد المسور أحمد الشاعر الجواد الشجاع واخوه الجواد ، ويقال لولده المتارفة ، وأعقب من / صفحة 122 / رجلين على المترف وأحمد المترف ، فمن بنى احمد المترف بن الحسن المترف المفاضلة ولد مفضل بن احمد منهم يحيى وخصيب ابنا جعفر بن احمد بن مفضل ابن احمد لهما عقب ، ومنهم موسى وعلى وعطية بنو محمد بن جعفر المذكور ومنهم خليفة وعلى وابو السعود يحيى ويدعى مسعودا بنو ثابت بن يحيى بن جعفر المذكور ، لهم أعقاب ، وبقية على المترف من رجلين الحسن ومن ولده الحرشان وهم ولد على بن الحسن بن على المترف ، ومنهم سوار بن محمد بن عبد الله بن الحسن المذكور له عقب بالحلة منهم آل مسلم بن حسن بن مفلح بن سوار ، وأحمد ابن على المترف من ولده الليول ولد أبى الليل بن عبد الله بن احمد هذا ، منهم عطية وعطوة ابنا سليمان بن محمد بن يحيى بن ابى الليل لهما عقب بالحلة . قال الشيخ العمرى : وكان من الاحمديين بالموصل شيخ حجازى يقال له الحسن ابن ميمون الاحمدي له بالموصل ولد إلى اليوم في جرائد النقباء ولم يثبت في المشجرات فولده إذا في ( صح ) وما للحسين بن داود بن على عقب .
وأما سليمان بن عبد الله الشيخ الصالح بن موسى الجون وكان سيدا وجيها ، وولده في بادية بالمخلاف ، وسمعت أنهم قد بنوا هناك مدنا وقد أبرزوا الجدران ومع ذلك فباديتهم كثيرة وفيهم عدد وأفخاذ وقبائل وشدة باس ونجدة وفرسان العرب وفتاكها ينتجعون القطن ، أهل نعم وشاة وخيل وعبيد وإما يبارون الريح سخاءا ولهم منع الجار وحفظ الذمار ، فأعقب سليمان من رجل واحد وهو ابنه داود وأعقب داود بن سليمان من خمسة رجال أبو الفاتك عبد الله ، والحسين الشاعر والحسن المحترق ، وعلى ومحمد المصفح فولد محمد المصفح بن داود ثمانية اولاد / صفحة 123 / وهم عبد الله وزيد واحمد وعبيد الله وموسى واسحاق وابراهيم أبو الحسين والحسن الشاعر ، ولبعضهم أعقاب وقال ابن طباطبا : العقب من محمد المصفح له فرع وذيل ، وموسى له عدد واحمد في ( صح ) واسحاق وابراهيم والحسن . هذا كلامه وولد على بن داود بن سليمان بادية حول مكة وعقبه في الحسين العابد الشبيه ، وأبى المجيب الحسن واحمد ، قال أبو عبد الله بن طباطبا : فمن ولد أبى عبد الله الحسين العابد الشبيه ، محمد والقاسم وجعفر ، لمحمد محمد وللقاسم محمد ايضا ومن ولد أبى المجيب الحسن ، يوسف بن القاسم بن الحسن ، وبنو عمه ، ومن بنى نعمة بن على ابن داود - ولم يذكره ابن طباطبا وذكره الشيخ أبو الحسن العمرى - حسان بن احمد بن نعمة واحمد ومحمد وعبد الله وعقب بنى يوسف بن نعمة ، ومن بنى سعيد بن على بن داود ولم يذكره ابن طباطبا وذكره عيره محمد ويحيى ابنا على بن على بن سعيد وولد الحسن المخترق بن داود بن سليمان بادية حول مكة ، وكان له اربعة أولاد محمد واحمد وعلى وابراهيم أما ابراهيم بن الحسن المحترق ، وكان له الحسن ، درج ومحمد ميناث وللثلاثة الاخر أعقاب وولد الحسين الشاعر بن داود بن سليمان ، عبد الله ابا الهند الشاعر والحسن يلقب زنجية ، وميمون ويحيى وداود ، أما داود بن الحسين الشاعر فميناث وأعقب الباقون
وولد أبو الفاتك عبد الله بن داود ابن سليمان ويقال لولده الفاتكيون وفيهم رياسة وتقدم وعاش أبو الفاتك مائة وخمسا وعشرين سنة وأعقب من ثمانية رجال اسحاق ومحمد وأحمد وصالح وجعفر والقاسم والنسابة وداود وعبد ، الله قال الشيخ تاج الدين : اعقابهم بالمخلاف من اليمن . ونقلت من خط السيد العالم عبد الحميد بن التقى النسابة الحسنى : انهم بمخلاف ابن طوق من خرص إلى جبل ابن فيل من اليمن وهم عالم عظيم وقد ملكوا هناك . أما اسحاق بن أبى الفاتك فكان فارس بنى حسن في زمانه وجوادهم وشجاعهم وله عدد ، ومن ولده محمد وعلى وادريس والقاسم لهم عقب ، وأما محمد بن أبى / صفحة 124 / الفاتك ، فله عدة أولاد ، منهم أحمد وعبد الله واسحاق وعبد الرحمان والحسن وعامر والمطاع ، فمن بنى عبد الرحمان بن محمد بن أبى الفاتك ، أبوالوفا أحمد بن عبد الرحمان ، يقال لولده بنو الحجازى كانوا ببغداد وطرابلس وغيرهما ، وأما أحمد بن أبى الفاتك ويكنى أبا جعفر وكان مقدما على جماعة وعاش مائة وسبعا وعشرين سنة ، وله عقب كثير رؤساء ونقباء ، فولده عشرة رجال على وسليمان وعبد الله وداود وموسى وأبو طالب والعباس والقاسم ومحمد وعلى الاصغر . أما على بن أحمد بن أبى الفاتك فولده عدة أولاد أعقب منهم خمسة أولاد هم على والحسن الاكبر والحسين وعيسى والحسن الاصغر ، فمن بنى الحسن الاكبر بن على ، مسلم بن الحسن بن على المذكور ، له عقب بخراسان ، منهم محمد ابن على بن أحمد بن مسلم بن الحسن بن على المذكور ، كان باصفهان سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ، والحسين بن على بن أحمد بن أبى الفاتك ، ويقال له الزاهد له عقب يقال لهم آل الزاهد ، وأعقب من ثلاثة رجال ابراهيم ومحمد والحسن وأما محمد بن أحمد بن أبى الفاتك فولد ستة رجال ، أحمد ومسلم وعلى والقاسم ومحمد واسحاق ، وأما صالح بن أبى الفاتك فله على بن صالح وقال ابن طباطبا : ولد صالح في ( صح ) نسأل عنهم ان شاء الله تعالى . وأما جفر بن أبى الفاتك فله عدد ، ومن ولده على الاعرج ويحيى وهضام بن جعفر بن أبى الفاتك ، يقال لولده آل هضام ، وأما القاسم النسابة بن أبى الفاتك فله محمد بن القاسم ، له عقب وعدة أخوة معقبون . منهم الحسن وحمزة وعيسى وهياج وسراج وادريس والحسين ومحمد وأما داود بن أبى الفاتك ففيه العدد ، ومن ولده موسى الفارس وحسين الهدار وحسن الكلب ومحمد وداود وعيسى بنو داود بن أبى الفاتك لهم أعقاب ، وأما عبد الرحمان بن أبى الفاتك فعاش مائة وعشرين سنة ، وكان له أحد وعشرون ولدا أعقب منهم أحد عشر ولدا فمنهم اسماعيل بن عبد الرحمان ولد محمد بن اسماعيل كان بنيسابور ثم خرج إلى بلخ وطخارستان ، ومنهم أبو / صفحة 125 / الطيب داود بن عبد الرحمان ، ولده يقال لهم آل أبى الطيب وهم عدد كثير يسكنون المخلاف من اليمن وقد تقسموا عدة أفخاذ وبطون منهم بنو وهاس وبنو على وبنو شماخ وبنو مكثر وبنو حسان وبنو هضام وبنو قاسم وبنو يحيى ، هؤلاء كلهم أولاد أبى الطيب لصلبه إلا مكثر وشماخ فانهما أولاد أولاده . وأعقب وهاس بن أبي الطيب من ستة رجال ، محمد وحازم ومختار ومكثر وصالح وحمزة ، ولحمزة بن وهاس هذا صارت مكة شرفها الله تعالى بعد وفاة الامير تاج المعالى شكر بن أبى الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسين بن محمد الاكبر بن موسى الثاني ، وقامت الحرب بن بنى موسى الثاني وبين بنى سليمان مدة سبع سنين حتى خلصت مكة للامير محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله ابن أبى هاشم ، وملكها بعده جماعة من أولاده كما سيأتي إن شاء الله تعالى ، ولم يملكها أحد من بنى سليمان سوى حمزة بن وهاس فاعقب حمزة بن وهاس من أربعة رجال عمارة ومحمد وأبى غانم يحيى وعيسى أمير المخلاف ، قتله أخوه أبو غانم يحيى وتأمر بالمخلاف بعده وهرب ابنه على بن عيسى - وهو بضم العين وفتح اللام على صيغة التصغير - وأقام بمكة وكان عالما فاضلا شاعرا جوادا ممدوحا ، وكان في أيام مقامه بمكة وردها الزمخشري وصنف له كتاب ( الكشاف ) ومدحه بقصائد موجودة في ديوانه ، وللشريف أبى الحسن على بن عيسى بن حمزة في مدح الزمخشري قوله يخاطبه : جميع قرى الدنيا سوى القرية التى تبوأها دارا فداء زمخشرا وحسبك أن تزهى زمخشر بامرئ إذا عد من أسد الشرى زمخ الشرى وللشريف على بن عيسى عقب وولد أبو غانم يحيى بن حمزة بن وهاس حمزة ومطاعا وغانما ، فمن ولد غانم بن يحيى ، أحمد المؤيد أمير المخلاف بن قاسم ابن غانم المذكور واخوته المرتضى على وأبو طالب ، بنو قاسم بن يحيى بن حمزة ، لهم أعقاب ، وربما كان قد انقرض بعضهم . / صفحة 126 / وأما موسى بن عبد الله بن الجون ، ويعرف بالثاني ، ويكنى أبا عمر وكان سيدا راوي الحديث ، قال الشيخ أبو نصر البخاري : مات بسويقة . وقال الشريف أبو جعفر محمد بن معية الحسنى النسابة : قتل سنة ست وخمسين ومائتين . وهو الصحيح روى المسعودي المؤرخ في كتابه ( مروج الذهب ) : أن سعيدا الحاجب حمل موسى بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن على بن أبى طالب " ع " من المدينة في أيام المعتز ، وكان من الزهاد وكان معه ابنه ادريس بن موسى فلما صار سعيد بناحية زبالة من العراق اجتمع خلق كثير من العرب من بنى فزارة وغيرهم لاخذ موسى الثاني من يده ، فسمه سعيد فمات هناك وخلصت بنو فزارة ابنه ادريس من سعيد ، وأما موسى الثاني أمه أمامة بنت طلحة بن صالح بن عبد الله بن عبد الجبار بن منظور بن زبان بن سيار الفزارى وولده يقال لهم الموسويون وفيهم الامرة بالحجاز فولد ثمانية عشر ولدا ذكرا وهم عيسى وابراهيم والحسين الاكبر وسليمان واسحاق وعبد الله واحمد وحمزة وادريس ويوسف ومحد الاصغر ويحيى وصالح والحسين الاصغر والحسن وعلى وداود ومحمد الاكبر ، أما عيسى فلم يعقب وأما الحسين الاكبر فلم يذكر له ولد وأما ابراهيم وسليمان واسحاق وعبد الله وأحمد وحمزة ومحمد الاصغر الملقب بالعربى والحسين الاصغر فانقرضوا . وأما يوسف بن موسى الثاني - ويلقب بالحرف ، قال الشيخ العمرى : وجدته بخط الاشنانى بالحاء المهملة - فلم يذكره أبو الغنائم الزيدى في المعقبين ولا وجدت له ذيلا يزيد على البطن الثالث والظاهر أنه منقرض ، وبقى عقب موسى الثاني من سبعة رجال ادريس ويحيى وصالح والحسن وعلى وداود ومحمد الاكبر ، أما ادريس بن موسى الثاني وكان سيدا جليلا وهو لام ولد مغربية تسمى أم المجيد . ومات سنة ثلاثمائة ، فعقب من ثلاثة رجال ، وهو الامير أبو الرفاع عبد الله ، وابراهيم أبو الشويكات ، والحسن ، فمن ولد الامير أبى الرفاع عبد الله / صفحة 127 / أبو عبد الله محمد بن عبد الله كان أميرا بجدة ، ومن ولد محمد هذا عبد المنتقم واخوه أبو الفتح المسلط نقيب البطائح إبنا محمد بن عبد الله المذكور ، ومن بنى ابراهيم أبى الشويكات ، بسطام بن ادريس بن ابراهيم أبى الشويكات ، ومن بنى الحسن بن ادريس ، علقمة بن الحسن له عقب يقال لهم آل علقمة . وعقب ادريس بن موسى الثاني اكثرهم بالحجاز . وأما يحيى بن موسى الثاني ويقال له يحيى الفقيه فأعقب من خمسة رجال يوسف وموسى وعبد الله الديباج ومحمد وأحمد بنى يحيى الفقيه . فمن ولد يوسف ين يحيى الفقيه أبو الشمحوط الحسن بن يوسف المذكور ، له أولاد ومن ولد موسى ين يحيى الفقيه أبوالهدار يحيى الفقيه العالم الورع بن على بن موسى المذكور ، ومنهم موسى بن ادريس بن موسى المذكور ومنهم عبد الله بن محمد بن يحيى الملقب بمرفد بن ابراهيم بن موسى المذكور ، ومن ولد عبد الله الديباج بين يحيى الفقه محمد بن عبد الله المذكور ، ومن ولد محمد بن يحيى الفقيه محمد بن يحيى الحبيب بن محمد المذكور ومن ولد أحمد ابن يحيى الفقيه ، أبو الليل موسى بن على بن موسى بن أحمد المذكور ، يقال لولده آل أبى الليل ، وأما صالح بن موسى الثاني ويلقب الارب وقال ابن طباطبا : الارت . فأعقب من ابنه محمد وما سواه في ( صح ) وكان لمحمد ثلاثة بنين على وعبد الله ورحمة ، وأما الحسن بن موسى الثاني وكان سيدا شريفا فاعقب من ثلاثة أحمد ومحمد وزيد أبناء الحسن بن موسى الثاني ، وولدهم بينبع ونواحيها بادية . أما أحمد بن الحسن بن موسى الثاني فأعقب من الحسن والحسين ، فمن ولد الحسن بن احمد ، أحمد بن أبى الكوكب محمد بن الحسن المذكور ، وأما محمد بن الحسن بن موسى الثاني فأعقب من صالح الامير فارس بنى حسن في زمانه ، يقال لولده الصالحيون وهم بالحجاز . فالعقب من صالح الامير الفارس في محمد والحسين ومعمر وموهوب / صفحة 128 / المعروف بالتركي فارس بنى حسن ، فأعقب موهوب هذا من ستة رجال ، فمن ولده ناجى بن فليتة بن الحسن بن سليمان بن موهوب المذكور ، أعقب أربعة وهم حسين وعلى ومحمد بنو ناجى لهم أعقاب بوادي الصفراء ، ومنهم بدر ابن محمد بن سليمان بن موهوب التركي ، يقال لولده آل بدر . وأما زيد بن الحسين بن موسى الثاني ويقال لولده الزيود ولهم بقية بالحجاز والعراق ، فأعقب من ثلاثة أبى الفضل العباس ومحمد ويحيى بنى زيد ، فمن ولد زيد هذا أبو خلاط الحسين بن يحيى ولد زيدا وعليا وعبد الله وأحمد . وذكر له الشيخ تاج الدين رحمه الله تعالى ولدا خامسا ، ومنهم محمد وعبد الله إبنا فاتك بن ليل بن عبد الله ابن أبى خلاط ، ومن ولد محمد بن زيد ، سالم وعبد الله ابنا محمد المذكور ، لهما عقب ، ومن ولد أبى الفضل العباس بن زيد ، عبد الله ومحمد المعروف بحبابر ابنا أبى الفضل العباس ، فولد عبد الله بن العباس أبا الليل ويحيى وولد محمد المعروف بحبابر بن العباس الحسين المصرحى ويحيى ويدعى عشرقة وناجية وعليا . وأما على بن موسى الثاني فأولد خمسة رجال عبد الله العالم وعيسى والحسين وعبد الله الاصغر والآخر لم نجده في النسخة التى نقلنا منها ، وعقبه من الثلاثة الاول فمن ولد عبد الله العالم على ويوسف والحسن الاشل بنو عبد الله العالم ، لهم أعقاب ومن ولد عيسى بن على بن موسى الثاني ، الحسين وعلى وخليفة بنو عيسى بن على أعقبوا ، ومن ولد الحسين بن على بن موسى الثاني ، داود وعبد الله وأحمد ويوسف بنو الحسين ، ولاحمد ولد اسمه محمد . وأما داود الامير بن موسى الثاني وهو ابن الكلابية وأمه محبوبة بنت مزاحم الكلابية وكان أميرا جليلا وانتشر عقبه وهم بوادي الصفراء إلا من انتقل منهم ، فعقبه من رجلين محمد ، والحسن ، وكان له موسى بن داود وأعقب ولكنه انقرض . ونص الشيخ عبد الحميد بن التقى على انقراضه ، ويقال للثلاثة / صفحة 129 / بنو الرومية أمهم أم ولد رومية . أما الحسن بن داود فأعقب ثلاثة رجال أبا الليل عبد الله ومحمدا وسليمان ، أما محمد فلم أجدله عقبا ، وأما أبو الليل وسليمان فأعقبا ، فمن بنى سليمان بن الحسن ، أبوالوفا أحمد بن سليمان ويدعى وفا ، ويقال لولده بنو وفا ، منهم محمد بن على بن يحيى بن وفا ، يقال لولده بنو محمد ، والحسن ابن على بن وفا ، له ذيل ، وأما محمد بن داود الامير بن موسى الثاني وفى ولده العدد ، فأعقب من خمسة رجال وهم على وعبد الله الصلصيل وأحمد وأبو الليل الحسن ويحيى ، فمن ولد على بن محمد بن داود ، معمر ويحيى ، له عقب ولم أجد لمعمر عقبا ، وولد عبد الله الصلصيل يقال لهم الصلاصلة ، أعقب منهم سالم والحسن فأعقب الحسن من محمد وعبد الله فأعقب عبد الله بن الحسن من محمد وتاجي يقال لمحمد بن عبد الله الصلصيل ، ويعرف ولده بالصلصيليين ، منهم فايز وسالم إبنا حريز بن حسين بن أحمد بن محمد الصلصيل ، وبنو هذيم بن حسن بن عبد الله ابن محمد الصلصيل ، وبنو عالى بن احمد بن محمد بن مكتوم بن محمد الصلصيل وأعقب سالم بن عبد الله من فليتة ، وكان له على ايضا لم أجد له عقبا . ومن ولد أحمد بن محمد بن داود بن موسى الثاني ، على الشرقي وعبد الله وجعفر والحسن ، فولد على الشرقي ويقال لولده آل الشرقي ، من ثمانية رجال منهم نزار بن الشرقي ، يقال لولده آل نزار ، ومن ولد عبد الله بن أحمد عطية ابن عبد الله يقال لولده آل عطية ، وأعقب جعفر بن أحمد محمدا ، فولد محمد شكرا وعليا وأحمد ، وولد الحسن ين أحمد ، عطية ومعضاد ، ومن ولد أبى الليل الحسن بن محمد بن الرومية ، على يعرف بدبيس بن أحمد بن الحسن المذكور ، له عقب يقال لهم الدبسة ، وعقبه من رجلين محمد ومحمود إبنا دبيس وأعقب يحيى بن محمد ابن الرومية من ثلاثة رجال محمد وأحمد وعلى ، وجدت لعلى الفضل والحسن وأما أحمد بن يحيى فأعقب من رجلين رزق الله وعبد الله يقال لبنى رزق الله الرزاقلة ، منهم بنو الرزقى بالحلة والفقيه ابن مطرف . / صفحة 130 / وأعقب عبد الله بن أحمد بن يحيى من خمسة
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:10
