النسبة :-
عد شيخ حامد بن نافع هم الأشراف الهاشميين الحسينيين ويعرفون آل شيحه وهذه نسبتهم هو الشيخ حامد بن احمد المشهور بالنافع بن الشريف أنضر عود سيدنا محمود المشهور بصاحب "أويتلا" بن الشيخ محمد عثمان بن الشريف عامر بن الشريف زيد المبارك بن السيد محمد بن السيد الشريف مبارك بن القاضي الشريف مولاي الحسن بن السيد الحسين بن السيد محمود بن السيد محمد شريف بن السيد عبيد الله بن السيد الحسين بن السيد الحسن بن الشريف منيف بن امير المدينة المنورة الشريف أبي مالك منيف الأكبر 644هـ بن السيد شيحة القاسم بن السيد هاشم بن السيد مهنأ بن السيد الحسين بن السيد مهنأ الأكبر بن ويمتد هذا النسب إلي الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجه من فاطمة بنت سيدنا رسول الله .
سيرتهم وهجرتهم في سبيل نشر الإسلام
وهم يمثلون أقدم المهاجرين من الأشراف اذا هاجرو إلي ارض مصر وبها أقاموا ردحاً من الزمن وأشهرهم صيتا الشريف مولاي الحسن قاضي الديار المصرية وهو الذي ترجم له الامام المؤرخ عماد الدين عمر بن الوردي في كتابه التاريخ المعروف بتتممة المختصر في أخبار البشر وايضا ذكره ابن خلدون في ص 180 .
وبعدها هاجر في سبيل الدعوة الي الإسلام الشريف محمد المبارك المشهور بزيد المبارك وأقام بجزيرة تعرف بجزيرة الأشراف نسبة لتواجد كل البيت النبوي بها وذلك للحماية من مطاردة عصابات التتار . ومزاره موجود الي الان في مدينة الدامر بشمال السودان 1505م وبعدها هاجر ابنه الشريف عامر الي جزيرة سواكن وبها تزوج من بنت ملك العبدلاب عثمان بن عجيب المنجلك بن عبدالله جماع القاسمي وانجب منها الشريف محمد عثمان المشهور بعثمان عام 950هـ الموافق 1543م وبعدها هاجر عثمان الي ارض التاكا وتزوج من الأشراف الارتيقا وانجب منهم ابنه سيدنا محمود ، بكسلا عام1000هـ الموافق 1591م وتوفي الشريف محمد عثمان بالقرب من كبودي بارض القاش عام 1030هـ الموفق 1620م واما ابنه سيدنا محمود المشهور بصاحب اويتلا ولا يزال مزاره بها إلي الآن تحت سفوح جبل اويتلا احد جبال التاكا . حمل سيدنا محمود الراية من بعد أبيه وقد اشتهر بالورع والتقوى وكان ذو نفوذ ديني وسط قبائل البجا و الشكرية وقد تزوج من الشكرية من بنت (أحمد ود باسل) وأنجبت له ابنه الشريف احمد "النافع "وكانوا لا يقطعون أمرا إلا بعد اخذ الإذن والدعوة لهم بالتوفيق لأنه مستجاب الدعوة وقد كان بالإضافة لذلك يقيم الخلاوي ويأوي الضعفاء واشتهر أيضا بالشجاعة المطلقة ولا يخاف في الله لومت لائم وقد شهدت له بذلك معركة أويتلا الشهيرة عام1067هـ الوافق 1656م بينه وبين الفونج وقد استشهد دفاعاً عن عرضه وأهله .
أما ابنه الشريف احمد المشهور بنافع يعتبر من اشهر الدعاة في شرق إفريقيا كما وصفه المؤرخ الانجليزي مستر فريدريك نيدل وقد هاجر من الأراضي السودانية الي داخل الأراضي الحبشية عام 1010هـ 1661م وقد اسلم علي يديه خلقاً كثير من الوثنين والمسحيين مما سبب انزعاجا من راعي الكنيسة الكاثوليكية وملك الأحباش وقد اجبروه علي مغادرة الأراضي الحبشية الي داخل السودان ولكن مريدي الشريف رحلوا معه الي داخل إقليم التاكا وتوغل مره اخري الي ارتريا بالخصوص في ارض البليين والجبرتا والساهو وهما من اقوي القوميات واشدها تمساكا بالكاثلوكية ولكن الشريف نافع تمكن من ان يقنعهم بالدخول الي الاسلام بالحجة والمنطق وقد كسر صلبانهم ودخلوا في دين الله افواجا ولا يزالون الي اليوم يكنون الاحترام الي آل الشيخ حامد . وصاهر الشريف قبيلة المدا وهي فرع من بني عامر وتزوج من " حليمة بنت علي ود فايد " وأنجب منها أبنائه وقد توفي الشريف بقلب سقله عام 1137هـ الموافق 1724م. وأبناء الشريف نافع هم الشريف إدريس والشريف محمد والشريف إبراهيم والشريف حامد أما الشريف إدريس المشور بصاحب اتبره وله ضريح بها فقد رجع إلي ارض أجداده بجزيرة الأشراف وذالك بعد اختلافه مع اخوته وتزوج من الشكرية وانجب منهم قبيلة النفيداب وهي تسكن بالقرب من عطبرة بمنطقة سيدون وايضا تزوج من البشاريين وانجب منهم الشيكاب وهم موجودين في منطقة قوز رجب والدامر ويعرفون ايضا بالنافعاب ولا تزال خلاويهم إلي ألان .
