سادتي الأشراف تخيرت لكم من حقيبة البروف سيدي الشريف حسن أبي عائشه حامد الرسي الغمري:
نحنُ أعظمُ البَشَر!
زُرتُ بلادَ الهندِ قبلَ عام أو عامين. وكانَ من الملفتِ للنظرِ جداً أن الناس – بصفةٍ عامة – يجتهدون في عملهم. كلهم يخرجون من بيوتهم في الصباح الباكر، ويكدُّونَ في أعمالهم، ويعودون آخر النهار إلى ديارهم يحملون أرزاقهم إلى أولادهم، ويتمتعون مع أُسرهم. لا تكادُ تجدُ خاملاً لا يحاول أن يعمل، قل جهده أو كثر. وفي المقابل نجد أن الناس في بلادنا لا يجتهدون في العمل إلا من رحم الله. حتى الذين يمارسون أعمالهم يعملون ذلك بكثير من عدم الاكتراث، وكثير من التقاعس والتكاسل، والتواكل، إلا من رحَم الله. فكانتْ هذه الأبيات، على الوزن الحر:
الناسُ من حولِنا يَعملون.
يلعبون، يرقصون، لكنهم يعملون.
والناسُ في بلدي كأنَّهم لا يعلمون.
لا تَهَمُّهمُ الأشياءَ، لا يَعبهونَ.
لا الوقتُ يَدهمُهمْ، أبداً، لا يستعجلون.
كلُّ شيءٍ يقبلُ التأخيرْ. كلُّ أمرٍ يقبلُ التسويفْ. كلُّ وعدٍ يقبلُ التسويفْ.
ما بالُكُمْ تعجبون؟!
فقيرُنا يَشمخُ في كبرياءْ! جاهِلُنا يَرفُلُ في الغباءْ!
عالِمُنا في الأسمالِ والعناء!
ليسَ ذلكَ من ديننا، لكنَّنا نصنعه لأنَّنا أفضلُ البشر!
نصنعهُ لأنّ بعضَنا بنو جَعَلْ.
وبَعضَنا أصلُه بنو كَهَلْ.
نصنعهُ لأننا _ جميعنا – بنو بطَلْ!
نصنعهُ لأننا..نعم، نعم.. لأنَّنا.. أفضلُ البشر!
أعظمُ البشر!