رجال ، منهم الحسين بن عبد الله له بقية بالحلة ، منهم السيد بن عمير ، ومنهم يحيى بن عبد الله أعقب ويقال لولده آل يحيى ، ومنهم سالم بن عبد الله ، أعقب من أربعة رجال منهم صخر بن سالم ، يقال لولده الصخور ، وأعقب محمد بن يحيى بن محمد بن الرومية من رجلين ، يحيى وعبد الله ، فممن ولد عبد الله بن محمد ، محمد الوارد من الحجاز إلى العراق ابن يحيى ابن عبد الله هذا ، أعقب من رجلين على عنبة وحمضى قال ابن المرتضى الموسوي النسابة : أمهما عابدية وهما جدى آل عنبة بالحلة والحائر وغيرهما . ومن بنى على عنبة بن محمد الوارد ، عنبة الاصغر بن على عنبة المذكور ، وهو جد ( جامع هذا المختصر الجامع ) أحمد بن على بن الحسين بن على بن مهنى بن عنبة الاصغر . وكان لمحمد الوارد اخ اسمه ذباب ذكره السيد جمال الدين أحمد بن مهنى العبيدلى النسابة في مشجرته وذكر له عقبا ، وقد نسبوا إلى عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد ابن الرومية المذكور الشيخ الجليل الباز الاشهب محيى الدين ( عبد القادر الكيلاني ) فقالوا : هو عبد القادر بن محمد بن جنكى دوست ابن عبد الله المذكور . ولم يدع الشيخ عبد القادر هذا النسب ولا أحد من أولاده وإنما ابتدأ بها ولد ولده القاضى أبو صالح نصر بن أبى بكر بن عبد القادر ولم يقم عليها بينة ولا عرفها له أحد ، على أن عبد الله بن محمد بن يحيى رجل حجازى ولم يخرج عن الحجاز وهذا الاسم - أعنى جنكى دوست - أعجمى صريح كما تراه ، ومع ذلك كله فلا طريق إلى إثبات هذا لانسب إلا بالبينة الصريحة العادلة وقد أعجزت القاضى أبا صالح واقترن بها عدم موافقة جده عبد القادر وأولاده له والله سبحانه أعلم . ولبنى داود بن موسى حكاية جليلة مشهورة بين النسابين وغيرهم مروية مسندة وهى مذكورة في ديوان ابن عنين ، وهى أن أبا المحاسن نصر الله بن عنين الدمشقي الشاعر توجه إلى مكة شرفها الله تعالى ، ومعه مال وأقمشة فخرج عليه / صفحة 131 / بعض بنى داود فأخذوا ما كان معه وسلبوه وجرحوه ، فكتب إلى الملك العزيز ابن أيوب صاحب اليمن وقد كان أخوه الملك الناصر أرسل يطلبه ليقيم بالساحل المفتتح من أيدى الافرنج فزهده ابن عنين في الساحل ورغبه في اليمن وحرضه على الاشراف الذين فعلوا به ما فعلوا وأول القصيدة : أعيت صفات نداك المصقع اللسنا وجزت في الجود حد الحسن والحسنا وما تريد بجسم لا حياة له من خلص الزبد ما أبقى لك اللبنا ولا تقل ساحل الافرنج أفتحه فما يساوى إذا قايسته عدنا وإن أردت جهادا فارو سيفك من قوم أضاعوا فروض الله والسننا طهر بسيفك بيت الله من دنس ومن خساسة أقوام به ، وخنا ولا تقل إنهم أولاد فاطمة لو أدركوا آل حرب حاربوا الحسنا قال : فلما قال هذه القصيدة رأى في النوم فاطمة الزهراء عليها السلام وهى تطوف بالبيت فسلم عليها فلم تجبه فتضرع وتذلل وسأل عن ذنبه الذى أوجب عدم جواب سلامه فأنشدته الزهراء عليها السلام : حاشا بنى فاطمة كلهم من خسة تعرض أو من خنا وإنما الايام في غدرها وفعلها السوء أساءت بنا أإن أسا من ولدى واحد جعلت كل السب عمدا لنا ؟ فتب إلى الله فمن يقترف ذنبا بنا يغفر له ما جنى واكرم بعين المصطفى جدهم ولا تهن من آله أعينا فكل ما نا لك منهم عنا تلقى به في الحشر منا هنا قال أبو المحاسن نصر الله بن عنين : فانتبهت من منامي فزعا مرعوبا وقد اكمل الله عافيتي من الخراج والمرض فكتبت هذه الابيات وحفظتها وتبت إلى الله تعالى مما قلت وقطعت تلك القصيدة ، وقلت : عذرا إلى بنت نبى الهدى تصفح عن ذنب مسيئ جنى / صفحة 132 / وتوبة تقبلها من أخى مقالة توقعه في العنا والله لو قطعني واحد منهم بسيف البغى أو بالقنا لم أر ما يفعله سيئا بل أره في الفعل قد أحسنا وقد اختصرت ألفاظ هذه القصيدة وهى مشهورة رواها لى الشيخ تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسنى ، وجدى لامى الشيخ فخر الدين أبو جعفر محمد بن الشيخ الفاضل السعيد زين الدين حسين بن حديد الاسدي ، كلاهما عن السيد السعيد بهاء الدين داود بن أبى الفتوح ، عن أبى المحاسن نصر الله بن عنين صاحب الواقعة ، وقد ذكرها الباد راوي في كتاب ( الدر النظيم ) وغيره من المصنفين . وأما محمد الاكبر بن موسى الثاني - ويقال له الثاير على أنه خرج بالمدينة في أيام المعتز - فأعقب من خمسة رجال وهو عبد الله الاكبر والحسين الامير وعلى والقاسم الحرانى والحسن الحرانى ، أما الحسن الحرانى فولده قليل أعقب من سليمان ومحمد ، وأعقب سليمان من هاشم وحده ، وأعقب هاشم من يحيى ويسمى سليمان أيضا ، وأعقب يحيى سليمان من حسن وعبد الله ، قال أبو الغنائم الزيدى النسابة : لم يبق من بنى الحسن الحرانى غيرهما . وذلك في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، وأما القاسم بن محمد ، ويقال لولده الحرانيون وهم كثيرون فأعقب من أربعة رجال على كتيم ، وأبى الطيب أحمد ، ومحمد ، وادريس ، فمن ولد ادريس بن القاسم الحرانى ، أبو دريد الحسن بن إدريس له ذيل طويل ومن ولد محمد بن القاسم الحرانى ، أبو الليل يحيى بن محمد أعقب من خمسة رجال وأعقب أبو الطيب أحمد بن القاسم الحرانى من ستة رجال ، ويقال لولده آل كتيم . وأما على بن محمد الثاير ، ويقال لولده بنو على فأعقب من أربعة رجال سليمان وأحمد العابد والحسين ومحمد ، فمن بنى سليمان بن على ، شهم بن أحمد بن عيسى بن على بن ابراهيم بن سليمان المذكور ، له عقب يقال له آل شهم ، ومقر / صفحة 133 / ( مقن خ ل ) بن محمد بن ابراهيم بن الحسن بن على بن ابراهيم بن سليمان ، يقال لولده آل مقر ( مقن خ ل ) وهم بالحلة ، ومن بنى أحمد العابد بن على بن الثاير ، الحسن الاصم بن على بن أحمد العابد رئيس الطالبيين بينبع ، له عقب يقال لهم الصمان . ومنهم عثمان الاسود بن أحمد المذكور أنكره أبوه ثم اعترف به التزاما بقول القافة فهو إذأ في ( صح ) ومن بنى الحسين بن على بن الثاير ، عيسى التمار بن على بن يحيى بن الحسين المذكور ، ومن بنى محمد بن على بن الثاير ، على ابن صالح بن اسماعيل بن محمد المذكور ، واخوته الحسن والحسين بن عبد الله . وأما الحسين الامير بن محمد الثاير - وكانت في ولده الامرة بالحجاز - فأعقب من ثلاثة أبى هاشم محمد الامير وأبى جعفر محمد الامير وأبى الحسن على ، أما أبو الحسن على بن الحسين بن محمد الثاير فأعقب من رجلين عبد الله والحسن أميرى السرين فمن ولد الحسن ، يحيى أمير السرين ابن الحسن كان جبارا قتل ولده بالعقوبة على طلبه الامارة ، وله عقب ، وأما أبو جعفر محمد الامير ابن الحسين بن محمد الثاير ، فأعقب من رجلين الحسن المحترق - وقيل الحسين اسمه - والامير أبى محمد جعفر أول من ملك مكة من بنى موسى الجون وهو مبدأ تمكن الاشراف من حكومتها . وكان ذلك بعد الاربعين والثلاثمائة وكان حاكم مكة أنكجور التركي من قبل العزيز بالله الفاطمي ، فقتله الامير أبو محمد جعفر وقتل من الطليحة والهذيلية والبكرية خلقا كثيرا واستوت له تلك النواحى وبقيب في يده نيفا وعشرين سنة . وكان له عدة أولاد منهم عبد الله القود أرسله أبوه إلى مصر بعد أن قتل أنكجور يفاديه فعفا عنه وانقرض القود فلم يبق له عقب . وادعى إليه بمصر رجل فقال : انا عليان بن جماعة بن موسى بن مصعب ابن ضاحى بن نعيمان بن عاصم بن عبد الله القود . لم يصح نسبه وله عقب بمصر وقد كان نقيب مصر المعروف بابن الجوانى النسابة قد دفع عليان وأبطل نسبه / صفحة 134 / ثم أثبت بعد ذلك في جرايد الطالبيين بمصر ظلما وعدوانا والله المستعان . ومنهم الامير عيسى بن جعفر ملك الحجاز بعد أبيه ، ومنهم الامير أبو الفتوح الحسن بن جعفر الشجاع الشاعر الفصيح ، ملك الحجاز بعد أخيه عيسى ، وكان أبو الفتوح قد توجه إلى الشام في ذى القعدة سنة احدى وأربعمائة ودعا إلى نفسه ، ويلقب الراشد بالله ، ووزر له أبو القاسم الحسن بن على المغربي وأخذ البيعة على بنى الجراح بإمرة المؤمنين ، وحسن له أبو القاسم المغربي أخذ ما في الكعبة من آلة الذهب والفضة ، وسار به إلى الرملة وذلك في زمن الحاكم الاسماعيلي أحد العبيديين الذين غلبوا مصر ، فلما بلغ ذلك الحاكم قامت عليه القيامة وفتح خزائن الاموال ووصل بنى الجراح بما استمال به خواطرهم من الاموال العظيمة وسوغهم بلادا كثيرة فخذلوا أبا الفتوح وظهر له ذلك منهم ، وبلغه أن قوما من بنى عمه قد تغلبوا على مكة لما بعد عنها فخاف على نفسه ورضى من الغنيمة بالاياب وهرب عنه الوزير أبو القاسم خوفا منه . وكان ذلك في سنة اثنتين وأربعمائة ثم إن أبا الفتوح وصل الاعتذار والتنصل إلى الحاكم وأحال بالذنب على المغربي فصفح الحاكم عنه وبقى حاكما على الحجاز إلى أن مات في سنة ثلاثين واربعمائة . فولد أبو الفتوح الحسن بن جعفر ، شكرا واسمه محمد ، ويكنى أبا عبد الله ويلقب تاج المعالى ، حكم بمكة بعد أبيه : وكان أميرا جليلا جوادا ، ومن أخباره أنه سمع بفرس عند بعض العرب موصوفة بالعتق والجودة لم يسمع بمثلها قد أقسم صاحبها أن لا يبيعها الا بعشرين فرسا جوادا وعشرين غلاما وعشرين جارية وألفى دينار ذهبا ومائة الف درهم وكذا وكذا ثوبا إلى غير ذلك ، فارسل الامير تاج المعالى شكر بعض غلمانه بثمن الفرس الذى طلبه صاحبها ليشتريها له فوافق وصول غلام الامير تاج المعالى شكر إلى منزل ذلك الرجل وقد ظعن أهله وجماعته وبقى هو وحده لغرض كان له فوافاه عشاء فأضافهم تلك الليلة وقام بما ينبغى له / صفحة 135 / ولهم ، فلما أصبحوا حكى له الغلام غرضه الذى جاء لاجله وعرض عليه المال وطلب الفرس ، فقال له ذلك البدوى : إنك لم تذكر لى ما جئت له ساعة وصولك لاترك لك الفرس فانكم أمسيتم عندي وليس عندي غيرها فذبحتها لكم . ثم احضر جلد الفرس ورأسها وقوائمها وذنبها وما بقى من لحمها ، فلما رأى غلام الامير تاج المعالى ذلك قال : إنى ما جئت وأرسلني الامير إلا لاجل الفرس وقد وصلت إلى فدونك الثمن . ودفع إليه ما كان حمله لشراء الفرس ثم رجع إلى مكة فلما سمع الامير تاج المعالى بوصوله خرج لتلقيه فرحا بالفرص فلما رآه وسأله أخبره بما صنع الرجل ، فقال له : وما صنعت بالمال الذى أرسلته معك ؟ فاخبره أنه دفعه إلى صاحب الفرس فأقسم الامير تاج المعالى أنه لو جاء بشئ منه لقتله . ولم يلد الامير تاج المعالى شكر إلا بنتا يقال لها تاج الملوك ، قال الشيخ أبو الحسن العمرى : قال لى أبو الحسن محمد بن سعدان المعروف بابن صاحب الفتوح إنه يقال لامها بنت الصيرفى ، وانقرض الامير أبو الفتوح ، بل أبوه وجده الامير أبو جعفر محمد أيضا ، وكان قد انتسب إلى الامير شكر دعى اشتهر أمره بالحجاز والعراق ، قال الشيخ أبو الحسن العمرى : كان من هذا الذى يقال له ابن سعدان يخبر بنت أبى الفتوح فوجد جارية لهم ببلد حربى ومع الجارية ولد لها لا يعرف أبوه ، فأخذه منها ورباه وأدبه ثم نهض به إلى الدريزى فقال : هذا ولد الامير شكر وسماه جعفرا . فزوده ونفقه بجملة دنانير وأنفذ معه من أوصله إلى مكة شرفها الله تعالى ، فلما دخل على شكر قال له : أيها الامير وجدت جاريتك فلانة ببلد حربى معها هذا الولد وذكرت أنه منك ولم آمن أن تكون صادقة فأنفقت عليه مالى وجئتك به ، فان كانت صادقة فقد فعلت عظيما وان كانت كاذبة فما ضرك من ذلك شئ ؟ فقال شكر : كذبت والله والله ما أعرفه وجزاه خيرا وجعل ما أخذه من الدريزى على الصبى وعلى من معه . ثم ان النساء العلويات نظرن إلى الصبى وقلن لواسطته حدثنا حديثه وجعلن / صفحة 136 / يعتبن على الامير تاج المعالى ثم كثرت القالة في ذلك الصبى فقال له شكر : إن رأيتك في بلادي ضربت عنقك . فأخذه الرجل ومضى معه عبيدة ومستضعفون من آل أبى طالب فجمع جمعه وانحدر بالصبى والجماعة معه كلما مر بقوم قال : هذا ابن تاج المعالى شكر قد أنفذه أبوه حتى يجيئ بأمه . فأخذه كل سفينة غصبا وتحصل له مال حتى حصل بسواد عكبرا ، قال الشيخ العمرى : وانا إذ ذاك ببغداد فقدم وفد من الحجاز فيهم أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرار الاسود الطاهري الحسينى فعرفوني القصة بالشرح . ثم توجهت إلى عكبرا فلم أصادفه فعرفت النقيب بعكبرا الشريف أبا الغنائم ابن أخى البصري المعروف بابن بنت الازرق ، فقال : هذه القصة غلقة وانت تمضى والحجة ربما تعذرت على فأطلقت خطى بفساد نسب هذا الصبى ، وألزمت نفسي جريرة تأديبه ، وتوجهت إلى الموصل ، وورد على كتاب نقيب عكبرا أبى الغنائم الحسنى : أن الصبى وافى في جماعة فقبض عليه وحدده وتفرقت الجماعة عنه ، ثم أنه رشا والى عكبرا مبلغا عظيما حتى خلصه عضبا وغاب خبر الدعى وخبر صاحبه فقيل إنهما ماتا والله أعلم هذا كلام العمرى . وفى الجملة فقد انقرض الامير تاج المعالى شكر وأنقرض بانقراضه الامير أبو جعفر محمد بن الحسين بن محمد الثاير ، فمن ادعى إليه فهو كذاب مفتر ولما مات الامير تاج المعالى شكر سنة أربع وستين وأربعمائة بقيت مكة شاغرة فملكها حمزة بن وهاس السليمانى ، وقامت الحرب بين بنى موسى وبين بنى سليمان ابن موسى الثاني ابني عبد الله الشيخ الصالح بن موسى الجون قريبا من سبع سنين ثم خلصت للامير محمد بن حعفر بن محمد بن عبد الله بن أبى هأشم وبقيت في أولاده مدة كما سيأتي إن شاء الله تعالى . وأما أبو هاشم محمد بن الحسين الامير بن محمد الثاير ، وولده يقال لهم الهواشم ، يقال لهم والامراء ايضا ، وهم ببطن مر ، فأعقب من عبد الله وحده / صفحة 137 / وأعقب عبد الله من أبى هاشم محمد وحده ، وأعقب أبى هاشم محمد بن عبد الله بن أبى هاشم ، من أربعه رجال أبى الفضل جعفر وعلى ، وعبد الله والحسين الاصغر ، فأعقب أبو الفضل جعفر بن أبى هاشم الامير محمدا تاج المعالى أمه من بنى أبى الليل الحسن الموسوي الداودى ولى مكة بعد حمزة بن وهاس ، قال الشيخ تاج الدين : وقد كان أبوه وجده أميرين بمكة قبله ، ولعلهما وليا قبل تاج المعالى شكر . هكذا قال رحمه الله . وأقول : أن حرب بنى سليمان وبنى موسى كانت سجالا فلعلهما ملكاها في أثناء الحرب ، وقد نص الشيخ أبو الحسن العمرى على أنهما كانا أميرين بمكة ولا أدرى فيه إلا ما ذكرت فأما انهما كان أميرين بينبع والله أعلم فلا بحث فيه ، وكذا كان عبد الله وأبوه أبو هاشم محمد وجده الحسن أمراء بينبع والله أعلم ، وكان أبو الفضل جعفر بن أبى هاشم الاصغر في أول ولايته يخطب للخلفاء المصريين فكوتب من جانب العالم العباسي في قطع خطبتهم فأجاب إلى ذلك ، وأقام الدعوة للعباسيين وكسر الالواح التى كانت عليها ألقاب المصريين من حول الكعبة ، ومن الحجر وقبة زمزم ، وأرسلها إلى بغداد ، وذكر العمرى انه كان يلقب مجد المعالى . فمن ولده الامير شميلة بن محمد بن جعفر بن أبى هاشم الاصغر ، كان عالما فاضلا محدثا رحلا في الحديث وعمر أكثر من مائة سنة ، وكان قد أولد بخراسان ولكن لم يعلم أعقبوا أم درجوا والله أعلم ، ومنهم فضل بن محمد ، وعقبه في ( صح ) ومع ذلك هذا قد انقرض ، ومنهم أبو فليتة قاسم بن محمد بن جعفر / صفحة 138 / ابن أبى هاشم الاصغر ولى مكة بعد أبيه ، وأولد جماعة منهم الامير الشجاع الفارس فليتة بن قاسم أمير الحجاز بعد أبيه ، ومحمد بن قاسم أمير السرين قتله هاشم بن فليتة ، والامير يحيى ، والامير عيسى إبنا قاسم ، فولد الامير فليتة عدة رجال منهم الامير تاج الدين وعمدة الدين هاشم ، أخذ مكة سيفا من اخوته وعمومته ، وكان أخواه يحيى وعبد الله قد نازعاه الملك فغلبهما عليه ، ومنهم الامير قطب الدين عيسى بن فليتة ، ولى مكة بعد أن طرد عنها ابن أخيه قاسم بن هاشم فمن أولاد الامير تاج الدين هاشم بن فليتة أمير الحجاز قاسم ولى بعد أبيه إلى أن طرده عمه قطب الدين عيسى واستولى على مكة شرفها الله ، ومن ولد قطب الدين عيسى بن فليتة مكثر بن عيسى ، ولى مكة بعد أبيه ونازعه اخوته ثم استمر له الملك إلى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة فقام عليه ابن أخيه منصور بن داود ابن عيسى واستولى على مكة إلى أن غلب عليه الامير قتادة بن ادريس ، كذا قال الشيخ تاج الدين ، ووجدت في تاريخ عبد الله بن حنظلة البغدادي : أن قتادة أخذ مكة من مكثر بن عيسى سنة سبع وتسعين وخمسمائة والله سبحانه وتعالى أعلم ومن ولد على بن أبى هاشم الاصغر ، بركة ومكثر إبنا الحسين بن على المذكور ، فمن ولد بركة آل بركة ، ومن بنى مكثر المكاثرة بالحجاز والعراق ، منهم آل مطاعن بالحلة ، وكانوا ثلاثة محمد وادريس وأبو القاسم ، انقرض محمد بن مطاعن ، وولد أبى القاسم بن السيد ناصر الدين مهدى بن أبى القاسم بن مطاعن باق إلى اليوم أبقاة الله تعالى . ومن الهواشم الذين يقال لهم الامراء ، بنو مالك ، منهم محمد بن مالك ابن بركة السيد الجليل الوجيه توفى عن سن عالية ، وبنت واحدة خرجت إلى ابن عمه مبارك بن على بن مالك فولدت له خمسة بنين ، وللشريف مبارك بن على أخ اسمه يحيى توفى عن ولد اسمه على بن يحيى . وهم بخراسان أعنى أولاد الشريف مبارك بن على بن مالك الهاشمي . ومن ولد عبد الله بن أبى هاشم الاصغر ، سروى / صفحة 139 / ابن عبد الله يقال لولده آل سروى . وكان للحسين بن أبى هاشم الاصغر جعفر لم أجد له غيره . وأما عبد الله الاكبر بن محمد الثاير ويكنى أبا محمد فأعقب من ثلاثة رجال ، أبى جعفر محمد المعروف بثعلب وأحمد وعلى أمهما بنت رحال السلمى ، أما أبو جعفر محمد ثعلب بن عبد