اما الشريف محمد المشهور "بهمد الخير" واصل توغله الي داخل الأراضي الحبشية حتي مشارف الصومال وتمكن من إقناع باقي قبائل ساحل البحر الأحمر إلي الإسلام مثل العفر وغيرهم وما تزال زريته الي الان متواجد في تلك المناطق بالخصوص منطقة سراي مندفره.
أما الشريف إبراهيم فلا توجد له زيه لأنه قتل قبل أن يتزوج .
أما القطب الأكبر والولي الابر الشريف الشيخ حامد المشهور بشيخ الأسد الجداوي المولود بمدينة الشوك في عام1077هـ الموافق 1766م.
وتلقي تعليمه علي يد أبيه وبرع في حفظ القران والسنة والاحاديث وتفوق في الفقه وواصل تعليمه وذلك بالهجرة ارض الأشراف العركيين . وهو صاحب السيرة العطرة فهو أشهرهم سيطأ وقد أحيا الدين الإسلامي من جديد في شرق السودان وغرب ارتريا وافتتح عدد من المساجد والخلاوي في كل المنطق الشرقية إلي داخل إثيوبيا وقد صاهر الشيخ حامد قبيلة المد وهي فرع من قبائل البني عامر وتزوج من بنت رأس المد وتدعي (ملوك بنت بقار) وأنجب منها الشيخ الامين ((وهو صاحب الزرية وقد رزق 17عشر من الابناء الذكور 5 من الاناث ومنهما تفرع آل الشيخ حامد))، و الشيخ إبراهيم (( وايضا له زرية تعرف اسمه)) ، و الشيخ علي ، والشريفة حليمة (أم سيد) .وقد واجهت الشيخ حامد مصاعب ومصائب كثيرة في سبيل الدعوة ومنها اصطدامه بالبعثات الصليبية في منطقة ديسي وكان اغلب سكانها لا دنين" وشجوا رأسه الشريفة وانجاه الله من مكرهم وقالوا له ادعوا إلي الإسلام في بلادك وإلا قتلناك لأنها مهد الصليبية وهي أقدس أقداسنا ، ورجع الشريف إلي الساحل ثم إلي القاش ، وأيضا كان للشيخ حامد مناظرات مع القساوسة المبشرين مثل لقائه بالرحالة لويس الألماني في الساحل وقال للشريف من اين انت وقال له الشريف من هذا البلد ، وسائل لويس عن جنس الشريف ورد له الشريف جنسي الإسلام فقال له الإسلام دين وليس جنس ورد عليه الشريف ما دينك فقال مسيحي كاثوليكي وقال له الشريف اما ان لكم ان تقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله وقد علمتم بذلك في أناجيلكم قبل تحريفها وأنت ادري بها ورد للشريف صدقت وانصرف من المناظرة وقابله الشيخ حامد وابنه الشيخ الأمين مره أخري في منطقة نارو في الساحل فتهرب لويس من المناظرة وكان معه الخواجة الايطالي مارتينو . وتوغل الشريف الشيخ حامد مره اخري الي داخل الأراضي الحبشية من الناحية الشمالية وقد دخلت علي يديه الشريف أعداد مهوله من الاروموا من المسحيين والا دينين إلي الإسلام وافتتح عدد من المساجد والخلاوي بتلك المناطق ولكن الكنائس في اكسوم " وهي عاصمتهم ألمقدسه " شعرت بخطورة تواجد الشريف داخل الأراضي الحبشية واتجهت إلي تحذيره وأمرت بموجب السلطات المخوله لها بطرده و منعه من الاتصال بالمناطق المجاورة للحبشة والا تعرض هو ومن سار معه لا شد العقاب وبعثوا له برسالة فحواها يجب ان تعرف نحن ارض التابوت المقدس ولا نقبل باي دين سوي دين يسوع وعليك مغادرة كل الأرضي التي تحت نفوذنا وعدم فتح الخلاوي بالساحل وخاصة بمناطق عايلت وقمهوت، واطر الشريف للرحيل لكي لا يتعرض المسلمون للايذا بسببه . وتوجه بعدها الشريف الشيخ حامد إلي مناطق المرتفعات الارترية مثل قري بيت حسن حماسين وكذلك إلي ارض الحباب وفتح بها الخلاوي والمساجد لتنوير الناس بامور دينهم . واتجه صوب سهول