نماذج من البكائيات عن سواكنلم تكن سواكن مدينة عادية تندثر فيندثر ذكرها، تطمر فيطويها النسيان ‘ افتقدها كل من مر بها، ونشأ فيها ، وسمع عنها، فكم من قصيدة كتبت عن سواكن ومجدها ، وكم من شاعر افتقدها وبكى عليها .
يقول الشاعر اليوناني أندرية فورياديس( )
لو كان عندي يا سواكن سحر سليمان ...
أو .. كنت نبيا أو ساحرا ينطق الأحجار....
لأنطقت فيك الصمت ونفضت عنك الغبار..
أنني رجل مغترب أرى فيك غربة التاريخ
أنني أرى نقوشا قديمة تربطني بك ..
أنني لا أبكيك...
ولا أبكي الأكربول أو معبد (دلف)
لكنني أذكر التأريخ ..
أرى بلقيس تطوف في حبات الرمل
هل يا ترى سألت نفسها عن سليمان؟
أم الجن وعرائسه تمنعها من ذلك؟
لقد نسيت ذلك السؤال..
ويبقى التأريخ ... أنه حفنة من رماد..
وأن الحياة أعظم من التأريخ..
سواكن الباكية
الأستاذ ابراهيم أحمد شلية
أسـألت باكية الزمان زمانها ماذا رأى فب أمسها من شأنها؟
أقرأت في قلب الجزيرة آيـة كتبت بمـاء العز في جثمانها؟
هلا سمعت حديث قصر راكع أو سـاجد يحكيك عن أحزانها؟
حقا سـواكن كنت أنت جميلة كوسـام مجد خط في سودانها
ولمن رآها زهـرة فواحـة فياضـة بالحسـن في ريعانها
هي مرتع الأباء مهد صباهمو كم انطوى الأجيال في أحضانها
واليوم لهفي يا سواكن لا أرى غـير التي تلتف في أكـفانها
والموج حــولك نادب فكأنه دمع الحـزينة فاض من أجفانها
البوم ينعق في ذرا جـدرانها فيبث فيها الرعـب بعد أمـانها
فكذا علمت الدهـر ظلا زائلا بزواله غـطى على عمـرانها
ذكرى سواكن
الأستاذ مبارك المغربي
هذي ســـواكن قد بدت مثل العروس البالية
تختال في اســــمالها أسمال ماضي واهية
والبحر في انحـــائها يصغي بأذن واعية
ويضم أطراف الجـزيرة كالرؤم الحانية
ياغــادةعصـــفت بها ريح الزمان العاتية
منــي إليـــك تحـية رغم الأسى وسلامية
إني وقفت عـلى البلـى أرثي الذرى المتداعية
وأطوف بالماضي السحيق وبالمغاني الثاوية
أرثي لغــز زائـــل وربوع حسن خالية
وإذا بقلــبي فجـــأة تسطو عليه غانية
خرجت تتيه بحســـنها في مشية متهادية
تلتف في ثوب الســواد نضيرة متباهية
ناديتــــها لكنها ..... لم تستجب لندائيه
ومضت تشــيح بوجهها عني وعن إعجابيه
ومضيت أثر جمــالها أثر العيون الداعية
ياموطن الســحر المقيم أما شجاك غنائيه
أعلـــمت أنك في دمي رغم الديار النائية
هل من جديد مشــرق يحي الرفات الفانية
ويعـــيد أيام الصـبا والفاتنات كما هي
ويعـــيد مجدا قد يعاد إذا العزائم ماضية
إن كنت تذكــر وقفتي هذي وتذكر حالية
فأذكر على مر الزمـان شعور نفس وافية
لــو يفتدي ذاك التراث فديته بحياتيه
قد شــــفني وجد بها ولها بذلت فؤاديه