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:11
الله الاكبر بن محمد الثاير ، ويقال لولده الثعالبة فأعقب من عبد الله وحده ، وأعقب عبد الله بن ثعلب من خمسة رجال الحسن وأحمد وعلى ويحيى ومحمد ، أما احمد بن عبد الله بن ثعلب ، ويقال لولده بنو أحمد فكان منهم جماعة بمصر وبصعيدها ، وأما على بن عبد الله بن محمد ثعلب ويعرف بابن السلمية فأعقب من ثلاثة رجال أبى عبد الله سليمان والحسين الشديد ويحيى ، أما يحيى بن على فأعقب من عيسى بن يحيى ، ويقال لولده بنو عيسى فأعقب عيسى ابن يحيى من عشرة رجال منهم سبيع بن عيسى ، وولده بطن بمكة ومنهم سلامة ابن رهط السيد جمال الدين يوسف بن غانم ، وكان للسيد جمال الدين يوسف ابن واحد هو السيد شرف الدين على بن غانم ، وولد السيد شرف الدين على ثلاثة ذكور ، وهم السيد نور الدين غانم ، وعميد الدين عبد المطلب ومحمد . درج محمد وانقرض السيد نور الدين غانم من الذكور ولم تبق له إلا بنت واحدة أمها أم ولد ، توفى السيد غاتم بهرموز وكانت هي بشيراز فتزوجها بعض السادة بشيراز ، وأما السيد عمبد الدين فلا أعلم أم لا ، فان لم يكن أعقب فقد انفرض السيد جمال الدين يوسف بن غانم . وأما الحسين الشديد بن على بن محمد ثعلب ، ويقال لولده الاشداء فمن ولده محمد الشديد وأحمد الشديد ابنا الحسين المذكور ، لهما أعقاب وأما أبو عبد الله سليمان بن على بن السلمية فأعقب من ثلاثة منهم الحسين بن سليمان بن على المذكور وفى ولده الامرة بالحجاز من عهد المستنجد بالله إلى الآن ، ومن ولده السيد / صفحة 140 / جعفر بن أبى البشر الضحاك بن الحسين المذكور ، وهو السيد الفاضل النسابة إمام الحرم وهو صاحب الحكاية مع التقى بن أسامة الحسينى . حدثنى الشيخ النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسنى باسناده إلى السيد العالم عبد الحميد بن التقى أسامة النسابة ، قال : حدثنى أبو التقى عبد الله بن اسامة ، قال : حججت أنا وجدك عدنان بن المختار فبينما نحن ذات ليلة في المسجد الحرام وإذا بجماعة مجتمعة على شخص ، ورأينا الناس يعظمون ذلك ويجتمعون عليه ، فسألنا عنه من هو ؟ قيل : جعفر بن أبى البشر إمام الحرم . فقال لى السيد عدنان - وكان رجلا مسنا قد ضعف - : إنى لاضعف عن الذهاب إليه والسلام عليه فقم أنت فسلم عليه . فقمت فأتيته وسلمت عليه وقبلت رأسه وقبل صدري لانه كان رجلا قصيرا ، ثم قال لى : من أنت ؟ فقلت : بعض بنى عمك بالعراق فقال : أعلوى أنت ؟ فقلت : نعم . فقال : أحسنى أم حسيني أم محمدى أم عباسي أم عمرى ؟ فقلت : حسيني . فقال : إن الحسين الشهيد أعقب من زين العابدين على بن الحسين " ع " وحده ، وأعقب زين العابدين من ستة رجال محمد الباقر وعبد الله الباهر ، وزيد الشهيد ، وعمر الاشرف ، والحسين الاصغر ، وعلى الاصغر ، فمن أيهم انت ؟ فقلت : من ولد زيد الشهيد . فقال : إن زيدا أعقب من ثلاثة رجال الحسين ذى الدمعة ، وعيسى ، ومحمد فمن أيهم أنت ؟ فقلت : أنا من ولد الحسين ذى الدمعة . قال : فان الحسين ذا الدمعة أعقب من ثلاثة يحيى ، والحسين القعدد ، وعلى ، فمن أيهم انت ؟ فقلت : أنا من ولد يحيى . قال : فان يحيى بن ذى الدمعة أعقب من سبعة رجال القاسم ، والحسن الزاهد وحمزة ، ومحمد الاصغر وعيسى ، ويحيى ، وعمر ، فمن أيهم أنت ؟ فقلت : أنا من ولد عمر بن يحيى قال : فان عمر بن يحيى أعقب من رجلين أحمد المحدث ، وأبى منصور محمد ، فمن أيهما أنت ؟ قلت : لاحمد المحدث . قال : فان أحمد المحدث أعقب من الحسين النسابة النقيب ، وأعقب الحسين النسابة من رجلين زيد ويحيى ، فمن أيهما أنت ؟ قلت : / صفحة 141 / من يحيى بن الحسين . قال : فان يحيى بن الحسين أعقب من رجلين أبى على عمر وأبى محمد الحسن ، فمن أيهما أنت ؟ قلت : من ولد أبى على عمر بن يحيى . قال : فان أبا على عمر بن يحيى أعقب من ثلاثة أبى الحسين محمد ، وأبى طالب محمد وأبى الغنائم محمد فمن أيهم انت ؟ قلت من ولد أبى طالب محمد بن أبى على عمر ابن يحيى قال : فكن ابن اسامة ! . قال فقلت أنا ابن اسامة . وهذه الحكاية تدل على حسن معرفة هذا الشريف بأنساب قومه واستحضاره لاعقابهم ، وللشريف جعفر بن أبى البشر عقب ، ومن بنى الحسين بن سليمان ابن على ابن السلمية ، الشريف الامير أبو عزيز قتادة بن ادريس بن مطاعن ابن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين المذكور ، ملك الحجاز سيفا ، وطرد الهواشم عنها سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، وقتل الامير محمد بن مكثر بن فليتة ، والامارة في ولده إلى الآن ، وكان قتادة جبارا فاتكا فيه قسوة وتشدد وحزم ، وكان الناصر العباسي أو أبوه المستنصر قد استدعى الامير قتادة إلى العراق ووعده ومناه ، فأجابه وسار من مكة إلى أن وصل العراق فلما قارب الصعود من النجف جبن ، فلما وصل المشهد الشريف الغروى خرج أهل الكوفة لتلقيه وكان من جملة من خرج في غمار الناس قوم معهم أسد قد ربطوه في سلسلة ، فلما رآه قتادة تطير من ذلك وقال : لا أدخل بلادا تذل فيها الاسد . ثم رجع من فوره إلى الحجاز ، وكتب إلى الخليفة الناصر لدين الله الابيات : بلادي وإن جارت على عزيزة ولو أننى أعرى بها وأجوع ولى كف ضرغام إذا ما بسطتها بها أشترى يوم الوغى وأبيع معودة لثم الملوك لظهرها وفى بطنها للمجد بين ربيع أأتركها تحت الرهان وأبتغى لها مخرجا إنى إذا لرقيع ؟ وما أنا إلا المسك في غير أرضكم أضوع وأما عندكم فأضيع / صفحة 142 / ولقتادة أخوة وعمومة لهم أعقاب ، وأعقب هو من تسعة رجال ويقال لعقبه القتادات . فمن ولده الامير حسن بن قتادة ولى مكة بعد أبيه . وفى أيام حكومته وقعت فتنة بين أهل مكة وقافلة العراق إنجلت عن قتل حاكم القافلة فأخذ الشريف حسن بن قتادة رأسه وعلقه في ميزاب الكعبة ، ثم سكنت الفتنة وأرسل الشريف حسن يعتذر إلى دار الخلافة ، ومنهم الامير راجح ابن قتادة أمير مكة بعد أخيه الحسن وكان الاقشب مسعود بن كامل قد تغلب على مكة وقتا ثم طرد عنها الامير راجح بن قتادة ، وكان شجاعا بطلا ثم شاركه في حكومة مكة بعد أخيه أبو سعد الحسن بن على بن قتادة ثم خلصت لابي سعد ، وكان شجاعا بطلا وأمه أم ولد حبشية . فيحكى أن أبا سعد في بعض حروبه للغزو ولغيرهم - وأمرهم لا أتحققه الآن إلا أن غالب ظنى أن تلك الحرب كانت مع الغزو - وأتوه بجمع كثير هائل ، فلما ترائى الصفان جاءته أمه على بعير في هودج وأمرت من استدعاه لها ، فما أجابها قالت له : إنك قد وقفت موقفا إن ظفرت فيه أو قتلت قال الناس ظفر بن رسول الله أو قتل ابن رسول الله ، وإن هربت قال الناس هرب ابن السوداء فانظر أي الامرين تحب أن يقال لك . فقال : جزاك الله خيرا فلقد نصحت وأبلغت . ثم ردها فقاتل قتالا لم يسمع بمثله . حتى ظفر ، وملك مكة بعد أبى سعد الحسن بن على بن قتادة ابنه نجم الدين محمد أبو نمى بن أبى سعد ، وفي ولده / صفحة 143 / الامارة إلى الآن . وكان في غاية النجدة ونهاية الشجاعة ، شارك أباه في إمارة مكة صبيا وذلك أن راجح بن قتادة في بعض حروبه مع ابن اخيه أبى سعد استنجد أخواله من بنى حسين فخرجوا لمدده في سبعمائة فارس ورئيسهم الامير عيسى الملقب بالحرون فارس بنى حسين في زمانه ، وسمع بخروجهم أبو سعد وابنه أبونمى بينبع فأرسل إليه يطلبه وعمر أبى نمى يومئذ سبع عشرة سنة أو أزيد بقليل ، فخرج من ينبع قاصدا إلى مكة فصادف القوم سائرين إليها فلما صادفهم حمل عليهم وهم سائرون فهزمهم ورجعوا إلى المدينة . مغلوبين ، وفى ذلك يقول النقيب تاج الدين أبو عبد الله جعفر بن محمد بن معية الحسنى ، وهو إذ ذاك لسان بنى حسن بالعراق من قصيدة يذكر فيها تلك الواقعة ويمدح أبا نمى ويحسن أفعاله : ألم يبلغك شأن بنى حسين * وفرهم وما فعل لحرون ؟ يصول بأربعين على مئين * وكم من فئة ظلت تهون فلما قدم أبونمى على أبيه بمكة أشركه في ملكها فلم يزل حاكما على الحجاز مع أبيه وبعده إلى أن مات وقد أناف على التسعين ، وقد أخرج من مكة مرارا وحارب العساكر المصرية فظفر بهم ، وكان من الشجاعة بحيت لم ير مثله في عصره وكان له ثلاثون ذكرا منهم الامير أبو الغيث بن أبى نمى قتله أخوه حميضة ومنهم الامير عطيفة حكم بمكة شرفها الله وكذا أخوه حميضة ثم قبض عليه وحمل إلى مصر فاعتقل بها ثم هرب إلى العراق وتوجه إلى السلطان اولجايتو ابن أرغون فأكرمه اكراما عظيما ، وبذل له عسكرا يذهب به إلى مكة ومنها إلى الشام أو إلى الشام أولا لانه وعده أن يملكها له وأحس أو لجايتو منه شجاعة / صفحة 144 / عظيمه وهمة عالية فعين له عشرة الآف فارس وأمر عليهم الامير طالب الدلنقدى الافطسى ، وساروا من البصرة إلى القطيف متوجهين إلى أطراف الشام ، وأرسل الشريف حميضة إلى أمراء العرب من كل قوم فأجابوه ، وأهم ذلك أهل الشام فالتجأوا إلى أمراء طئ وقومهم وهم عرب كثيرون ليس في العرب مثلهم كثرة وتمولا ، وأمراؤهم آل فضل أمراء العرب ، وانفق وفاة السلطان أو لجايتو وكاتب الوزير رشيد الدين الطبيب ذلك العسكر أن يتفرقوا لعداوة كانت له مع السيد طالب ، فتفرق ذلك العسكر وثارت بهم الاعراب الذين جمعهم السيد حميضة مع أعراب طئ فنبهوهم ، وحارب السيد حميضة في ذلك اليوم حربا لم يسمع بمثله . فيحكى عن السيد طالب الدلنقدى أنه قال : ما زلت أسمع بحملات على بن أبى طالب " ع " حتى رأيتها من السيد حميضة معاينة . ومنهم السيد عز الدين زيد الاصغر بن أبى نمى ملك سواكن ، وكانت لجده لامه وهى من بنى الغمر بن الحسن المثنى ، ثم سم هناك وأخرج من سواكن فقد العراق وكان قد قدمه مرة أخرى قبل أن يملك سواكن ، وتولى النقابة الطاهرية بالعراق ، وكان زيد كريما جوادا وجيها وتوفى بالحلة ودفن بالمشهد الشريف الغروى بظهر النجف ، وليس لزيد بن أبى نمى عقب ، ومن ولد أبى نمى شميلة بن أبى نمى وكان شاعرا شجاعا فمن شعره : ليس التعلل بالآمال من شيمى ولا القناعة بالاقلال من همى ولست بالرجل الراضي بمنزله حتى أطا الفلك الدوار بالقدم والبيت الاول من شعر ابى الطيب المتنبي غيره الشريف يسيرا ، ومن ولد شميلة بن أبى نمى ، محمد بن حازم بن شميلة بن أبى نمى فارس شجاع شديد الايد وأمه بنت السيد حميضة بن أبى نمى ، ورد العراق وتوجه إلى تبريز ولاقى السلطان السعيد أويس بن الشيخ حسن فأكرمه وأنعم عليه ثم رجع إلى الحجاز وتوفى هناك . / صفحة 145 / ومن ولد أبى نمى سيف بن أبى نمى ، وهو أصغر أولاده وآخر من بقى من ولد أبيه ، أدرك أولاد أولاد أولاد أولاد بعض أخوته وله عقب ، منهم أحمد بن سيف المذكور وهو الآن بخراسان ، وأمه بنت على بن مالك الهاشمي الحسنى أخت الشريف مبارك بن سيف بن على ، واليه وفد الشريف أحمد وبقى بخراسان ، ومن ولد أبى نمى عضد الدين أبو محمد عبد الله الفارس البطل الشجاع غضب عليه أبوه فأرسله إلى بعض بلاد اليمن وأمر حاكمها أن يحصره في دار ولا يمكنه من الخروج ففعل ذلك وكان يكرمه ويزوره ويقوم بكل ما يحتاج إليه ولكنه لا يمكنه من الخروج . وكان قد اتخذ له بابا عليه شباك من حديد يجلس خلفه وينظر إلى الطريق فقبض عليه ذات ليلة واجتذ به فقلعه وخرج من الدار ، فاحتال حاكم البلد حتى رده ثم راسل أباه بما كان منه وأخبره أنه يخاف منه وطلب العفو من القبض عليه ، فاستدعاه أبوه ثم جهزه إلى العراق وأطلق له أوقاف مكة بها فورد العراق وتوجه إلى السلطان غازن بن أرعون فأجله إجلالا عظيما ، وأنعم عليه وأقطعه إقطاعا نفيسا بولاية الحلة بالصدرين منه - موضع يقال له الزاوية فيه عدة قرى جليلة - وأقام الشريف بالحلة عريض الجاه نافذ الامر إلى أن مات ، وأعقب من ولده الشريف شمس الدين محمد وحده ، فأعقب الشريف شمس الدين محمد أحمد وأبا الغيث ، أمهما بنت السيد زيد بن أبى نمى بنت عمه ، ودر جامعا بشيراز وتوجه إليها احدهما بعد الآخر في ايام حكومة الامير أبى إسحاق بن الامير محمود شاه ، ودفنا بمشهد السادة المجاور لمشهد على بن حمزة بن الامام موسى الكاظم " ع " وعليا السيد الجليل نور الدين كان عميد السادات بالعراق عريض الجاه ساكن النفس كريم الاخلاق حليما متجاوزا ، اعقب جماعة منهم السيد شمس الدين محمد ابن على أمه شمية بنت الشريف شهاب الدين أحمد بن رميثة بن أبى نمى ، وأمها بنت الشرف بنت الشريف عضد الدين عبد الله بن أبى نمى ، له أولاد ، ومنهم / صفحة 146 / السيد حسب الله بن على بن محمد ، ومغامس وغيرهم كثرهم الله تعالى . ومن ولد أبى نمى السيد رميثة ( 1 ) واسمه منجد ويكنى بأبى عرادة ويلقب أسد الدين ، ملك مكة وطالت إمرته بها وفى ولده الامارة إلى الآن دون ساير أولاد أبى نمى ، وكان له عدة أولاد ، منهم الشريف شهاب الدين أبو سليمان أحمد بن رميثة كان قد توجه في زمن أبيه إلى العراق وذهب إلى السطان أبى سعيد ابن السلطان أو لجايتو بن أرغون فأكرمه وأحسن مثواه ، فأقام عنده ثم توجه صحبة القافلة وحج في تلك السنة الوزير غياث الدين محمد بن الرشيد وجماعة من وجوه العراق وأركان المملكة ، وكان الشريف شهاب الدين أحمد قد أعد رجالا وسلاحا ودراهم مسكوكة باسم السلطان أبى سعيد فلما بلغوا إلى عرفات وزالت الشمس وتهيأ الناس للوقوف لبس رجاله السلاح وقدموا المحمل العراقى - وهو محمل السلطان أبى سعيد - مع أعلامه على المحمل المصرى وأصعدوه جبل عرفات قبله ، وأوقفوه أرفع منه ولم تجر بذلك عادة منذ انقضاء الدولة العباسية . ولم يكن للمصريين طاقة على دفعه فالتجأوا إلى الشريف رميثة ابيه فاستنجد بنى حسن والقواد فتخاذلوا عنه لمكان ابنه احمد ومحبتهم إياه ولاحسانه إليهم قديما وحديثا ، وامر الشريف أحمد أن يتعامل بتلك الدراهم المسكوكة باسم أبى سعيد فتعومل بها في الموسم خوفا منه وعاد إلى السطان مصاحبا للقافلة العراقية فأعظمه السلطان أبو سعيد إعطاما عظيما وأحله مقاما كريما وفوض إليه أمر الاعراب بالعراق ، فأكثر فيهم الغارة والقتل وكثر أتباعه وعرض جاهه واقام بالحلة نافذ الامر عريض الجاه كثير الاعوان إلى أن توفى السلطان أبو سعيد فأخرج الشريف أحمد الحاكم الذى كان بالحلة وهو الامير على بن الامير طالب الدلقندى الحسينى الافطسى وتغلب على البلد وأعماله ونواحيه وجبى الاموال وكثر / صفحة 147 / في زمانه الظلم والتغلب ، فلما تمكن الشيخ حسن بن الامير حسين أقبوقا الجلايرى من وجه إليه العساكر مرارا فأعجزه لمراوغته مرة ومقاومته اخرى ، ثم إن الشيخ حسن توجه إليه بنفسه في عسكر ضخم وعبر الفرات من الانبار وأحاط بالحلة فتحصن الشريف أحمد بها فغدر به أهل المحلة لتى كان قد اعتمد عليها ، وخذله الاعراب الذين جاء بهم مددا وتفرق الناس عنه حتى بقى وحده ، وملك عليه البلد فقاتل عند باب داره في الميدان قتالا لم يسمع بمثله وقتل معه أحمد بن فليتة الفارس الشجاع وأبوه فليتة ، ولم يثبت معه من بنى حسن غيرهما ، وابتليا وقاتلا حتى قتلا . ولما ضاق به الامر توجه إلى محلة الاكراد وقد كان نهبها مرارا وقتل جماعة من رجالها ، إلا أنهم لما رأوه قد خذل أظهر واله الوفاء وواعدوه النصر وتعهدوا له أن يحاربوا دونه في مضايق دروب البلد حتى يدخل الليل ثم يتوجه حيث شاء ، وكان الحزم فيما أشاروا لكنه خالفهم وذهب إلى دار النقيب قوام الدين بن طاوس الحسنى وهو يومئذ نقيب نقباء الاشراف ، فلما سمع الامير الشيخ حسن بذلك ارسل إليه شيخ الاسلام بدر الدين المعروف بابن الشيخ المشايخ الشيباني ، وكان مصاهرا للنقيب قوام الدين بن طاوس فآمن الشريف وحلف له وأعطاه خاتم الامان وأرسل به إلى الامير الشيخ حسن فركب الشريف معه إلى الامير الشيخ حسن وهو نازل خارج البلد ولم يكن الشريف أحمد يظن أو يخطر بباله ان الشيخ حسن يقدم على قتله ، ولعمري لقد كان الشيخ حسن يهاب ذلك لجلالة الشريف ونسبه ولمكان ابيه بمكة شرفها الله تعالى وخوفا من قبح الاحدوثة والتقلد بدم مثل ذلك السيد ، إلا أن بعض بنى حسن أغراه بذلك وخوفه عواقبه وأنه مادام حيا لا يصفو العراق له فلما ذهب مع الشيخ بدر الدين وكان في بعض الطريق استلبوا سيفه فأحس بالشر فقال الشيخ بدر الدين : ما هذا ؟ قال : لا أدرى انما كنت رسولا وفعلت ما امرت به . هذا كله والشريف غير / صفحة 148 / آيس من نفسه ، فلما دخل على الامير الشيخ حسن اوصل الاعتذار فأظهر الامير الشيخ حسن القبول منه وطالبه بأموال البلاد في المدة التى حكم فيها وهى قريب من ثمانى سنوات أو أزيد ، فأجاب بأنه أنفقها . فعذب تعذيبا فاحشا حتى كان يملا الطشت من الجمر ويوضع على صدره فكان لا يجيب إلا : أنى انفقت بعضها عند بعض الناس ودفنت بعضها في الارض . لا يزيد على ذلك ، فأراد الشيخ حسن إطلاقه فحذره بعض خواص