وبراري بركه مثل قري النابتاب المشتركة آل علي بخيت وابو سعداب وآل اكد عداره وغيرها ثم افتتح عدد من الخلاوي في شمبوب وادروياب وفدياييب وسط قري عد كلب و هاشبري ودقه باكوكي ثم اتجه إلي منطقة خور بركة " هواشاييت وكيروا وفتح بها خلاوي واتجه إلي مدينة سواكن ورحب البجا به اشد ترحيب وذلك للتبرك به والدعاء لهم وواصل سيره شرقا حداي وقابلته جموع القبائل العربية بالبشر والترحاب واكرموا نزلهم مثل ميكال وكبي ومن ثم رجع إلي منطقة قروره، وتتلمذا علي يده الشريف كبار العلماء واصبحوا يسيرون في دربه مع حله وترحاله نشرا للدعوة . وكان الشريف يحج سنويا مع حيرانه وفي أول حجة له قابله اهل الحجاز واخزوا يتبركون وقالوا له انا لك معنا امانة هي اراضي سكنية تركها لنا جدك الشريف محمد المبارك وكنا نحفظها حتي يأتي أحد احفاده وكنا نسمع بوجودك في ارض البجا والان وصلت نرجوا منك استلامها حتي نبري زمتنا ورد عليهم الشريف الشيخ حامد قائلاً بارك الله فيكم لحفظكم للامانة وادائها وانا باركتها لكم وأنا باحث عن ارضية في الجنة ولا اعلم اجدها ، وهنا اجهش الجميع بالبكاء وقالوا له والله انت الشريف الرضي الطاهر العلم . صفات الشريف الشيخ حامد بن نافع " شيخ الاسد " وهي انه كان هادي الحديث وروؤف ورحيم وحنين ، وايضا كان يفصل ملابسه بنفسه ويخيطها بيده الشريفتين ، وايضا كان لا يركب الدواب رغم توفرها وكان يهديها للمحتاجين والفقراء ، ايضا كان كثير التطيب بالعطور ويحب حلقات الذكر وكان يجلس في وسطها وكان يحث ابنائه علي عدم التفاخر وان يتواضعوا لله ويأمرهم بالدعوة إلي توحيد الله والتمسك بحبل الله المتين ونشر العلم والحث علي حفظ القران الكريم وفتح الخلاوي وإيواء المساكين . وفاة الشيخ حامد كانت من أعظم المصائب علي مريده وحيرانه وإتباعه وكان الشيخ حامد في آخر حجة له وكعادته معه تلاميذه وكان معه حفيده الشريف الشيخ علي بن الشيخ الامين المشهور بمعطي الدين وبعد اداء مناسك الحج وفي طريقة العودة بين مكة وجده اصابة الشيخ حامد وعكه لم تمهله طويلا واسلم الروح إلي باراها ودفن بمنطقة جدة القديمة شارع مكة وذلك قبل عشرين عاماً أي قبل تتويج الملك سعود علي جزيرة العرب " السعودية " ولا تزل مقبرته موجودة وتعرف بمقبرة شيخ الاسد ومكتوب علي بابها هذا قبر الشريف الشيخ حامد بن نافع الهاشمي القرشي . وفي ختام هذه السيرة العطرة نشكر كل من ساهم ومدنا بلمعلومات ونخص الجد الاستاذ/ أحمد ابراهيم محمود رحمه الله وايضا نخص الباحث / حاج علي محمد عثمان وايضا نخص الشكر للوالد الحاج عثمان عمر وايضا للخال محمود الامين والخال نافع محمود حامد والشيخ علي الامين والجد عثمان الامين وايضاً نخص السادة المراغنة وايضاُ نخص الشكر للسادة الاشراف العركيين و دار الوثائق ومكتبة مشكاة الانوار ومؤسسة فايد تكنولوجي وكل من لم يسعنا ان نذكره .
مراجع :- • الدرر السنية لانساب الاشراف الحسيينية والحسنية .
• تاريخ القبائل الاسلامية والعربية بالقرن الافريقي
• تاريخ دخول الاسلام للحبشة
• الادارة العسكرية البريطانية
• القبائل الاستقراطية بالسودان
• تاريخ مدينة كسلا " السنية سابقا قبل 1800م
• مخطوات ملوك النابتاب ال دقلل
• مخطوات الاشراف الفايداب – رسالة الشريف زيد بن محسن
المؤرخ والباحث للتاريخ الأشراف