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:12
الشريف فاحتال في قتله بان جاؤا بالامير أبى بكر ابن كنجاية ، وكان الشريف قد قتل أباه الامير محمد بن كنجاية واعترف بالقتل وكان قتله في بعض حروبه ، فأمر أبا بكر أن يقتله قصاصا بأبيه فاستعفي فلم يعف فضرب عنق الشريف بسبع ضربات ثم حمل إلى داره فغسل وذهب الشيخ حسن بنفسه وأمرائه فصلى عليه ودفن في داره ثم نقل إلى المشهد الغروى ، وانقطعت قافلة العراق عن الحج مدة حياة الشريف رميثة . فلما توفى وملك ابنه عز الدين أبو سريع عجلان احتال بعض الاتباع وأولاد مولديهم وهو حسن بن تركي وكان شهما جلدأ ، وتقبل بالسعي في الصلح واستصحب الشيخ سراج الدين عمر ابن على القزويني المحدث وتوجها إلى الشام ثم مضيا مع قافلة الشام إلى الحجاز ، وهكذا كان يحج من أراد الحج من العراق في تلك المدة ، فلما ورد الحجاز تكلما في الصلح فأجابهما السيد عجلان إلى ما أرادا ، وأرسل معهما ابنه خرصا إلى بغداد وصحبهم من كان قد حج من أهل العراق على طريق الشام ، فلما وصل السيد خرص بن عجلان إلى الشيخ حسن اكرمه إكراما يتجاوز الوصف وبذل له ما كان قد تقرر عليه الصلح من الاموال ، وما كان قد اجتمع من الاوقاف المكية في تلك المدة وهى سبع سنوات . وأضاف إلى ذلك أشياء أخر ، وكان للشريف أحمد إبنان هما أحمد ومحمود فقرر لهما من مال الحلة في كل سنة مبلغ عشرين ألف دينار تحمل اليهما في كل سنة إلى الحجاز ، ولم تزل مستمرة يأخذها محمود واحمد وفيهما يقول الشاعر : / صفحة 149 / وأحمد أحمد الرجلين عندي ولست أنا لمحمود بذام وأعرف للكبير السن حقا ولكن الشهامة للغلام أما أحمد بن أحمد بن رميثة فدرج وأما محمود بن الشريف أحمد بن رميثة فولد محمدا رأيته بمكة شرفها الله تعالى سنة ست وثلاثين وسبعمائة شابا ، وكان ابن عمه الشريف شهاب الدين أحمد بن عجلان قد جعله شحنة على مكة . وأعقب محمد بن محمود بن أحمد غلاما طفلا مات عنه وهو صغير بلغني أنه يقارب الخمس سنين أو فوقها بقليل ، وليس لمحمد ولد غيره وقد ادعى إلى محمد بن محمود دعى انتسب قبل ذلك إلى غيره ممن لا يثبت له نسب ثم ادعى انه ابن محمد هذا ، ولكنه يخفى هذه النسة عمن يعرف حاله والعجب أنه أسن من محمد بن محمود ، وكذبه وافتراؤه أشهر من أن ينبه عليه وأظهر من أن يحتاج إلى اظهار ، ولكن الزمان زمان سوء ولولا أنه قد أطال المقام بهذه الديار اعني كرمان وفارس ويزد وقد استوطنها وأولد بها وظن كثير من أغبياء الجهال أنه علوى صحيح النسب من حكام مكة ، لنزهت قلمى عن ذكره ، ولكن على كل نفس ما كسبت . ومن ولد السيد رميثة بن أبى نمى بقية بن رميثة له عقب ، والسيد مغامس ، له أيضا عقب ، والسيد مبارك بن رميثه ، رأيته بالعراق حين قدمها وافدا على السلطان اويس بن الشيخ حسن وله أيضا اعقاب ، ومن ولد السيد رميثة بن ابى نمى السيد عز الدين أبو سريع عجلان بن رميثة ، ملك الحجان / صفحة 150 / بعده ونازعه أخوه وكانت الحرب بينهما سجالا حتى صفت له بعده ، وأعقب جماعة منهم الشريف شهاب الدين أبو سليمان أحمد ، ملك مكة في زمان أبيه سلم إليه أبوه عجلان مكة وأسباب الملك من السلاح وغير ذلك واعتزل عجلان إلى أن مات ، وكان الشريف شهاب الدين عادلا سائسا شديد الحكومة تهابة الاشراف والقواد من دونهم ، وكانت القوافل في زمانه آمنة من السراق والقطاع ولم يكن لسارق عنده هوادة إن كان شريفا نفاه وان كان غيره قتله أو قطع أعضاءه ، وطال حكمه وعظم أمده واستشعر سلطان مصر منه الاستبداد فطلبه مرارا فاعتذر إليه ، وكان قبل وفاته عدة سنوات يلبس الدرع أيام الموسم تحت ثيابه ولا يحج لعدم تمكنه من لبس ثياب الاحرام فاحتالوا عليه بكتاب سموه وأرسلوه إليه فلم يستتم قراءة ذلك الكتاب حتى انتفخت أوداجه ودماغه وظهرت البثور بوجهه ومات رحمه الله ، وفتكوا من بعده بابنه الذى قام بعده نهض عليه رجل في سوق منى فضربه بسكين مسمومة وغاب بين الناس فلم يعرف . ومن بنى عجلان بن رميثة بن أبى نمى محمد بن عجلان له ولد ومنهم على ابن عجلان ، حكم بمكة أيضا ومنهم الشريف حسن بن عجلان ، وهو ملك الحجاز اليوم ، نقل إلى عنه أنه حسن السيرة وله شعر حسن أبقاه الله تعالى وكثر أهله وأنتسب إلى الشريف عجلان بن رميثة رجل اسمه كبيش وقبله عجلان وأبوه رميثة ايضا وأمه امرأة من عامة أهل مكة شرفها الله تعالى ، فيها ما فيها ، وأهل مكة / صفحة 151 / متفقون على حكاية يحكونها لا يصح معها نسب كبيش ولا يتصل بعجلان وان كان قد قبله والله بها أعلم وقد رأيت كبيشا هذا بمكة جليل القدر ، كان إليه أمر ساحل جدة وكان أبوه يوصى به واخوه يجله والناس يخاطبونه بالشريف ، ولكبيش عقب وكان في غاية النجدة والشجاعة - آخر بنى محمد الاكبر وهو آخر بنى موسى الثاني ، وهم آخر بنى عبد الله الشيخ الصالح بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام - . والعقب من يحيى صاحب الديلم بن عبد الله المحض بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام ويقال له الابتثى ( الاثبتى خ ل ) وكان يحيى قد هرب إلى بلاد الديلم وظهر هناك واجتمع عليه الناس وبايعه أهل تلك الاعمال وعظم أمره وقلق الرشيد لذلك وأهمه وانزعج منه غاية الانزعاج ، فكتب إلى الفضل بن يحيى البرمكى : أن يحيى بن عبد الله قذاة في عينى فاعطه ما شاء واكفنى أمره . فسار إليه الفضل في جيش كثيف وأرسل إليه بالفرق والتحذير والترغيب والترهيب ، فرغب يحيى في الامان فكتب له الفضل أمانا مؤكدا وأخذ يحيى وجاء به إلى الرشيد ، فيقال : إنه صار إلى الديلم مستجيرا فابتاعه صاحب الديلم من الفضل بن يحيى بثمانية الآف درهم ومضى يحيى إلى المدينة فأقام بها إلى أن سعى به عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد لله بن الزبير إلى الرشيد ، فقال له : إن يحيى بن عبد الله أرادنى على البيعة له . فجمع الرشيد بينهما بعد أن استقدم / صفحة 152 / يحيى من المدينة فلما اجتمعا قال الزبيري ليحيى : سعيتم علينا وأردتم نقض دولتنا . فالتفت إليه يحيى وقال : من أنتم ؟ فغلب الرشيد الضحك حتى رفع رأسه إلى السقف لئلا يظهر منه ، ثم قال يحيى : يا أمير المؤمنين أترى هذا المشنع على ؟ خرج والله مع أخى محمد بن عبد الله جدك المنصور وهو القائل من أبياته : قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنا إن الخلافة فيكم يا بنى حسن وليس سعايته يا أمير المؤمنين حبا لك ولا مراعاة لدولتك ، ولكن والله بغضا لنا جميعا أهل البيت ، ولو وجد من ينتصر به علينا جميعا لفعل وقال باطلا وأنا مستحلفه فان حلف إنى قلت ذلك فدمي لامير المؤمنين حلال فقال الرشيد : إحلف له يا عبد الله . فلما أراده يحيى على اليمين تلكأ وامتنع فقال له الفضل : لم تمتنع وقد زعمت آنفا أنه قال ذلك ؟ قال عبد الله : فانى أحلف له . فقال له يحيى قل : ( تقلدت الحول والقوة دون حول الله وقوته إلى حولي وقوتى إن لم يكن ما حكيته عنك صحيحا حقا ) . فحلف له فقال يحيى : الله أكبر حدثنى أبى عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب " ع " عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : ما حلف أحد بهذه اليمين كاذبا الا عجل الله له العقوبة بعد ثلاث . والله ما كذبت وها أنا يا أمير المؤمنين بين يديك فتقدم بالتوكيل بى ، فان مضت ثلاثة أيام ولم يحدث على عبد الله بن معصب حدث فدمي لامير المؤمنين حلال ، فقال الرشيد للفضل : حذبيد يحيى فليكن عندك حتى أنظر في أمره . قال الفضل : فو الله ما صليت العصر من ذلك اليوم حتى سمعت الصائح من دار عبد الله بن مصعب فأمرت من يتعرف خبره فعرفت أنه قد أصابه الجذام ، وأنه قد تورم واسود . فصرت إليه فما كدت أعرفه لانه صار كالزق العظيم ، ثم اسود حتى صار كالفحم ، فصرت إلى الرشيد فعرفته خبره فما انقضى كلامي حتى أتى خبر وفاته فبادرت الخروج وأمرت بتعجيل أمره والفراغ منه ، وتوليت الصلاة عليه ودفنته فلما دلوه في حفرته لم يستقر فيها حتى انخسفت به وخرجت منها رائحة مفرطة في النتن / صفحة 153 / فرأيت أحمال شوك تمر في الطريق فقلت : على بذلك الشوك . فأتيت به فطرحته في تلك الوهدة فاستقر حتى انخسفت الثانية ، فقلت : على بألواح الساج . فطرحتها على موضع قبره ثم طرح التراب عليها وانصرفت إلى الرشيد فعرفته ذلك فأمرني بتخلية يحيى بن عبد الله وأحضروه وسأله : لم عدلت عن اليمين المتعارفة بين الناس ؟ قال : لانا روينا عن جدنا أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام أنه قال : من حلف بيمين مجد الله فيها استحيى الله من تعجيل عقوبته ، وما من أحد حلف بيمين كاذبة نازع الله فيها حوله وقته إلا عجل الله تعالى له العقوبة قبل ثلاثة . ويروى أن عبد الله بن مصعب لما حلف اليمين المذكوة لم يتمها حتى اضطرب وسقط لجنبه واخذوا برحله وهلك ، ثم إن الرشيد صبرا أياما وطلب يحيى واعتقل عليه فأحضر يحيى أمانه فأخذه الرشيد وسلمه إلى أبى يوسف القاضى فقرأه وقال : هذا الامان صحيح لا حيلة فيه . فاخذه أبو البخترى من يده وقرأه ثم قال هذا أمان فاسد من جهة كذا وكذا . وأخذ يذكر شبها فقال له الرشيد : فخرقه فأخذ السكين فخرقه ويده ترعد حتى جعله سيورا . وأمر بيحيى إلى السجن فمكث فيه أياما ثم أحضره وأحضر القضاة والشهود ليشهدوا على أنه صحيح لا بأس به ويحيى ساكت لا يتكلم ، فقال له بعضهم : مالك لا تتكلم ؟ فأومى إلى فيه : أنه لا يطيق الكلام . فأخرج لسانه وقد اسود ، فقال الرشيد : هو ذا يوهمكم انه مسموم . ثم أعادة إلى السجن فلم يعرف بعد ذلك خبره ، فقيل إنه قتله جوعا وإنه وجد في بركة عاضا على حمئة وطين . وقال شيخ الشرف العبيدلى بن الرشيد عليه أسطوانة . وقيل حبسة في دار السندي بن شاهك في بيت نتن وردم عليه الباب حتى مات ، ويقال إنه القى في بركة فيها سباع قد جوعت فلاذت به وهابت الدنو منه . فبنى عليه ركن بالجص والحجر وهو حى وفى غدر الرشيد بيحيى يقول أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان من قصيدة يعد فيها مساوى بنى العباس : يا جاهدا في مساويهم يكتمها غدر الرشى بيحيى كيف ينكتم ؟ . / صفحة 154 / ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت عن ابن فاطمة الاقوال والتهم فأعقب يحيى صاحب الديلم بن عبد الله من محمد بن يحيى وحده ، ويقال له الاثبتى ( الاثبتى خ ل ) وولده الابتثيون وهم جماعة بالحجاز والعراق ، وامه خديجة بنت ابراهيم بن طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لوى بن غالب ، والعقب منه في رجلين هما عبد الله واحمد ، أمهما فاطمة بنت ادريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى . أما احمد بن محمد الابتثى فأعقب من ابنه يحيى وحده وأعقب يحيى من ابنه عيسى وحده ، وأعقب عيسى من على وسليمان - وعلى الملقب ثعلبا - ويحيى الملقب فطيسا ، والحسين ، وجدت للاولين أولادا والحسين في ( صح ) وعقب أحمد بن محمد الابتثى قليل ، وأما محمد بن عبد الله بن محمد الابتثى فأعقب من ثلاثة محمد وسليمان وابراهيم ، وأما محمد بن عبد الله بن محمد الابتثى فأعقب من سبعة يحيى والحسين وداود وادريس وصالح وعلى وأحمد ، فمن ولد يحيى بن محمد بن عبد الله ابراهيم صاحب البشرى وهى قرية وعين ، في آخرين ولابراهيم أولاد وعدد ، ومن ولد الحسين بن محمد بن عبد الله له ولد ، ومن ولد داود بن محمد بن عبد الله داود بن أبى البشر عبد الله بن داود هذا ، في آخرين وادريس / صفحة 155 / ابن محمد بن عبد الله له ولد ومن ولد صالح بن محمد بن عبد الله ، على بن صالح الشاعر له عقب ، وعقب على بن محمد بن عبد الله في ( صح ) منهم أبو القاسم على ابن على ، وقع إلى المغرب وقتل هناك ولا بقيه له بالحجاز . قال ابن طباطبا : لا أدرى له ولد بالمغرب أم لا فهو في جملة نسب القطع أسوة نظرائه . وعقب أحمد بن محمد بن عبد الله ويدعى الصالح ويلقب الصويلح في ( صح ) . وأما سليمان بن عبد الله بن محمد الابتثى ويكنى أبا القاسم ، ويقال إن اسمه محمد ، فأولد جماعة كثيرة وعقبه في سليمان بن سليمان ، ويقال إنه هو الذى يسمى محمدا ، ويكنى أبا القاسم ، أعقب أبو القاسم محمد بن سليمان بن عبد الله من أحد عشر رجلا وهم أبو عبد الله محمد ، ويوسف ، والحسين ، وأحمد ، وموسى ، وعلى والحسن ، وداود ، وحمزة ، وأيوب ، وادريس وذكر له الشيخ تاج الدين محمد بن معية الحسنى يحيى أيضا ومن ولده صاحب الشامة سليمان بن يحيى بن سليمان محمد بن أبى القاسم سليمان بن عبد الله المذكور ، له عقب الآن بالعراق وغيرها . وأما ابراهيم بن عبد الله بن محمد الابتثى . فأعقب من ثلاثة عبد الله الشيخ المكفوف ، ومحمد ، وأبى الحسين أحمد . قال البخاري : وهو أبو الحسين ابراهيم بن ابراهيم فمن ولد عبد الله المكفوف بن ابراهيم ، عتيبان بن على بن الحسن بن علقمة بن الضرير المكفوف ، ومنهم الصوفى الاسود بن الحسن ابن على بن عبد الله بن ابراهيم المذكور ، وابنه أبو طاهر حمزة الجبلى يعرف / صفحة 156 / بالسيبى ويقال لولده بنو السيبى كانوا ببغداد والموصل ، منهم فخذ يقال لهم : بنو الصناديقى كانوا ببغداد أيضا ، ومن ولد محمد بن ابراهيم بن عبد الله بن محمد الابتثى ، الحسين الاعرج بن محمد المذكور ، كذا قال شيخ الشرف . وقال ابن طباطبا : ولم أر للحسين الاعرج غير بنت . ومن ولد أبى الحسين أحمد بن ابراهيم بن عبد الله بن محمد الابتثى - وهو الدى سماه البخاري ابراهيم - الورق وهو محمد بن يحيى بن أبى الحسين أحمد المذكور ، قال البخاري : ونقل شيخ الشرف العبيدلى أن الورق هو أحمد بن ابراهيم بن عبد الله بن محمد الابتثى والله أعلم . والعقب من سليمان بن عبد الله المحض ابن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام ويكنى أبا محمد وقتل بفخ ، من ابنه محمد هرب بعد قتل أبيه ودخل المغرب إلى عمه ادريس وأعقب هناك ، وكان له عبد الله وأحمد وادريس وعيسى وابراهيم والحسن والحسين وحمزة وعلى ، وهم في نسب القطع أي انقطعت أخبارهم عنا واتصالهم عنا . قال الشيخ أبو الحسن العمرى : قال أبو الحسين يعنى شيخ الشرف محمد بن أبى الحسين العبيدلى النسابة : لم أسمع لهذا الفخذ خبرا إلى هذه الغاية . ثم قال العمرى ، وروى الناس غير هذا ، ولا شك أن بنى سليمان بن عبد الله بالمغرب إلى الآن وهم أقل من ولد ادريس بن عبد الله المحض . / صفحة 157 / .
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:13
قال الموضح النسابة : كان عبد الله بن محمد بن سليمان ورد الكوفة وروى الحديث وكان ذا قدر جليل وولد محمدا وادريس ، وأم عبد الله فاطمة ، وولد الحسن بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن سليمان ، الحسين وابراهيم أحدهما بالمدينة ، هذا كله عن الموضح . قال الشيخ أبو الحسن العمرى : قال أبو الغنائم الحسين فيما وجدته من مسوداته بخطه : سألت ابن خداع نسابة مصر عن ولد سليمان فقال : ولد سليمان بن عبد الله المحض داود مات سنة ثلاث وستين ومائتين ، وولد سليمان بن داود خمسة الحسين والحسن المحترق وعليا ومحمدا وأبا الفاتك ، مات بالحجاز سنة أربع وعشرين وثلاث مائة . قال العمرى : وما وجدت في كتاب ابن خداع شيئا من هذا ، ويجب أن يكون هذا ولد سليمان بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن المثنى وقد توهم الكاتب ، وقال الشيخ أبو الحسن العمرى أيضا : أوقفني أبو الغنائم محمد بن احمد بن محمد بن محمد الاعرج بن على بن الحسن بن على بن محمد بن جعفر الصادق عليه السلام نقيب عكبرا - صديقى - على رقعة فيها أبو العشاير المؤمل بن معالى بن على بن حمزة بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " ويعرف بابن معالى ، فسألني عن الرجل وقال : هو من أهل البصرة ؟ فقلت : ما أعرف من هذا نسبه ولا أدرى كيف هذا النسب . فشهد الحاجب أبو الفضل ابن أبى محمد بن فضاله صاحب ابن ماكولا الوزير أنه علوى صحيح النسب من البصرة ، وأنه ابن عم الشريف ابى حرب وأطلق خطه بذلك سنة احدى وثلاثين واربعمائة . ويجب أن يسأل عن هذا الرجل ويكشف حاله - آخر ولد سليمان ابن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام . والعقب من ادريس بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام ويكنى أبا عبد الله وشهد فخا مع الحسين بن على العابد صاحب فخ ، فلما قتل الحسين انهزم هو حتى دخل المغرب فسم هناك بعد أن / صفحة 158 / ملك ، وكان قد هرب إلى فاس وطنجة ومعه مولاه راشد ودعاهم إلى الدين فأجابوه وملكوه فاغتم الرشيد لذلك حتى امتنع من النوم ، ودعا سليمان بن جرير الرقى متكلم الزيدية وأعطاه سما فورد سليمان بن جرير إلى ادريس متوسما بالمذهب فسر به ادريس بن عبد الله ثم طلب منه غرة ووجد خلوة من مولاه راشد فسقاه السم وهرب ، فخرج راشد خلفه فضربه على وجهه ضربة منكرة وفاته وعاد وقد مضى ادريس لسبيله . وأعقب ادريس بن عبد الله المحض من ابنه ادريس وحده ، وكان ادريس بن ادريس لما مات أبوه حملا وأمه ام ولد بربرية ، ولما مات ادريس ابن عبد الله وضعت المغاربة التاج على بطن جاريته أم ادريس فولدته بعد أربعه أشهر . قال الشيخ أبو نصر البخاري : قد خفى على الناس حديث ادريس لبعده عنهم ونسبوه إلى مولاه راشد وقالوا إنه احتال في ذلك لبقاء الملك له ، ولم يعقب ادريس بن عبد الله ، وليس الامر كذلك فان داود بن القاسم الجعفري وهو أحد كبار العلماء وممن له معرفة بالنسب ، حكى أنه كان حاضرا قصة ادريس بن عبد الله وسمه وولادة ادريس بن ادريس . قال : وكنت معه بالمغرب فما رأيت أشجع منه ولا . أحسن وجها ، وقال الرضا بن موسى الكاظم عليه السلام : ادريس بن ادريس ابن عبد الله من شجعان أهل البيت والله ما ترك فينا مثله . وقال أبو هاشم داود ابن القاسم بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر الطيار : أنشدني ادريس بن ادريس لنفسه : لو مال صبرى بصير الناس كلهم في روعتي وضل في جزعى / صفحة 159 / بأن الاحبة فاستبدلت بعدهم ها مقيما وشملا غير مجتمع كأننى حين يجرى الهم ذكرهم على ضميري مجبول على الفزع تأوى همومى إذا حركت ذكرهم إلى خوارج جسم دائم الجزع فأعقب ادريس بن ادريس بن عبد الله المحض من ثمانية رجال القاسم وعيسى وعمر . وداود ، ويحيى ، وعبد الله ، ويحيى ، وعبد الله ، وحمزة ، وقد قيل انه أعقب من غير هؤلاء أيضا ولكل منهم ممالك ببلاد المغرب هم بها ملوك إلى الآن . أعقب داود بن إدريس بن على ما قال صاحب السفرة بفاس وبشتاية وصدفية جماعة هم بها مقيمون ، وقال الموضح النسابة : هم بالنهر الاعظم من المغرب . وأعقب حمزة بن ادريس بن ادريس بالسوس الاقصى ، وأعقب عمر بن ادريس بن ادريس بمدينة الزيتون فمن ولده عيسى بن ادريس بن عمر الذى بنى جبل الكوكب وهو مدينة المغرب ، ومنهم حمود وهو أحمد بن ميمون بن أحمد بن على بن عبد الله بن عمر ، أعقب من رجلين القاسم الملقب بالمأمون وعلى الملقب بالناصر لدين الله ، ملك الاندلس وقلع بنى مروان عنها / صفحة 160 / وأعقب على الناصر لدين الله ملك الاندلس ، يحى الملقب بالمغيلى وادريس الملقب بالمتأيد وليا الخلافة بالمغرب ، فأعقب يحيى المغيلى إدريس الملقب بالمعالى والحسن الملقب بالمستنصر دعى لهما بالخلافة هناك ، وأعقب القاسم المأمون بن احمد حمود بن ميمون وكان قد ولى بعد أخيه ، محمدا الملقب بالمهتدى ملك الجزيرة الخضراء بالمغرب ، ومن ولد عمر بن ادريس ، على بن عبد الله بن محمد بن عمر قال العمرى : له عقب يعرفون بالفواطم . وأما يحيى بن إدريس بن ادريس فكان له بلد صدفية بالمغرب ، ومن ولده على بن عبد الله التاهرتى بن المهلب بن يحيى بن ادريس ، وربما نسب التاهرتى إلى محمد ابن ادريس بن ادريس ، قال الشيخ العمرى : وليس ذلك بعيدا والذى يلوح من كلامه أنه صحيح النسب اعتمادا على انه كتب في السفرة ويجب أن يكون ما كتب في السفرة صحيحا حتى تجيئ حجة تبطله ، ولعلى التاهرتى أولاد منهم بمصر ومنهم بخراسان ، وهذا على التاهرتى هو الذى ورد رسولا عن صاحب مصر إلى السلطان محمود بن سبكتكين ؟ ؟ ؟ معه على تصانيف الباطنية ، ونفاه عن النسب الحسن ابن طاهر بن مسلم العبيدلى فخلى بينه وبينه فقتله ، ثم أنه طلب تركته فلم يعط منها شيئا . وقد حكى قصته صاحب اليميني في كتابه وجزم على أنه دعى فاسد النسب لما كان من نفى الحسن بن طاهر له ، وقد عرفت أن الظاهر أنه علوى والله أعلم . وأعقب عيسى بن ادريس بن ادريس ببلد ملكانه ، فمن ولده القاسم كنون ابن عبد الله بن يحيى بن أحمد بن عيسى بن ادريس ، وعبد الله بن ادريس بن / صفحة 161 / ادريس أحد النساك مات بفاس . وعقبه بالسوس الاقصى وأعمالها ، والقاسم ابن ادريس بن ادريس ، أولد واكثر فمن ولده أبو طالب الناسك بن أحمد بن عيسى بن أحمد بن محمد بن القاسم المذكور ، وكان من أهل الفضل وهو الذى عمل السفرة بسببهم ، ومنهم الشيخ الشاعر الضرير بمصر الحسن بن بحيى بن القاسم كنون بن ابراهيم بن محمد بن القاسم المذكور ، وبنو ادريس كثيرون وهم في نسب القطع يحتاج من يعتزى إليهم إلى زيادة وضوح في حجته لبعدهم عنا وعدم وقوفنا على أحوالهم
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:14
المعلم الثاني في ذكر عقب ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى:المعلم الثاني في ذكر عقب ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام ، ولقب الغمر لجوده ، ويكنى أبا اسماعيل وكان سيدا شريفا روى الحديث وهو صاحب الصندوق بالكوفة يزار قبره وقبض عليه أبو جعفر المنصور مع أخيه وتوفى في حبسه سنة خمس وأربعين ومائة وله تسع وستون سنة ، وقال ابن خداع : مات قبل الكوفة بمرحلة وسنه سبع وستون سنة . وكان السفاح يكرمه . فيروى أن السفاح كان كثيرا ما يسأل عبد الله المحض عن أبنيه محمد وابراهيم ، فشكا عبد الله ذلك إلى أخيه ابراهيم الغمر ، فقال له إبراهيم : إذا سألك عنهما فقل : عمهما ابراهيم أعلم بهما فقال له عبد الله : وترضى بذلك ؟ قال : نعم . فسأله السفاح عن ابنيه ذات يوم فقال : لا علم لى بهما وعلمهما عند عمهما ابراهيم . فسكت عنه ثم خلا بابراهيم فسأله عن ابني أخيه فقال له : / صفحة 162 / يا أمير المؤمنين أكلمك كما يكلم الرجل سلطانه أو كما يكلم ابن عمه ؟ فقال : بل كما يكلم الرجل ابن عمه . فقال يا أمير المؤمنين أرأيت إن كان الله قد قدر أن يكون لمحمد وابراهيم من هذا الامر شئ أتقدر أنت وجميع من في الارض على دفع ذلك ؟ قال : لا والله . قال : ورأيت إن لم يقدر لهما من ذلك شئ أيقدران ولو أن أهل الارض معهما على شئ منه ؟ قال : لا . فما لك تنغص على هذا الشيخ النعمة التى تنعمها عليه ؟ فقال : السفاح : والله لا ذكرتهما بعد هذا . فلم يذكر شيئا من أمرهما حتى مضى لسبيله . والعقب من ابراهيم الغمر في اسماعيل الديباج وحده ، ويكنى أبا ابراهيم ، ويقال له الشريف الخلاص ، وشهد فخا ، والعقب منه في رجلين الحسن التج وابراهيم طباطبا . أما الحسن التج بن اسماعيل الديباج ويكنى أبا على / صفحة 163 / وشهد فخا وحبسه الرشيد نيفا وعشرين سنة حتى خلاه المأمون وهلك وهو ابن ثلاث وستين فأعقب الحسن التج من ابنه الحسن بن الحسن وحده ويلقب التج أيضا ، ويقال لولده بنو التج ، وأعقب الحسن بن الحسن بن الديباج من أبى جعفر محمد ، يقال له أيضا التج وولده الآن آل التج بمصر . ومن أبى القاسم على المعروف بابن معية وهى أمه وبها يعرف عقبها ، وهى معية بنت محمد بن حارثة بن معاوية بن اسحاق بن زيد بن حارثة بن عامر بن مجمع ابن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمر بن عوف بن الاوس كرفية ينسب إليها ولدها ، قال أبو عبد الله بن طباطبا : وهى أم اولاده ، ولعمري أن آل معية أعرف بنسبهم من غيرهم وقد صرح النقيب تاج الدين في كثير من تصانيفه أنها أم على بن الحسن بن الحسن ، والشيخ العمرى قال : إن أمه يعنى عليا - معية الانصارية بها يعرف ولده وذكر ابن خداع أن أصلها من بغداد . والعقب من أبى القاسم على بن الحسن بن الحسن بن الديباج من رجلين أبى طاهر الحسن ، وأبى عبد الله الحسين الخطيب ، وكان له ولد ثالث هو أبو جعفر محمد النسابة صاحب المبسوط ، أخذ عنه شيخ الشرف العبيدلى انقرض عقبه وبقى عقب على بن معية من الاولين المذكورين ، أما أبو طاهر الحسن بن على بن معية فكان له عقب كثير بالكوفة ، منهم السيد العالم النسابة عبد الجبار بن الحسن بن محمد بن جعفر بن أبى طاهر الحسن المذكور ، إليه ينسب مسجد عبد الجبار بالكوفة وله ولاخويه أبى الحسن على وأبى الفوارس ناصر عقب منهم بنو المناديلى انقرضوا بنو العجعج ، منهم السيد سعد الدين موسى بن العجعج رأيته شيخا وهو ميناث . وأما أبو عبد الله الحسين الخطيب بن على بن معية وهم يدعون بنى معية فأعقب من رجلين أبى القاسم على وأبى أحمد عبد العظيم ، أعقب عبد العظيم من محمد يعرف بميمون ومن على له ولد بالرى ، ومن أحمد بن عبد العظيم ، له ولد ولمحمد / صفحة 164 / ميمون بن عبد العظيم الحسين بن محمد ميمون ، له أولاد بالرى منهم مهدى وما نكيرم ، وأعقب أبو القاسم على بن الحسين الخطيب بن على بن معية من رجلين هما أبو عبد الله محمد ، وأبو عبد الله الحسين الفيومى ، أما أبو عبد الله محمد ابن أبى القاسم على بن الحسين الخطيب ، فأعقب من أبى الطيب الحسن قتله بنو أسد ، قال ابن طباطبا : وله أولاد ستة برامهرمز والاهواز والبصرة . ومن أبى القاسم عبد الله الشعرانى ، له ولد ، ومن أبى محمد ابراهيم ، له أولاد بالاهواز هذا كله عن ابن طباطبا ، وكان له أبو طالب أحمد كان شديد التوجه وحج فأنفق مالا واسعا ، فقيل إن رجلا من الاشراف جلس إليه بمكة وهو يشكو جور السلطان ، فأدخل العلوى الحجازى يده في ثيابه وقال له : ثيابك هذه الرقاق هي التى أضلتك سبيلك والعز معه الشقاء . وقال العمرى : وكان لابي طالب عدة من الولد جميعهم أصدقائى مات أكثرهم وهذا أبو طالب أحمد عرفه بهاء الدولة بن بويه الديلمى ، وكان أبو طالب رئيسا بالبصرة وله أحوال حسنة ، قال ابن طباطبا : وله بقية بالبصرة ، وأما أبو عبد الله الحسين الفيومى بن على بن الحسين بن معية فأعقب من ابنه أبى الطيب محمد ، وأعقب أبو الطيب محمد بن الحسين الفيومى من أبى عبد الله الحسين القصرى نزل قصر ابن هبيرة فنسب إليه ، وكان لابي عبد الله الحسين القصرى عدة أولاد منهم أبو الحسن على بن الحسين القصرى قتله أحمد بن عمار العبيدلى ، من ولده بنو البديوى وهو أبو عبد الله محمد البديوى بن أبى المعالى هبة الله ابن أبى الحسن على المذكور ، كان لهم بقية بالعراق . ومنهم النقيب ظهير الدولة أبو منصور الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين القصرى ، وهو الزكي الاول وعقبه ينقسم فرقتين ، بنو قريش بن أبى الحسين بن أبى الفتح على النقيب بن رضى الدين بن الزكي الاول المذكور ، منهم السيد سيد عماد الدين محمد بن محمد بن الحسين بن قريش المذكور ، سافر إلى خراسان ثم منها إلى الهند واستوطن دهلى ، وله بها عقب . / صفحة 165 / والى بنى النقيب أبى منصور الحسن الزكي الثالث بن النقيب أبى طالب الزكي الثاني بن أبى منصور الحسن الزكي الاول يعرفون ببنى معية ذوى جلالة ورياسة ونقابة وتقدم ، أعقب النقيب أبو منصور الحسن الزكي الثالث من رجلين محمد ، والقاسم النقيب جلال الدين أبى جعفر ، أما محمد بن الزكي الثالث فأعقب من ولده النقيب تاج الدين جعفر الشاعر الفصيح لسان بنى حسن بالعراق حدثنى الشيخ تاج الدين محمد قال : حدثنى أبى عن خاله النقيب تاج الدين جعفر المذكور أنه حدثه قال لهجت بقول الشعر وانا صبى فسمع والدى بذلك فاستدعاني وقال يا جعفر قد سمعت انك تهذى بالشعر فقل في هذه الشجرة حتى أسمع فقلت ارتجالا : ودوحة تدهش الابصار ناضرة تريك في كل غصن جذوة النار كأنما فصلت بالتبر في حلل خضر تميس بها قامات أبكار فاستدناني وقبل ما بين عينى ، وأمر لى بفرس وثياب نفيسة ودراهم أمر باحضارها في الحال ، ووهب لى ضيعة من خاصة ضياعه ، وقال : يا بنى استكثر من هذا فانا نقصد دار الخلافة ومعنا من الخيل وغيرها وانواع التكلفات ومما لا يتمكن منه ويجيئ بن عامر بدواته وقلمه فتقضى حوائجه قبلنا ويرجع إلى الكوفة ونحن مقيمون بدار الخلافة لم يقض لنا بعد حاجة . وكان للنقيب تاج الدين جعفر وظائف على ديوان بغداد تحمل إليه في كل سنة وكان قد أضر وبنى موضعا سماه الزوية واعتكف فيه دائما فأرسلوا إليه بعض السنين - وحاكم بغداد يومئذ الصاحب علاء الدين عطاء الملك الجوينى - بفرس كبير السن أعور فكتب إلى صاحب الديوان بهذين البيتين : أهديتم الجنس إلى جنسه بزرك كور لبزرك وكور وما لكم في ذلك من حيلة سبحان من قدر هذى الامور / صفحة 166 / فركب صاحب الديوان إليه وقاد إليه فرسا آخر واعتذر منه ، ومن حكاياته أن شاعرا مدحه فلم يعطه شيئا فهجاه بقوله : أعرق والاعراق دساسة إلى خؤول كخليع الدلا مدحته وانفس أمارة بالسوء إلا ما وقى ذو العلى فكنت كالمودع بطيخة من عنبر حقة بيت الخلا فلما بلغته هذه الابيات أمر للشاعر بجائزة فجاءه الشاعر معتذرا وقال : كيف أجازني النقيب على الهجو ولم يجزني على المدح ؟ فقال النقيب : أنا لا أعرف ما تقول ولكنك لما قلت شعرا أثبتك عليه . فعرف الشاعر أنه لم يجزه لاسترذال القصيدة وركاكة الشعر . وكان للنقيب تاج الدين إبنان أحدهما معتوه والآخر مجد الدين محمد ، وكان نجيبا وجبها توفى في حياة أبيه وانقرض النقيب تاج الدين جعفر . وأما النقيب جلال الدين أبو جعفر القاسم بن الزكي الثالث كان أحد رجالات العلويين وكان صدر البلاد الفراتية بأسرها ونقيبها ، وكان فيه كر وإقدام وظلم على ما يحكى من أخباره ، وبسببه نكب الخليفة الناصر لدين الله على آل المختار العلويين وتولى هو تعذيبهم واستخرج أموالهم ، وحكم في قوسان وكان قد ضمنها بعير اختياره ، وكان الوزير ناصر بن مهدى الحسنى البطحانى ببغض النقيب زكى الدين ويقصده بالاذى ، واشتدت البغضة والعداوة لما فعل النقيب جلال الدين بآل المختار ما فعل ، واستشعر منه خوفا عمل معه على هلاكه واستيصاله فضمن قوسان بأضعاف ما كان مقدار ضمانها ، وعزم النقيب زكى الدين على الهرب فكره ذلك منه ابنه جلال الدين وتقبل بذلك الضمان ، ولا طف الوزير ثم خرج إلى قوسان فعسف الناس عسفا لم يسمع بمثله ، فزرع ضياع الملاك وغصب الاكرة وفعل بقوم كان له معهم عداوة ولهم قرية تسمى بالهور ما لم يسمع بمثله حمل جميع ما حصل في تلك القرية وأحال عليهم بالخراج وعاملهم من التشدد / صفحة 167 / والاهانة بما لم يفعله حاكم بأحد قبله ، وهم خواص الوزير وبطانته . وحمل الغلات على تفاوت أجناسها إلى بغداد فحصلت في محرز هناك وتوجه إلى بغداد فساعدته الاقدار على أن أرتفع سعر الحنطة من درهمين إلى أربعة فدخل على الوزير وشكا عدم الحاصل وقلة الارتفاع وأنه لم يحصل ما يقوم بثلث مال الضمان ، وكان مائة وعشرين ألف دينار ذهبا ، والتمس بأن تغلق أبواب المناثر ولا يبيع أحد شيئا من الغلات والحبوبات مدة عشرة أيام فاجيب إلى ما التمسه ، وأحال عليه الوزير من يومه بحوالات توازى المبلغ المذكور ، وكان يؤدى إلى كل ذى حوالة شيئا يوما فيوما ، وارتفع السعر في تلك الايام فوصلت الحنطة إلى ستة دراهم فلم يمض أسبوع حتى باع السيد جميع ما كان عنده ولم يبق في مناثره شئ أصلا . وقد وفى من الحوالات مائة الف دينار ، وأخذ لنفسه مثلها ، فاحتال ذات ليلة حتى دخل على الوزير وقت السحر وهو خال يكتب مطالعة الصباح التى تعرض على الخليفة ، وقد حمل المال معه وأوقفه على باب دار الوزير ، فشكا إلى الوزير حاله ووصف جده واجتهاده وذكر ما نال به الناس من الظلم وأنه مع ذلك كله قد أدى مائة ألف دينار حصلها من قوسان والتمس أن يترك له العشرين ألف دينار الباقية ، فقال له الوزير : ليس لتخلية درهم واحد من مال أمير المؤمنين سبيل ، فقال النقيب : أيها الوزير هذه الدنانير على الباب وقد حصلت هذا المقدار بتمامه ، فان تقدم الوزير أن أدخلها إليه فهو الحاكم ، وإن تقدم أن اؤديها إلى أرباب الحوالات أديتها . فتبسم ثم قال : لا بل أمير المؤمنين يترك لك هذه العشرين ألف دينار فقد علم أن ضمانك كان ثقيلا . قلت : ولا يسمع في كلام متظلم فالوزير يعلم كيف حصلت هذه الاموال . قال : لك ذلك على أن لا تعود إلى مثلها . قال : على ذلك مادام الوزير أعزه الله لا يكلفني ضمانا ثقيلا لا يحصل إلا بالجور والعسف والضرر العائد على الديوان في السنين المستقبلة . ثم صلح / صفحة 168 / الحال بينهم ظاهرا إلى أن عزل الوزير ولم يتعرض للنقيب زكى الدين ولا لابنه إلا بالخير . وكان مزيد الخشكرى الشاعر قد هجا النقيب جلال الدين وذكر ظلمه وعسفه وذكر الهور الذى قدمناه دكره وأهله بقصيدة طويلة منها . وكانما الهور الطفوف وأهله الشهداء وابن معية ابن زياد وحذر من النقيب وأقسم ليقتله إن ظفر به واختبأ مزيد الخشكرى وانما كان قد تجرأ على هجو النقيب ظنا أن الوزير يستأصله وأباه إما بالقتل أو بأن يهربا إلى اليمن كعادتهما ، وكانا قد هربا قبل ذلك وهرب معهما قوم من أهلهما فأقاما بالبادية تارة بمكة اخرى وباليمن أوقاتا حتى استمال الخليفه الزكي الثالث فرجع إلى العراق . فظن ابن الخشكرى أن ما يقوله الوزير سيفعله البتة فلما صلح أمر النقيب جلال الدين مع الوزير خاف ابن الخشكرى خوفا شديدا ولم يجد من يجيره من النقيب فدخل عليه ذات يوم وهو متلثم فسفر عن لثامه ولم يكن النقيب رآه ولا عرفه قبل ذلك وأنشده قصيدته التى أولها : سعود تدوم بشرب المدام * ببنت الكروم مع ابن الكرام حسونا بكأس وطاس وجام * غدونا بنون وخاء ولام فلما أتم القصيدة قال له النقيب - وكان قد سمع شعره قبل ذلك - : انى لاسمع نفس مزيد . قال : إذا هو . ففكر النقيب ساعة وكان قد كتب إلى الخليفة الناصر لدين الله ضراعة بارسال عشرة الآف دينار ذهبا في عشرة أكياس فأمر باخلاء كيس ودفع ما فيه إلى مزيد الخشكرى وجعل القصيدة في الكيس وختم عليها ، فما نظر الخليفة إلى قوله ضحك وأمر باجرائها له وطلب مزيد الخشكرى فأمر له بجائزة اخرى ومدح مزيد الخليفة وصار مزيد من شعراء الخلافة والاصل في ترتيبه قوله . ( فكانما الهور الطفوف ) إلى آخره ، وكان الناصر كثيرا ما ينشد هذا البيت ويضحك . / صفحة 169 / فأعقب النقيب جلال الدين القاسم من رجلين زكى الدين الحسن ، وفخر الدين الحسين ، انقرض زكى الدين الحسن وكان له الفقيه العالم الفاضل المدرس رضى الدين محمد ، انقرض وانقرض أبوه بانقراضه ، وولد فخر الدين الحسين جلال الدين أبا جعفر القاسم بن الحسين ، كان جليل القدر فاضلا شاعرا ولم يل السيد جلال الدين بن الحسين صدارة وامتنع وكان أبوه على قاعدة أبيه صدرا نقيبا بالفراتية فعزل عن النقابة ومن شعره : تقاعست دون ما حاولته الهمم ولا سعت بى إلى داعى الندى قدم ولا امتطيت جوادا يوم معركة وخاننى في الوغى الصمصامة الخذم ولا بلغت من العلياء ما بلغ الآباء قبلى ولا أدركت شأوهم إن كنت رمت سلوا عن محبتكم أو كنت يوما بظهر الغيب خنتكم فما الذى أوجب الهجران لى فلقد تنكرت منكم الاخلاق والشيم ؟ أذاك من بخل بالوصل أم ملل أم ليس يرعى لمثلى عندكم ذمم ؟ ؟ ؟ وكان لجلال الدين أبى جعفر القاسم بن الحسين بن القاسم بن الزكي الاول ابنان أحدهما زكى الدين مات عن بنت وانقرض ، والآخر شيخي المولى السيد العالم الفقيه الحاسب النسابة المصنف تاج الدين محمد ، إليه انتهى علم النسب في زمانه وله فيه الاسنادات العالية والسماعات الشريفه ، أدركته قدس الله روحه شيخا وخدمته قريبا من اثنتى عشرة سنة ، قرأت فيها ما أمكن حديثا ونسبا وفقها وحسابا وأربا وتواريخ وشعرا إلى غير ذلك ، وصاهرته رحمه الله على ابنة له ماتت طفلة فأجاز لى أن ألازمه ليلا فكنت ألازمه ليالى من الاسبوع أقرا فيها ما لا يمنعنى فيه النوم . فمن تصانيفه ( كتاب في معرفة الرجال ) خرج في مجلدين ضخمين ، وكتاب ( نهاية الطالب في نسب آل أبى طالب ) خرج في اثنى عشر مجلدا ضخما قرأت / صفحة 170 / عليه أكثره ، وكتاب ( الثمرة الظاهرة من الشجرة الطاهرة ) أربع مجلدات في أنساب الطالبيين مشجر قرأته عليه بتمامه ، ومنها ( الفلك المشحون في أنساب القبائل والبطون ) قرأت عليه كثيرا مما خرج منه ولم يبلغ من هذا الكتاب إلا قريبا من الربع ، ومنها كتاب ( أخبار الامم ) خرج منه أحد وعشرون مجلدا وكان يقدر إتمامه في مائة مجلد كل مجلد أربع مائة ورقة ، ومنها كتاب ( سبك الذهب في شبك النسب ) مختصر مفيد قرأته عليه بتمامه ، ومنها كتاب ( الجذوة الزينية ) مختصر قرأته عليه أول اشتغالي بعلم النسب لم أقرأ قبله إلا مقدمة مختصرة لشيخ الشرف العبيدلى ، ومنها كتاب ( تبديل الاعقاب ) ومنها ( كشف الالتباس في نسب بنى العباس ) ومنها رسالة ( الابتهاج في الحساب ) وكتاب ( منهاج العمال في ضبط الاعمال ) إلى غير ذلك من كتبه في الفقه والحساب والعروض والحديث . وكان يتولى إلباس لباس الفتوة ويعتزى إليه أهله ويحكم بينهم بما يراه فيطيعون أمره ويمتثلون مرسومه ، وهذا المنصب ميراث لآل معية من عهد الناصر لدين الله وقد كان بعض آل معية يعارض النقيب تاج الدين في ذلك وينقسم الناس بالعراق أحزابا كل ينتمى إلى أحدهم ، فلما مات النقيب فخر الدين ابن معية والنقيب نصير الدين بن قريش بن معية لم يبق له معارض ولم يكن عوام العراق ولا خواصهم ليسلموا ذلك الامر إلى أحد من غير آل معية مادام / صفحة 171 / منهم أحد فكيف بالنقيب تاج الدين . وكان إليه إلباس خرقة التصوف من غير منازع في ذلك لا يلبسها أحد غيره أو من يعزى إليه - فأما النسب فلم يمت حتى أجمع نساب العراق على تلمذته والاستفادة منه حتى أنى رأيت في كتاب مشجر بخط السيد أبى المظفر ابن الاشرف الافطسى اسم النقيب تاج الدين وقد كتب تحته : ( قرأت عليه واستفدت منه ) . وكان أبو المظفر أسن من النقيب تاج الدين بكثير فسألت النقيب تاج الدين : ما قرأ عليك أبو المظفر ؟ فقال : لم يقرأ على شيئا ولا سمع منى شيئا يعتد به بل ما يخطر ببالى إلا أنه كان يوما على باب القبة الشريفة بالغرى في الايوان المقابل فوصل إلى مكان - ذكره النقيب ونسيته انا - قال فسألني عنه فأخبرته . وكان متقدما في هذا الفن قريبا من خمسين سنة يشار إليه بالاصابع . فأما روايته واتساعها ومعرفته بغوامض الحديث والحاقه بالاجداد فأمر لم يخالف فيه أحد ، ومن أشعاره قوله : ملكت عنان الفضل حتى أطاعنى وذللت منه الجامح المتصعبا وضاربت عن نيل لعالى وحوزها بسيفي أبطال الرجال فما نبا وأجريت في مضمار كل بلاغة جوادي فحاز السبق فيهم وما كبا ولكن دهري جامح عن مراتبي ونجمى في برج السعادة قد خبا ومن غالب الايام فيما يرومه تيقن أن الدهر يضحى مغلبا
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:15
وتعداد فضائل النقيب تاج الدين محمد رحمه الله يحتاج إلى بسط لا يحتمله هذا المختصر ، وتوفى رحمه الله عن بنات - آخر بنى على بن معية ، وهو ابن الحسن بن الحسن بن الديباج - وأما أبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسن بن الديباح ويقال لولده بنو التج / صفحة 172 / وهم بمصر فأعقب من رجلين أحمد ، ولده بمصر ، والحسين يقال له البربري ويقال لولده بنو البربري ، أما أحمد بن محمد فمن ولده صاحب العدة والعزة بمصر ومات باليمن ، وهو أبو الحسن محمد بن أحمد المذكور ، له أولاد بمصر قال العمرى : محمد بن احمد بن محمد بن الحسن بن الحسن الديباج له ذيل بمصر والعراق وتنيس من جملتهم بنو بنت الزويدى وهو أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم ابن محمد بن أبى الحسن محمد المصرى المذكور ، وكان لابي عبد الله الحسين هذا ثلاثة ذكور ، أبو تراب على ، مات دارجا وابراهيم بمصر له بنات ، وزيد ولده بتنيس ، وكان لابي الحسن محمد المصرى صاحب العزة المذكور ، أبو محمد القاسم وكان باليمن أولاد متفرقون - آخر بنى الحسن التج بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام - ، وأما ابراهيم طباطبا بن اسماعيل الديباج ولقب ( طباطبا ) لان أباه أراد أن يقطع له ثوبا وهو طفل فخيره بين قميص وقبا فقال : طباطبا - يعنى قباقبا وقيل بل السواد لقبوه بذلك . وطباطبا بلسان النبطية سيد السادات . نقل ذلك أبو نصر البخاري عن الناصر للحق ، وكان ابراهيم طباطبا دا خطر وتقدم وأمه أم ولد ، فأعقب من ثلاثة رجال القاسم الرسى وأحمد والحسن ، وكان له عبد الله بن ابراهيم أيضا كان له ذيل لم يطل ، ومن ولده أحمد بن عبد الله خرج بصعيد مصر سنة سبعين ومائتين فقتله أحمد بن طولون وانقرض عقبه وعقب أبيه عبد الله بن ابراهيم ايضا . ومن ولد ابراهيم طباطبا أيضا محمد بن ابراهيم ، ويكنى أبا عبد الله أحد أئمة الزيدية خرج بالكوفة داعيا إلى الرضا من آل محمد ، وخرج معه أبو السرايا السرى بن منصور الشيباني في أيام المأمون فغلب على الكوفة ودعى بالآفاق ولقب بأمير المؤمنين وعظم أمره ثم مات فجأة وانقرض عقبه ، وكان من ولده / صفحة 173 / محمد بن الحسين بن حعفر بن محمد هذا خرج إلى الحبشة فما يعرف له خبر ، ومنهم محمد بن جعفر بن محمد المذكور ، قتلته الشراة بكرمان وصلب فأخذتهم الزلزلة أربعين يوما حتى أنزل عن الخشبة فسكنت الزلزلة ، وعقب ابراهيم طباطبا من القاسم وأحمد والحسن ، أما الحسن بن ابراهيم طباطبا فأعقب من رجلين على وأحمد يلقب متوية ، أما على بن الحسن بن طباطبا فأمه أم ولد . قال أبو نصر البخاري : استلحق وهو ابن اربع عشرة سنة فاولاده يسمون المستلحقة والله أعلم فمن ولده الشريف أبو محمد الحسن بن على بن محمد الصوفى المصرى بن أحمد شيخ الاهل بن على بن الحسن بن ابراهيم طباطبا يعرف بابن بنت زريق ، وكان دينا متصوفا ومات عن أولاد منهم رجل شاعر ، ومنهم أبو ابراهيم اسماعيل بن ابراهيم بن على بن على بن الحسن بن طباطبا ، مات بمصر سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة وله بها ولد ، ومنهم أبو الحسن الملقب بالجمل بن أبى محمد الحسن بن على بن الحسن بن طباطبا مات بمصر عن عدة أولاد وأخوة . وأما أحمد المصرى بن الحسن بن طباطبا الملقب متوية فله أبو الحسن محمد الصوفى وأبو الحسن محمد الشجاع المستجد ، وأبو جعفر محمد الرئيس ، وأبو على محمد بنو أحمد المصرى المذكور ، لهم أعقاب منهم بنو المستجد ، وبنو الكركي وهو أبو الحسن على بن محمد الصوفى المذكور ، وبقيتهما بمصر . وأما أحمد الرئيس بن طباطبا ويكنى أبا عبد الله فأعقب من رجلين أبى جعفر محمد وأبى اسماعيل ابراهيم ، وجمهور عقبه يرجع إلى أبى الحسن الشاعر الاصفهانى وهو محمد بن احمد بن محمد بن احمد المذكور صاحب كتاب ( نقد الشعر ) وغيره ، ومن ولده القاسم ، وأبو البركات محمد وابو الحسين محمد وأبو المكارم محمد بنو الشريف أبى الحسن محمد المذكور ، فمن ولد القاسم ابن محمد الشيخ الشريف النسابة أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أبى طالب بن / صفحة 174 / القاسم هذا ، قال أبو الحسن العمرى : لقيته وقرأت عليه وكاتبته في الانساب . ومن ولد أبى البركات ، محمد بن محمد بن الحسن وكان رفيق شيخ الشرف النسابة إلى مصر له ذيل طويل بمصر ، قاله الشيخ أبو الحسن العمرى ، ومن ولد أبى الحسن محمد بن أحمد الشاعر الاصفهانى أبو الحسين على الشاعر بن أبى الحسن محمد ، له ذيل طويل منهم السيد العالم النسابة أبو اسماعيل ابراهيم بن ناصر بن ابراهيم بن عبد الله بن الحسن بن على الشاعر المذكور مصنف كتاب ( المتنقلة في علم النسب ) . ومن ولد أبى اسماعيل ابراهيم بن احمد بن طباطبا ، القاسم بن ابراهيم بن القاسم ابن أبى اسماعيل ابراهيم هذا كان شاعرا مطبوعا وكان يرد على ابن المعتز ومات عن عدة من الولد ، وأما القاسم الرسى بن ابراهيم طباطبا ، ويكنى أبا محمد / صفحة 175 / وكان ينزل جبل الرس ، وكان عفيفا زاهدا له تصانيف ودعا إلى الرضا من آل محمد ، وله عدة أولاد متقدمون ، فأعقب من سبعة رجال يحيى العالم الرئيس والحسن ، واسماعيل ، وسليمان ، والحسين السيد الجواد ، وأبو عبد الله محمد وموسى ، أما يحيى بن الرسى فكان رئيسا ينزل الرملة وكان له بها عقب ، وأما الحسن بن الرسى وكان بالمدينة سيدا رئيسا فأعقب من محمد وابراهيم ، فمن ولد محمد بن الحسن بن الرسى ، عليان بن المحسن بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الرسى ، كان في مشهد المذار وهو مشهد عبيد الله بن على بن أبى طالب " ع " . ومن ولد ابراهيم بن الحسن بن الرسى ، ابراهيم وعقبه من رجلين القاسم الجمال ، ومحمد فمن ولد القاسم الجمال ، على يعرف بمعمر ويكنى بأبى خلاط ، ومحمد وابراهيم والحسين بنو القاسم الجمال ، ومن ولد محمد بن ابراهيم ابنه يحيى له عدة أولاد وأما اسماعيل بن الرسى وكان رئيسا متقدما فعقبه من رجل واحد وهو ابنه أبو عبد الله محمد الشعرانى نقيب الطالبيين بمصر وولده نقباء سادة ، وأعقب أبو عبد الله محمد الشعرانى بن اسماعيل بن الرسى من اسماعيل النقيب بمصر بعد ابيه ، وأبى القاسم أحمد النقيب بمصر بعد أخيه ، وأبى الحسن على ، وأبى الحسين يحيى وأبى محمد جعفر ، وأبى محمد عيسى ، وأبى محمد القاسم ، والعقب من اسماعيل النقيب بعد أبيه ابن محمد الشعرانى ، من أبى العباس ادريس له أولاد ، هم اسماعيل وعبد الله ، ومحمد . والعقب من أبى القاسم أحمد النقيب بعد أخيه ابن محمد الشعرانى من / صفحة 176 / ابراهيم ، واسماعيل ، وعلى ، وأبى الحسين عبد الله وأبى عبد الله محمد يلقب بالقرقيس ، ويحيى . فالعقب من ابراهيم بن أحمد النقيب بن محمد الشعرانى من أبى عبد الله الحسين النقيب كان بمصر ، وأبى الحسن على النقيب كان بمصر وأبى القاسم أحمد ، أما أبو عبد الله الحسين النقيب بن ابراهيم بن أحمد بن محمد الشعرانى وكان جم الفضائل كثير المحاسن فولده طاهر وعلى واسماعيل وابراهيم لهم أولاد ، وأما أبو الحسن على النقيب بن ابراهيم فولده محمد ويحيى وعبد الله وأما أبو القاسم أحمد بن ابراهيم فولده على وابراهيم ومحمد ، والعقب من أبى الحسين عبد الله بن أحمد النقيب بن محمد الشعرانى فولداه محمد وأبو القاسم احمد وولد محمد بن أبى الحسين عبد الله بن أحمد النقيب ، القاسم القاضى بالشام والعقب من محمد القرقيس بن أحمد النقيب بن محمد الشعرانى من أبى عبد الحسين الله ، له ولد ومسلم ، وأبى القاسم احمد ، واسماعيل وعبد الله ، والعقب من اسماعيل بن احمد النقيب ، في حمزة ، له ولد وعلى بن احمد النقيب له ابن اسمه الحسين والعقب من أبى محمد جعفر بن الشعرانى في ابى على الحسين ، له على ويحيى وابراهيم والعقب من ابى الحسن على بن الشعرانى في اولاده ابى اسماعيل ابراهيم ومحمد والحسن ، والعقب من ابى الحسين يحيى بن الشعرانى في ولده الحسين ، له ولد وعيسى بن الشعرانى ميناث وقيل له محمد وعيسى ، ولمحمد ولد . وأما سليمان بن الرسى فمن ولده محمد وعلى والحسين والقاسم العدل بنو محمد بن على الفارس بن سليمان المذكور ، ومن ولده ابراهيم بن سليمان المذكور ولابراهيم احمد ومحمد ابنا ابراهيم هذا ، ومحمد هذا يلقب توزون بالبصرة ، وأما احمد بن ابراهيم بن سليمان ، فمن ولده موهوب أبو الحسن دلال الدقيق بالبصرة ابن ابى الليل عبد الله بن احمد بن ابراهيم المذكور وأما محمد بن ابراهيم المذكور ابن سليمان فولده بنو توزون بالبصرة . قال الشيخ أبو الحسن العمرى : هم أصدقائى بالبصرة بقى منهم طفل هو / صفحة 177 / ولد أبى منصور جعفر بن أحمد بن محمد توزون المذكور ، ومن بنى سليمان بن الرسى ، موسى القتيل بصنعاء وابنه أبو الحسن له ذيل منتشر . وأما أبو عبد الله الحسين بن القاسم الرسى وكان سيدا كريما فأعقب من رجلين أبى الحسين يحيى الهادى وأبى محمد عبد الله السيد العالم ، أمهما فاطمة بنت الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام أما يحيى الهادى بن الحسين بن الرسى ويكنى أبا الحسين ، كان إماما من أئمة الزيدية جليلا فارسا ورعا مصنفا شاعرا ، ظهر باليمن ويلقب بالهادي إلى الحق ، وكان يتولى الجهاد بنفسه ويلبس جبة صوف ، له تصانيف كبار في الفقه قريبة من مذهب أبى حنيفة ، وكان ظهوره باليمن أيام المعتضد سنة ثمانين ومائتين وتوفى هناك سنة ثمان وتسعين ومائتين وهو ابن ثمان وسبعين سنة ، وخطب له بمكة سبع سنين ، وأولاده أئمة الزيدية وملوك اليمن ، فاعقب يحيى الهادى من ثلاثة رجال الحسن الفيلى ينسب إلى الفيل جبل بصعدة ، وأبى القاسم محمد المرتضى قام بالامر بعد أبيه ، وأحمد الناصر قام بالامر بعد أخيه ، أما الحسن الفيلى ابن يحيى الهادى فقال الشيخ أبو الحسن العمرى : له ذيل لم يطل . واما أبو القاسم محمد المرتضى بن يحيى الهادى فأعقب من جماعة : منهم على وابراهيم والحسن الاتج قال ابن طباطبا : والحسين . أما الحسن الاتج فله ولد بآمل ، ومنهم أبو العساف محمد وابو هاشم الحسن إبنا يحيى بن الحسن الاتج المذكور ، يقال لولده آل أبى العساف كانوا باصفهان إلى ما بعد الستمائة . / صفحة 178 / ومن ولد أبى الهاشم الحسن بن يحيى بن الحسن الاتج داعى النسابة واخوته الرضى ، وعبد الله ، وعلى ، بنو الحسن بن يحيى المذكور ، لهم أعقاب بسارية وخوزستان والرى ، وللمرتضى باليمن ايضا اعقاب . وأما أحمد الناصر بن يحيى الهادى وهو الناصر لدين الله وكان من أكابر الائمة الزيدية جم ، الفضائل كثير المحاسن وكان به نقرس فربما هاج وبه فمنعه من القتال واستمر به ذلك . قال الشيخ أبو الحسن العمرى : بلغني ان ولده أبا الغطمش وثب عليه خصم له فقتله وكثر عليه العدو فجالد حتى رجع فقال ابوه الناصر لدين الله : إن لا أثب فقد ولدت من يثب كل غلام كالشهاب الملتهب ومات سنة اربع وعشرين وثلاث مائة وبقيت الامامة في ولده . فاعقب من جماعة منهم : محمد الوارد إلى حلب بن احمد الناصر أعقب بحلب ومصر وغيرهما ومنهم أبو الفضل الرشيد بن احمد الناصر له بقية . قال الشيخ العمرى : هم بحلب إلى يومنا . ومنهم : الحسين بن احمد الناصر ، له ولد باليمن ، ومنهم أبو الغطمش ابراهيم بن احمد الناصر فارسهم وقد ذكر قريبا . ومنهم اسماعيل بن الناصر أعقب بخوزستان . ومنهم أبو الحمد داود بن الناصر ، كان من شيوخ أهله وفضلائهم وكان بالعراق ، وابنه القاضى المجلى أبو محمد بن أبى الحمد ورد خورستان وتقدم بها ، وله بقية بالاهواز وواسط . ومنهم الحسن بن الناصر قام بالامر بعد أبيه وله أولاد ، وكان يلقب بالمنتجب لدين الله . ومنهم يحيى ابن الناصر قاتل أخاه على الامامة ويلقب بالمنصور كان فيه خير أنفذ رجلا من اهله إلى بغداد ايام كان أبو عبد الله بن الداعي بها وذلك في أيام معز الدولة بن بويه ، وقال له : اختبر حاله يعنى أبا عبد الله بن الداعي فان رأيته أفضل منى وأولى منى بالامامة فاكتب إلى بذلك لابايع له وأدعو إليه . وولد المنصور يحيى بن الناصر عدة اولاد ، منهم على يلقب الحرب ، وله ولد ببغداد ، وابنه
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:16
القاسم بصعدة . ومنهم القاسم المختار بن الناصر ويكنى أبا محمد وكان بصعدة أحد كبار / صفحة 179 / أئمة الزيديد ، له أعقاب : منهم محمد المستنصر بن القاسم المختار له أولاد منهم ابراهيم المؤيد ، وعبد الله المعتضد ويوسف له أعقاب - آخر ولد يحيى الهادى ابن الحسين بن الرسى - . وأما عبد الله العالم بن الحسين بن الرسى فله عقب كثير بالحجاز وعقبه من جماعة منهم اسحاق بن عبد الله العالم ، عقبه بادية بالحجاز ، ومنهم يحيى بن عبد الله . من ولده حمزة بن الحسن بن عبد الرحمان بن يحيى المذكور ، ويقال لولده بنو حمزة باليمن ، منهم أئمة الزيدية هناك إلى الآن ومنهم شيخنا رضى الدين الحسن بن قتادة بن مزروع بن على بن مالك المدنى النسابة ، وكان حمزة هذا يدعى النفس الزكية ، وابنه على بن حمزة يدعى العالم وابنه حمزة بن على بن حمزة يدعى المنتجب ، وابنه سليمان بن حمزة الثاني يدعى التقى ، وابنه حمزة الثالث بن سليمان بن حمزة يدعى وهو والد الامام عبد الله بن حمزة امام الزيدية وكان عالما وبقى الامر في يده تسع عشرة سنة وله عقب كثير ، وكان عبد الرحمان بن يحيى بن عبد الله يلقب الفاضل ، وابنه الحسن يقال له الامام / صفحة 180 / الراضي وابنة حمزة النفس الزكية على ما مر ، وأما أبو عبد الله محمد بن الرسى فأعقب من ثلاثة ابراهيم ، وعبد الله الشيخ . وابى محمد القاسم الرئيس ، فمن ولد ابراهيم بن محمد بن الرسى ، زيد الاسود بن ابراهيم ، استدعاه عضد الدولة بن بوية من بيت المقدس وكان قد انقطع به وزوجه باخته فلما توفيت زوجه بابنته شاهان دخت ، وولده عدد كثير بشيراز لهم وجاهة ورياسة منهم نقباء شيراز وقضاتها ، فمن ولده على والحسين ابنا زيد الاسود ، فمن بنى الحسين بن زيد الاسود ، عزير بن العدل بن نزار بن زيد بن الحسين المذكور ، وإخوة معقبون ومنهم نقيب النقاء بالممالك الابى سعيدية وقاضي قضاتها قطب الدين أبو زرعة محمد بن على بن حمزة بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الاسود المذكور ، له عقب ، ومنهم السيد الامير الجليل الجواد المشهور فخر الدين أبو محمد الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الاسود ، له عقب ، ومنهم القاضى شرف الدين محمد بن اسحاق بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الاسود ، ولهم أعقاب وأنساب وهم بشيراز أهل رياسة ونقابة وقضاء وجلالة وتقدم كثرهم الله تعالى . ومن ولد عبد الله الشيخ بن محمد بن الرسى ، أبو محمد الحسن الشاعر بن عبد الله يقال له المنتجد به يعرف ولده ، وأعقب القاسم الرئيس بن محمد بن الرسى من ثمانية رجال فمن ولده بنو رمضان بن على بن عبد الله بن مفرج بن موسى بن على بن القاسم بن محمد بن الرسى صحح نسبهم ابن ميمون النسابة منهم نفيب النقباء تاج الدين على بن محمد بن رمضان المذكور يعرف بان الطقطقى ساعدته الاقدار حتى حصل من الاموال والعقار والضياع مالا يكاد يحصى . ومن غرائب الاتفاقات التى حصلت له أنه زرع في مبادئ أحواله زراعة كثيرة في أملاك الديوان وهو إذ ذاك صدر البلاد الفراتية ، وأحرز ما تحصل / صفحة 181 / له من الغلات في دار له كان قد بناها ولم يتمها ، وفضل حسابه مع الديوان وقد بقى له بقية صالحة من الغلات ، فأصاب الناس قحط شديد وشرع النقيب تاج الدين في بيع الغلات فباع بالاموال ثم بالاعراض ثم بالاملاك ، وكان يضرب المثل بذلك الغلاء فيقال ، غلاء ابن الطقطقى . نسب إليه لانه لم يكن عند أحد شئ يباع سواه ، وكان قد نقب في بعض حيطان تلك الدار مقدار ما يخرج منه الغلة فنزل ذات ليلة في حسابه فإذا هو قد باع أضعاف ما ادخر ، فأمر بكشف شقوقها فوجد الغلات قائمة الحب ينتثر منها فعالج في تغطيتها فلم يقدر ونفدت بعد بيع قليل كما هو عادة أمثالها . وترقى أمره إلى أن كتب إلى السلطان أبا قاخان بن هلاكو في عزل صاحب الديوان واقامته عوضه ووعده بأموال جزيلة وأثاره كفايات غريبة ، فوقع كتابه إلى الوزير شمس الدين الجوينى أخى صاحب الديوان عطا ملك فأخذ قرطاسا وكتب فيه : كم لى أنه منك مقلة نائم يبدى سباتا كلما نبهته فكأنك الطفل الصغير بمهده يزداد نوما كلما حركته وجعل كتاب النقيب فيه وأرسله إلى أخيه فاستعد صاحب الديوان له وتقرر أمره عنده على أن أمر جماعة بالفتك به ليلا ففتكوا به وهربوا إلى موضع ظنوه مأمنا أمرهم بالمصير إليه صاحب الديوان ، فخرج صاحب الديوان إليه من ساعته إلى ذلك الموضع فقبض على اولئك الجماعة وأمر بهم فقتلوا واستولى على أموال النقيب وأملاكه وذخائره . وللنقيب تاج الدين عقب ، وأما موسى بن الرسى وكان بمصر فمن ولده على المعروف بابن بنت فرعة وهو ابن محمد موسى المذكور أعقب من سبعة رجال وكان عقبه بمصر - آخر بنى الرسى وهم آخر بنى ابراهيم طباطبا ، وهم آخر بنى اسماعيل الديباج بن الغمر ، وهم آخر بنى ابراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن / صفحة 182 / ابن على بن أبى طالب عليه السلام
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:16
المعلم الثالث في ذكر عقب الحسن المثلث بن الحسن المثنى:المعلم الثالث في ذكر عقب الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب عليه السلام ويكنى أبا على وله عدة أولاد منهم أبو الحسن على العابد ذو الثفنات ، استقطع أبوه عين مروان فكان لا يأكل منها تحرجا وكان مجتهدا في العبادة ، حبسه الدوانيقي مع أهله فمات في الحبس وهو ساجد فحركوه فإذا هو ميت . كذا قال أبو نصر البخاري ، وقال الشيخ العمرى : مات في الحبس مقتولا . وحكى الشيخ أبو الفرج الاصفهانى في كتاب ( مقاتل الطلبيين ) : أن بنى حسن لما طال مكثهم في حبس المنصور وضعفث أجسامهم كانوا / صفحة 183 / إذا خلوا بأنفسهم نزعوا قيودهم فإذا أحسوا بمن يجيئ إليهم لبسوها ، ولم يكن على العابد يخرج رجله من القيد فقالوا له في ذلك فقال لا أخرج هذا القيد من رجلى حتى ألقى الله عزوجل فأقول : يا رب سل أبا جعفر فيما قيدني ؟ . ومن ولد على العابد بن الحسن المثلث ، الحسين بن على وهو الشهيد صاحب فخ ، خرج ومعه جماعة من العلويين زمن الهادى موسى بن المهدى بن المنصور بمكة ، وجاء موسى بن عيسى بن على ومحمد بن سليمان بن المنصور فقتلاهم بفخ يوم التروية سنة تسع وستين ومائة . وقيل سنة سبعين ، وحملا رأسه إلى الهادى فأنكر الهادى فعلمهما وإمضاءهما حكم السيف فيهم دون رأيه ، ونقل أبو نصر البخاري عن محمد الجواد بن على الرضا عليه السلام أنه قال لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ . ولم يعقب الحسين صاحب فخ ، وعقب الحسن المثلث من أخيه الحسن بن على العابد لا عقب له من غيره وهو المكفوف الينبعى ، وعقبه من ابنه عبد الله ابن الحسن لا غير فمن ولده أبو الزوائد محمد وقيل موسى بن الحسن لقب بذلك لانه كان يزيد في الكلام والشعر ، دخل أبو الزوايد هذا بلاد النوبة فقيل انقرض وقال الشيخ العمرى : له عقب بالنوبة والحجاز والعراق ومنهم محمد بن عبد الله ابن الحسن المكفوف . ومن ولده محمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن المكفوف قال الشيخ أبو الحسن العمرى : كان بدويا وله أولاد إلى يومنا بادية ، منهم موسى وركاب ومحمود بنو محمد بن الحسن ومنهم على بن عبد الله بن الحسن المكفوف من ولده سيدان كان بدمشق ، وله ولد واخوة منهم كثيم بن أبى القاسم سليمان الجزار بالرملة بن أبى الصخر محمد بن على بن عبد الله بن الحسن المكفوف ومنهم عيسى بن على بن أبى محمد جعفر بن على بن عبد الله بن الحسن المكفوف له ولد قال الشيخ العمرى : ولهم ذيل إلى وقتنا بادية وبنو الحسن المثلث / صفحة 184 / قليلون جدا لم أر منهم أحدا إلى هذا التاريخ وليس بالحجاز ولا بالعراق لهم بقية ولا رأى الشيخ تاج الدين احدا منهم ، قال : وعقبهم في بلاد العجم ومصر إن كان لهم بقية هناك . قال : ولابد أن يكون لهم بقية إذ بهم تكمل أسباط الفاطميين اثنى عشر سبطا كما وعد النبي صلى الله عليه واله وسلم .
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:17
المعلم الرابع في ذكر عقب جعفر بن الحسن المثنى:المعلم الرابع في ذكر عقب جعفر بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب ( ع ) ويكنى أبا الحسن ، وكان أكبر أخوته سنا ، وكان سيدا فصيحا يعد في خطباء بنى هاشم وله كلام مأثور ، وحبسه المنصور مع اخوته ثم تخلص ، وتوفى بالمدينة وله سبعون سنة وعقبه من ابنه الحسن بن جعفر وكان قد تخلف عن فخ مستعفيا ، وكان لجعفر بنت اسمها أم الحسن خرجت إلى جعفر بن سليمان بن على بن عبد الله بن العباس وهى أم ولده وتروجت بعده عمر الاطرف بن على ابن أبى طالب عليه السلام ، فأعقب الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن ابن على بن أبى طالب عليه السلام من ثلاثة رجال عبد الله وجعفر الغدار ومحمد السيلق. أما محمد السيلق فولده السيلقيون ببلاد العجم ، وعقبه ينتهى إلى عبيد الله / صفحة 185 / ابن الحسن السيلق بن على بن محمد السيلق ، له أعقاب متفرقون بقزوين والمراغة وهمدان وراوند ، ويكنى عبد الله هذا أبا الفضل ، فالذي من عقبه بالمراغة أبو الهول داعى واخوته عبيدالله ويحيى وأحمد وحمزة ومسافر بنو أبى جعفر محمد بن أبى الحسين أحمد قتيل الديلم بهمدان ابن أبى الفضل عبيدالله المذكور ، وبالمراغة ايضا بنو عبيدالله بن أبى الحسين قتيل الديلم ، وكانوا ثلاثة إخوة ناصر الكبير واسمه احمد ، وناصر الصغير واسمه أحمد أيضا توافقا في الاسم واللقب ، وأبو الفوارس الحسن يلقب الهادى ، وولد لهؤلاء بالمراغة أولاد قال شيخ الشرف العبيدلى النسابة : ورأيت ببغداد عبيد الله بن على بن أبى الفضل عبيد الله بن الحسن بن على بن محمد السيلق ، في أيام نقابة أبى الحسن على بن أحمد العمرى شعرانيا يتصوف ، وله ولد ببخارا وفى نفسي منه شئ فلنسأل عنه ان شاء الله تعالى . هذا كلام شيخ الشرف . ومن ولد أبى الفضل عبيدالله بن الحسن بن على بن محمد السيلق السيد العالم الفاضل المحدث الاديب المصنف ضياء الدين أبو الرضا فضل الله ابن على بن عبيدالله بن محمد بن عبيدالله بن محمد بن أبى الفضل عبيدالله المذكور وهو المشهور بفضل الله الراوندي ، له عقب منهم السيد تاج الدين أبو ميرة ابن كمال الدين أبن أبى الفضل بن أحمد بن محمد بن أبى الرضا المذكور ، ولد رجلين ركن الدين محمدا ، وعز الدين عليا . أما ركن الدين محمد فولد رجلين مرتضى ولطيفا ، أما مرتضى فولد مسعودا وولد مسعود مرتضى . وأما لطيف فكان له ابنتان خرجت احداهما إلى السلطان السعيد جلال الدين أبى الفوارس شاه شجاع بن محمد بن المظفر رحمه الله فولدت له ابنه السلطان زين العابدين وكان لها من غيره قبله أولاد . / صفحة 186 / وأما عز الدين على بن تاج الدين أبو ميرة فولد محمدا والحسين وأحمد وولد الحسين محمدا وعليا وجعفرا وأما جعفر الغدار بن الحسن بن جعفر ابن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام فولد أبا الفضل محمدا وأبا الحسن محمدا ، وابا أحمد محمدا ، وأبا على محمدا ، وأبا العباس محمدا وجعفرا ، وأبا الحسين محمدا ، ظهر أبو الفضل محمد بن جعفر بالكوفة وأخذ فمات في الحبس بسر من رأى ، له وعقب ، وأما أبو الحسن محمد بن جعفر فيدعى أبا قيراط ، وله عقب كثير منهم نقيب الطالبيين ببغداد أبو الحسن محمد الملقب بأبى قيراط ايضا ابن جعفر المحدث بن أبى الحسن محمد بن جعفر الغدار وابنه عبيد الله يقال له الشيخ وابنه محمد الازرق بن عبيدالله بن أبى قيراط ، ولد ببغداد ، ومنهم آل أبى خصية بالجزائر ( بالحائر خ ل ) وهو أبو الغنائم بن سالم ابن على بن غنيمة بن حسين بن يحيى بن محمد السمين بن يحيى الضرير بن محمد المحدث ابن جعفر المحدث ، ووقع أبو على محمد وأبو الحسن محمد ابنا جعفر الغدار إلى المغرب ، وروى لهما شبل بن تكين ولدا والله سبحانه وتعالى أعلم ، وقال شيخ الشرف العبيدلى : وقد رأيت بمصر أمثالا منهم أخذت منهم أنسابهم فهلكت فيما أخذته منى بنو كلاب من كتبي . وأما عبد الله بن الحسن بن جعفر فعقبه من ابنه عبيدالله أمير الكوفة ، ولاه إياها المأمون العباسي فأعقب عبيدالله الامير من أربعة رجال وهم أبو جعفر محمد الادرع ، وأبو الحسن على باغر ، وأبو سليمان محمد ، وأبو الفضل محمد ، وقال أبو نصر البخاري : قال أبو طاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد ابن عمر بن على بن أبى طالب عليه السلام في كتابه : إن عبيدالله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر لم يعقب إلا من صفية بنت عبيدالله . وقال غيره : أعقب من ولده أبى جعفر الادرع وأبى الحسن على باغر وأبى الفضل محمد وأبى سليمان محمد / صفحة 187 / ثم قال : وبقاشان ونيسابور من ولد عبيدالله العدد الكثير . فمن ولد أبى الفضل محمد بن عبيد الله ، أبو القاسم الزاهد المتكلم على بن أحمد بن محمد بن أبى القاسم الاحول بن أبى الفضل محمد المذكور ، أقام برامهرمز وله بها عقب . ومن ولد أبى سليمان محمد بن عبيدالله ، بنو الكشيش وهو محمد بن على بن أبى سليمان المذكور أكثرهم بالشام ، ومنهم محمد بن أحمد بن أبى سليمان محمد المذكور قال البخاري : ولده بفارس . وأما أبو الحسن على باغر بن عبيدالله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر ، وسبب تلقيبه بباغر أنه صارع باغر التركي غلام المتوكل العباسي وكان شديد القوة وهو الذى فتك بالمتوكل فقهره العلوى فتعجب الناس منه وسمى باسم ذلك التركي ، وامه شيبانية فأعقب من أربعة رجال وهم أبو على عبيدالله ، وأبو الفضل محمد ، وأبو هاشم محمد ، وأبو الحسن على فمن ولد أبى الحسن على بن باغر ، أبو عبد الله جعفر الافوه بن أبى العباس أحمد بن أبى الحسن على بن باغر ، له ولد وإخوة . ومن ولد أبى هاشم محمد بن باغر وكان قد أعقب جماعة بقم والبصرة ونصيبين واصفهان ، منهم أبو عبد الله أحمد بن أبى هاشم ، وكان قد خلف على نقابة ونزل بقم له بنصيبين عيسى بن أحمد ، له أولاد ، وباصفهان أبو الحسين عبيدالله ابن احمد له أولاد ومنهم أبو محمد الحسن بن أبى هاشم محمد ، وله ولد بقم ، أبو الحسين عبيدالله بن أبى هاشم ، له ولد بنصيبين ومن ولد أبى الفضل محمد بن باغر أبو على عبيد الله بن أبى الفضل المذكور ، يقال لولده بنو الحسنية بالبصرة ومنهم أبو القاسم أحمد بن أبى الفضل ، له أولاد لهم عقب ، ومنهم أبو الحسن الملاوى بن أبى الفضل له عقب اكثرهم بالشام ، ومن ولد أبى على عبيدالله ابن باغر ، حمزة بن محمد بن عبيدالله المذكور له عقب يقال لهم آل حمزة وبقيتهم يعرفون ببنى الشجرى. / صفحة 188 / وكان حمزة بن محمد يشبه أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام ومن آل الشجرى ، السيد العالم أبو السعادات بن الشجرى صاحب ( الامالى ) في النحو ، انقرض عقبه ولاخيه بقية بالنيل والحلة ومن ولد عبيدالله بن باغر أبو عبيدالله الحسين بن عبيدالله ، يلقب باسقنى ماء ، وأبو الحسن على بن الحسين المذكور ، كان نقيبا بارجان ومنهم أبو المختار الحسين ، وأبو محمد الحسن ابنا على بن الحسين بن عبيدالله ، كانا قد حجبا عضد الدولة بن بويه بشيراز ولهما عقب بشيراز ( بسيراف خ ل ) ومنهم أبو زيد محمد بن أبى العباس أحمد ابن عبيدالله الامير أعقب من أبى القاسم على ، ولابي القاسم على خمسة أبو الحسن محمد ، وأبو زيد محمد ، وأبو علي محمد ، وأبو منصور محمد وأبو الفتح محمد ولكل منهم عقب وانتشار . أما أبو الفتح محمد بن على بن أبى زيد فارس البصرة ولى النقابة به ا وأصابه جرح مات فيه ، وخلف ولدا كثير الصلاة سمح اليدين يعرف بأبى القاسم قل أبو الحسن العمرى : وهو اليوم ببغداد وله أولاد ببغداد وسيراف ، وأما أبو منصور محمد بن أبى القاسم على بن أبى زيد ، فرآه الشيخ العمرى وكان ذا حال حسنة وخلق طاهر ومات عن أولاد منهم الشريف أبو طالب كان كبير النفس واسع الصدر يجود بما تحوى يداه وهو صديق الشيخ العمرى وآل أبى زيد نقباء البصرة ومتوجهوها لهم بها بقية إلى الآن . ومن ولد أبى جعفر محمد بن عبيدالله الامير ويقال له الادرع ، قيل لقب بذلك لانه كانت له أدراع كثيرة قال الشيخ تاج الدين : قتل أسدا أدرع فلقب بذلك ، وكان رئيسا بالكوفة ومات بها ودفن بالكناسة وعقبه بالكوفة وخراسان وما وراء النهر وغيرها ، فمنهم الاخشيش وهو أبو عبد الله محمد بن القاسم بن محمد الادرع وأخوه الملحوس وهو أبو عبد الله الحسين بن القاسم / صفحة 189 / له عقب يعرفون ببنى الملحوس وهم بالحلة وغيرها ، وولد أبو محمد القاسم بن الادرع من الحسين الملحوس ، ومن أبى جعفر محمد بن القاسم الواعظ ، له ولد بفرغانة وخجندة ، وللملحوس أربعة ، منهم أبو الحسين محمد والقاسم وأحمد لهم أعقاب منتشرون ، وعلى ميناث.
الشريف الإدارة
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 12/03/2008
موضوع: رد: كتاب(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) ابن عنبة الجمعة 21 مارس - 18:18
المعلم الخامس في ذكر عقب داود بن الحسن المثنى:
المعلم الخامس في ذكر عقب داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب " ع " ويكنى أبا سليمان وكان يلى صدقات أمير المؤمنين عليه السلام نيابة عن أخيه عبد الله المحض ، وكان رضيع جعفر الصادق عليه السلام وحبسه المنصور الداونيقي فأفلت منه بالدعاء الذى علمه الصادق ( ع ) لامه أم داود ويعرف بدعاء أم داود وبدعاء يوم الاستفتاح وهو النصف من رجب ، وتوفى داود بالمدينة وهو ابن ستين سنة وعقبه من ابنه سليمان بن داود ، أمه أم كلثوم بنت زين العابدين على بن الحسين بن على بن أبى طالب " ع " وأعقب سليمان من ابنه محمد بن سليمان ، ويلقب البربري وخرج بالمدينة أيام أبى السرايا . قال أبو نصر البخاري : فقتل . وقال أبو الحسن العمرى : توفى في حياة أبيه وله نيف وثلاثون سنة . وأعقب من أربعة رجال موسى وداود واسحاق والحسن ، أما موسى فولد عدة بنين ، وأما داود فقال الشيخ الشرف العبيدلى : كان كريما ولى صدقات أمير المؤمنين عليه السلام ومات عن ذيل لم يطل . وأما اسحاق بن محمد بن سليمان فمن ولده بنو قتادة كانوا بمصر ، وهو حمزة بن زيد بن محمد بن اسحاق المذكور وأعقب قتادة من رجلين الحسين ومحمد ، وأما الحسن بن محمد ، وأما الحسن بن محمد بن سليمان وفيه البيت والعدد فأعقب من رحلين اسحاق وابراهيم فمن ولد ابراهيم بن الحسن بن محمد بن سليمان بنو عجير / صفحة 190 / وهو القاسم بن ابراهيم وقيل إن عجيرا هو ابراهيم بن الحسن نفسه ومنهم الاديب الدين الشجاع الكريم نقيب نصيبين أبو يعلى محمد بن الحسن بن جعفر بن محمد ابن القاسم بن ابراهيم المذكور ، له عدة من الولد ، وله اخوة لهم أولاد ، ومنهم المحسن بن حساس بن محمد بن القاسم ، له أولاد لهم نسل ومنهم أبو عبد الله الحسين ويكنى بأبى تغلب ويعرف بالتالد وابن أبى تراب عبيدالله بن القاسم ابن ابراهيم ، كان ذا وجاهة ورياسة وحال حسنة وولده كانوا رؤساء نصيبين . ومنهم أبو تراب حيدرة بن ابراهيم بن القاسم بن ابراهيم له ولد اسمه ابراهيم ويكنى أبا القاسم ويعرف بالدعيم له أولاد لهم أولاد ، ومن ولد اسحاق ابن الحسن بن محمد بن سليمان ، على دقيس بن اسحاق المذكور له عقب بالعمق ونواحيه من أرض الحجاز ، ومنهم أبو عبد الله محمد الطاووس بن اسحاق المذكور لقب بذلك لحسن وجهه وجماله ، وولده كانوا بسوراء المدينة ثم انتقلوا إلى بغداد والحلة وهم سادات وعلماء ونقباء معظمون ، منهم السيد الزاهد سعد الدين أبو ابراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن احمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاووس كان له أربعة بنين ، شرف الدين محمد وعز الدين الحسن وجمال الدين أبو الفضائل أحمد العالم الزاهد المصنف ورضى الدين أبو القاسم على السيد الزاهد صاحب الكرامات نقيب النقباء بالعراق . أما شرف الدين محمد فدرج ، وأما عز الدين الحسن فأعقب مجد الدين محمدا السيد الجليل ، خرج إلى السلطان هلاكوخان وصنف له كتاب ( البشارة ) وسلم الحلة والنيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب ورد إليه حكم النقابة / صفحة 191 / بالبلاد الفراتية فحكم في ذلك قليلا ثم مات دارجا ، والسيد قوام الدين أحمد ابن عز الدين الحسن أمير الحاج ، درج أيضا وانقرض السيد عز الدين وأما السيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى فولده غياث الدين أبو المظفر عبد الكريم السيد العالم النسابة ، وولد غياث الدين عبد الكريم ، رضى الدين أبا القاسم على درج وانقرض السيد جمال الدين . وأما أبو القاسم رضى الدين صاحب الكرامات فولد صفى الدين محمد الملقب بالمصطفى مات دارجا ، والنقيب رضى الدين عليا ولد النقيب قوام الدين احمد وولد النقيب قوام الدين ، نجم الدين أبا بكر عبد الله النقيب الطاهر وأخاه عمر ، درج الاول فان كان للآخر عقب وإلا فقد انقرض آل طاووس - آخر بنى داود بن المثنى وهم آخر ولد الحسن المثنى بن الحسن السبط ، وهم آخر ولد الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام .